150 سنة على إصدار قانون دار الكتب والوثائق.. ما أهدافها؟
تعد دار الكتب المصرية أول مكتبة وطنية فى العالم العربى، ففى عام 1870م، وبناءً على اقتراح على باشا مبارك ناظر ديوان المعارف آنذاك، أصدر الخديو إسماعيل الأمر العالى بتأسيس دار للكتب بالقاهرة “الكتبخانة الخديوية المصرية”، لتقوم بجمع المخطوطات والكتب النفيسة التى كان قد أوقفها السلاطين والأمراء والعلماء على المساجد والأضرحة والمدارس ليكون ذلك نواة لمكتبة عامة على نمط دور الكتب الوطنية فى أوربا، وفى 29 يوليو 1870م، تم وضع قانون دار الكتب المصرية الأول ولائحة نظامها، وبمقتضاه قامت دار الكتب، وبدأت صفحة جديدة من صفحات تاريخ مصر الفكرى، فما الهدف من إنشاء الدار؟.
ويأتى الهدف من إنشاء دار الكتب والوثائق حسب موقع الدار الرسمى : “نشر الوعى الثقافى بين أفراد المجتمع، تيسير الاطلاع على الإنتاج الفكرى والأدبى والعلمى للحضارة الإنسانية، تقديم الخدمة المكتبية لجمهور الباحثين والمطالعين، وإتاحة مقتنيات الدار، للاطلاع عليها والاستفادة منها سواء بمقر الدار أو من خلال المكتبات الفرعية التابعة لها، العمل على إحياء التراث العربى، جمع وحفظ وصيانة مقتنيات الدار التراثية من الكتب وأوائل المطبوعات، والدوريات والمخطوطات وتنظيمها والتعريف بها والإعلام عنها، توثيق الصلات العلمية والثقافية مع مختلف المكتبات والمؤسسات فى الداخل، وكذلك دور الكتب العالمية والهيئات العلمية والثقافية بالخارج، وبخاصة فى الأقطار العربية، وذلك عن طريق تبادل المطبوعات والمعلومات الفنية، مما يعمل على التعريف بالدار ومطبوعاتها ومقتنياتها.
وتبلغ مخطوطات الدار حوالى 57 ألف مخطوط تعد من نفس المجموعات وهى مرقمة ومفهرسة وتغطى تشكيلة واسعة من المواضيع، حيث تتميز بتنوع موضوعاتها وخطوطها المنسوبة ومخطوطاتها المؤرخة.
كما تضم مجموعة نفيسة من أوراق البردى العربية من بينها مجموعة عُثر عليها فى كوم أشقاو بالصعيد تبلغ مجموعها ثلاث آلاف بردية تتعلق بعقود زواج وبيع وإيجار واستبدال وكشوف وسجلات وحسابات خاصة بالضرائب أو تقسيم مواريث أو دفع صداق وغيرها. وأقدم البرديات يعود لسنة 87هـ (705م) ولم ينشر منها إلا 444 بردية.
كما تحتوى الدار على مجموعة طيبة من الوثائق الرسمية التى تتمثل فى حجج الوقف ووثائق الوزارات المختلفة وسجلات المحاكم وغيرها مما يعنى به الباحثون فى شتى المباحث الأثرية والتاريخية. كما تمتلك الدار مجموعة طيبة من النقود العربية يعود أقدمها إلى سنة 77هـ (696م).