كشفت وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاجون”، الأربعاء، عن خطة لسحب نحو 12 ألف جندي أمريكي من ألمانيا بعد أن وصفها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مرارا بأنها “مُقصرة” في الإنفاق العسكري.
وقال مسؤولون في البنتاجون، في تصريحات أوردتها مجلة “بوليتيكو” الأمريكية على موقعها الإلكتروني، إن الخطة، التي تتضمن إعادة 6400 جندي أمريكي إلى الولايات المتحدة ونقل 5600 آخرين إلى دول أخرى في أوروبا، هي جزء من جهود البنتاجون الواسعة لإعادة توزيع القوات الأمريكية حول العالم لتحقيق تنافس أفضل مع التهديدات الجديدة من روسيا والصين.
وأوضح المسؤولون أنه بعد تنفيذ الخطة سيتبقى 24 ألف جندي أمريكي في الأراضي الألمانية، والتي نشرت فيها الولايات المتحدة أعداد كبيرة من قواتها منذ نهاية الحرب الباردة.
وأشار ترامب في تصريحات للصحفيين اليوم إلى أن “الجنود الأمريكيين هناك لحماية ألمانيا وأوروبا ومن المفترض أن تدفع ألمانيا مقابل ذلك، لكن ألمانيا لا تدفع.. لذلك سنخفض من قواتنا لأنهم لا يدفعون فواتيرهم.. الأمر بسيط للغاية إنهم مُقصرون”.
وذكر قائد القيادة الأمريكية الأوروبية تود وولترز، أن الخطة تتضمن أيضا نقل مقرات القيادة الأمريكية الأوروبية وقيادة العمليات الخاصة في أوروبا من ألمانيا إلى بلجيكا، مضيفا أنه في المستقبل قد يتم أيضا نقل مقرات القيادة الأمريكية الإفريقية وقيادة العمليات الخاصة في إفريقيا من ألمانيا إلى دولة أخرى.
وردًا حول ما إذا كان القرار يتماشى مع إعلان ترامب بأنه يعاقب ألمانيا، قال وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر إن مراجعة توزيع القوات التابع للقيادة الأمريكية في أوروبا تم تسريعها بعد قرار ترامب في يونيو الماضي بسحب القوات من ألمانيا، مشددا في الوقت نفسه على أن الخطة من شأنها تحسين قدرة حلف الناتو على ردع العدوان الروسي وكذلك تعزيز التحالفات الأمريكية في أوروبا.
وأشار إسبر إلى أن القرار سيكلف الولايات المتحدة بضعة مليارات من الدولارات، على أن يبدأ تنفيذ نقل القوات الأمريكية من ألمانيا خلال الأسابيع المقبلة، مكررا انتقاد ترامب لألمانيا بقوله: “ألمانيا هي أغنى دولة في أوروبا ويمكنها بل ينبغي عليها دفع المزيد للدفاع عن نفسها”، مؤكدا أن الخطة تلقت ردود أفعال إيجابية جدا من عدة دول أوروبية.
من جانبه، قال الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرج اليوم إن الخطة الأمريكية تؤكد على الالتزام المستمر للولايات المتحدة تجاه الناتو والأمن الأوروبي، مشيرا إلى أن واشنطن ناقشت الخطوة عن كثب مع كل حلفاءها في الناتو قبل إعلانها.
وانتقد المسؤولون الألمان الخطة الأمريكية على الفور، وقال رئيس لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان الألماني نوربرت روتجين في تصريحات لمجلة “بوليتيكو”، إن نقل القوات الأمريكية من ألمانيا سيقلل من فعالية الجيش الأمريكي ضد روسيا وكذلك في منطقة الشرق الأوسط.
