الأدب
أدب الحج.. أدباء ومثقفون وثقوا لرحلاتهم فى أداء فريضة الحج
رحلة الحج عبر تاريخها حظيت بقدر من التوثيق من الأدباء والمثقفين الذى أدوا الفريضة، ورسموا على الأوراق مشاعرهم وخواطرهم، فلم تكن رحلة الحج شيئا عابرًا فى ذاكرتهم، لذا أودعوه فى ذاكرة الناس من خلال ما سطروه عنها.
وقد تنوعت كتابات الأدباء عن رحلتهم فى المشاعر المقدسة، ما بين التوثيق للرحلة، ومراحلها، ومشاعرها، وخواطرها، وما بين الكتابة عن معالم الحج، والتأريخ للأماكن المقدسة، والتأريخ للحجاز وعلمائه، وأهله، وأنشطتهم.
أحمد حسن الزيات
من أبرز، الأدباء الذين كتبوا عن رحلتهم للحج، “أحمد حسن الزيات” في مقال نشرته “مجلة الرسالة” بعنوان “في أرض الحجاز”، ربط فيه بين الحج وبين التحرر من الاستعمار، وقال: “إن في كل بقعة من بقاع الحجاز أثراً للتضحية ورمزاً للبطولة، فالحج إليها إيحاء بالعزة، وحفز إلى السمو، وحث على التحرر”.
المازنى
وكتب الأديب “إبراهيم المازنى” عن رحلته عام 1930، كتاب “رحلة الحجاز”، وهو خواطر أدبية حول الحج والرحالة، مليئة بالطرائف، ويسرد فيه أحداث رحلة قام بها عام 1930 إلي الحجاز لأداء العمرة ضمن بعثة ضمت بعض الافندية والبكوات، كانت وقتها الدولة السعودية الثالثة لازالت في بداياتها ولم يكن قد تم أكتشاف الثروة البترولية بعد.
محمد حسين هيكل
وثق الأديب محمد حسين هيكل فى كتابه “منزل الوحى”، لرحلة الحج فى العام (1355هـ/ 1936)، والتى جاءت بناء على نصيحة من صديقه المسلم المجرى عبد الكريم جرمانوس، وألف هيكل “في منزل الوحي” وكأنه عندما رجع إلى الإسلام كان عليه أن يهاجر إلى منزل الوحي يستقي من أنواره، ومما كتبه عند رؤية الكعبة: “تبدت لي الكعبة قائمة وسط المسجد فشد إليها بصري وطفر قلبي ولم يجد عنها منصرفا، ولقد شعرت لمرآها بهزة تملأ كل وجودي وتحركت قدماي نحوها وكلي الخشوع والرهبة”.
العقاد
وثق الأديب الكبير عباس محمود العقاد، رحلته إلى الحج عام 1946، في عدة مقالات، ومن طريف ما كتب هو تجربة في الصعود إلى “غار حراء” والذي شهد أول نزول للقرآن الكريم.
ولعل أبرز زاوية حرص على التعرض لها، هو حمام الحرم، حيث أكد أنه دوماً ما سمع أن هذا الحمام يطير حول الكعبة ولا يعلوها، وبالتالي حرص خلال رحلته على تتبع مذهب الحمام في كل مكان، مؤكداً في كتاباته أن الأمر حقيقى بكتابة : “كما سمعت يطوف ولا يتعدي المطاف إلى العبور”.
أنيس منصور
أنيس منصور هو الآخر حرص من خلال كلماته أن يعكس حالته الروحانية مع الحج في كتاب “أيام في الأراضى المقدسة”، حيث أشار فيه لرحلته إلى بلاد الحجاز وقال: “أننى لا ادعو إلى دين جديد وإنما ادعو الى إحساس جديد بالدين، كأنني كنت نائماً وصحوت على ضوء الفجر”، في إشارة إلى لحظاته مع الحج.