هل اختلف الفقهاء فيما بينهم حول هوية ذبيح النبى إبراهيم المذكورة فى القرآن؟
يحتفل المسلمون، اليوم، بعيد الأضحى، وهو ذكرى افتداء الله لنبى الله إسماعيل بكبش عظيم، بعدما هم والده “إبراهيم” على ذبحه تنفيذا لرؤية الله، وهو يوافق يوم 10 ذى الحجة بعد انتهاء وقفة يوم عرفة، الموقف الذى يقف فيه الحجاج المسلمون لتأدية أهم مناسك الحج، وينتهي يوم 13 ذى الحجة.
يعد هذا العيد أيضاً ذكرى لقصة إبراهيم عليه السلام عندما رأى رؤيا أمره فيها الله بالتضحية بابنه إسماعيل، وبعد تصديقه وابنه للرؤيا، فى الأديان الإبراهيمية الأخرى “اليهودية، المسيحية” يرون أن الذبيح إسحاق، فهل اختلف فقهاء المسلمين فيما بنيهم حول هوية الذبيح.
بحسب القرطبى: “اختلف العلماء فى المأمور ذبحه فقال بعضهم الذبیح إسحاق، ومن قال بذلك العباس بن عبدالمطلب وابنه عبد الله، وهو الصحیح عنه، حيث قال: الذبیح إسحاق وهو الصحیح عن عبد االله بن مسعود أن رجلا قال له “یا ابن الأشیاخ الكرام”، فقال عبد االله “ذلك یوسف بن يعقوب بن إسحاق ذبیح االله بن إبراهیم خلیل االله“.
وأكد “القرطبى” أن العديد من الصحابة قالوا إن الذبیح إسحاق، وعد منهم 7، وقال به التابعون وغیرهم ومنهم “علقمة والشعبى ومجاهد وسعید بن جبیر وكعب الأحبار وقتادة ومسروق وعكرمة والقاسم بن أبي برة وعطاء ومقاتل وعبد الرحمان بن سابط والزهرى والسدى وعبد االله بن أبى هدیل ومالك بن أنس” كلهم قالوا الذبیح إسحاق.
فيما ترى أغلب المصادر الإسلامية، ويتفق معاها الأزهر الشريف ودار الإفتاء، أن الراجح أن الذبيح هو إسماعيل عليه السلام وهو مذهب عبد الله بن عمر وسعيد بن المسيب والسدى والحسن البصرى ومجاهد والربيع بن أنس ومحمد بن كعب القرظى والكلبى وأبى عمرو بن العلاء وهو رواية عن ابن عباس كما نقله البغوى عنهم، وقد بسط المحققون أدلة ذلك، فقد قال شيخ الإسلام في المنهاج: والذبيح على القول الصحيح ابنه الكبير إسماعيل كما دلت على ذلك سورة الصافات وغير ذلك فإنه قد كان سأل ربه أن يهب له من الصالحين فبشره بالغلام الحليم إسماعيل فلما بلغ معه السعى أمره أن يذبحه لئلا يبقى فى قلبه محبة مخلوق تزاحم محبة الخالق.. وكذلك فى التوراة يقول: اذبح ابنك. وحيدك وفى ترجمة أخرى: بكرك. ولكن ألحق المبدلون لفظ إسحاق وهو باطل فإن إسحاق هو الثانى من أولاده باتفاق المسلمين وأهل الكتاب فليس هو وحيده ولا بكره وإنما وحيده وبكره إسماعيل.