الأدب
تلطيخ البيت بدماء الأضاحى.. ما هى مظاهر الأضحية عند العرب قبل الإسلام؟
قام ملايين المسلمين أمس الجمعة، بذبح الأضحية تنفيذا لسنة النبى محمد صلى الله عليه وسلم فى عيد الأضحى المبارك، وتباركا بالذبيح إسماعيل نجل أبو الأنبياء الخليل إبراهيم، وهى الذكرى التى تتوافق مع عيد الأضحى المبارك، أحد أقدس الأعياد وأكبرها عن المسلمين.
والحج كشعائر دينية، وهو الركن الأعظم من أركان الإسلام، لم يظهر فى المنطقة العربية مع الإسلام، بل أن الجزيرة العربية شهدت مناسك للحج والنحر قبل ظهور الدعوة المحمدية بسنوات طوال.
واعتاد العرب ذبح الحيوانات وتقديمها قربانا، وذكر المؤرخون أنهم اعتادوا ذبح الحيوانات تيمنا بنبى الله إبراهيم حينما اختبر ربه إيمانه بذبح ولده قبل أن يفديه بذبح عظيم، وحرصوا على وضع السوار فى رقاب تلك الحيوانات وتركها سائبة لا يعترضها أحد لأنها محرمة، وبعد ذبحها يلطخون الكعبة بالدماء، وتقدم لحومها للفقراء.
كان العرب قبل الإسلام يعبدون الأوثان، والكعبة مركز عبادتهم، وكانت مليئة بالأصنام، وخلال موسم الحج السنوى، يزور الناس الكعبة من الداخل والخارج، وكانت قبيلة قريش مسؤولة عن خدمة الحجاج، يشير شبلى النعمانى إلى أن العرب الوثنيين قدموا بعض الطقوس غير المقدسة أثناء الحج.
وخلافا لحج اليوم، لم يمشوا بين تلال الصفا والمروة ولم يجتمعوا فى عرفات، ويحافظ البعض على الصمت أثناء مجرى الحج كله. باستثناء الناس من قبيلة قريش، والبعض الآخر يؤدى الطواف فى حالة عارية، خلال السنوات الأولى من نبوة محمد، وفر موسم الحج لمحمد مناسبة للتبشير بالإسلام للشعب الأجنبى الذين جاءوا إلى مكة المكرمة للحج.
ومن الشعائر المتعلقة بمنى (العتائر) أى النحر فى الإسلام، كانوا ينحرون على الأنصاب وعلى مقربة من الأصنام ثم توزع على الحاضرين ليأكلوا جماعة أو تغطى للأفراد، وقد تترك لكواسر الجو وضوارى البر فلا يصد عنها أى إنسان ولا سبع.
تبلغ ذروة الحج عند تقديم العتائر لأنها أسمى مظاهر العبادة فى الأديان القديمة، وكانوا يقلدون هديهم بقلادة أو نعلين يعلقان على رقبة الهدى إشعاراً للناس أن الحيوان هدى فلا يحوز الاعتداء عليه.
بعض أهل الجاهلية يسلخون جلود الهدى ليأخذوها معهم ويتفق هذا مع لفظ (تشريق) التى تعنى تقديم اللحم ومنه سميت أيام التشريق، وهى ثلاثة أيام بعد يوم العتائر لأن لحوم الأضاحى تشرق فيها أى تنشر فى الشمس.
لا يحل للحجاج فى الجاهلية حلق شعورهم أو قصها طيلة حجهم وإلا بطلت حجتهم، وعندما يحل لهم القص فإنهم يقصون عند أصنامهم، وكان عرب اليمن يضعون الدقيق على رؤوسهم قبل الحلق وعند الحلق يسقط الدقيق مع الشعر فيجعلون ذلك الدقيق صدقة، فكان الناس يأخذونه ويرمون الشعر عن الدقيق.