الأدب

جواسيس فى البلد الحرام.. أبرزهم خطب فى الحرم وآخر ادعى نسبه للأشراف

يؤدى عدد من المسلمين مناسك الحج، فى ظل موسم استثنائى بسبب انتشار فيروس كورونا المستجد، والإجراءات الحكومية السعودية للحد من انتشار الفيروس، وهو الركن الأعظم من أركان الإسلام، حيث يبدأ مناسكه من صباح اليوم التاسع من ذى الحجة، بالصعود إلى جبل عرفات، قبل أول أيام عيد الأضحى المبارك بيوم واحد.
 
كثير من المسلمين على مر التاريخ، أدوا الفريضة الأقدس فى الإسلام، وكان للعديد من القادة والفلاسفة والأدباء والعلماء رحلات هناك، لكن يبدو تاريخا آخر يذكر أن هناك جواسيس زاروا البلد الحرام، وكانت لهم أهدافهم الخاصة، جميعهم ذكرت سيرتهم فى مذكرات شخصية صدرت لهم بعد مغادرة بلد المشاعر المقدسة، وفى التقرير نوضح أبرزهم:
 

فارتيما (يونس المصرى)

 
الحج يونس المصرى
 
فارتيما، لودفيكو دى فارتيما أو بارتيما وهو رحالة إيطالى، يعتقد أنه أول أوربى غير مسلم زار مكة والمدينة، سمى نفسه “الحاج يونس”، حيث زار مكة والمدينة المنورة خلال مغامرة أجراها قبل 505 أعوام، حيث وصلها برفقة قافلة حجاج كان يعمل حارسًا لها، بحسب تقارير سعودية.
 
دخل فارتيما وسط قافلة الحج الشامية عن طريق رشوة القائد المملوكى لقافلة الحج المتجهة من دمشق إلى بلاد الحجاز، ومنحه القائد حصانًا كما سمح له بارتداء ملابس المماليك المرافقين لرحلة الحج، تحت اسم (يونس المصري)، وكان خوجة ذى النور الفارسي، أحد التجار الفرس المقيمين فى مكة، هو الذى سهل لهذا الرحالة التجول بأريحية داخل بلاد الحرمين، وقدم له خدمات لولاها ما كان لدى فارتيما أن ينجح فى رحلته.
 
تحددت مهمته فى جمع المعلومات عن الأحوال الداخلية فى البلاد الإسلامية، ودراسة النظم الاجتماعية والاقتصادية بها لتسهيل الانقضاض عليها، حسبما قال الكاتب السعودى أحمد صالح حلبى فى مقال نشره بصحيفة “مكة” المحلية فى فبراير الماضي.
 
وأفادت بعض المراجع بأن أحد التجار المسلمين الذين يعرفون الإيطالية اشتبه فى فارتيما فاعترف له بأصوله الإيطالية، وأنه كذب عليه وادعى أنه قد “أُسر وأصبح مملوكا لأحد الأمراء فى مصر”، وتوسل إلى التاجر المكى أن يخبئه فى بيته حتى رحيل قافلته إلى الشام.
 
بحسب المترجم من مذكرات الرحالة الإيطالى، تحت اسم (رحلات فارتيما- الحاج يونس المصرى)، جاء وصفه لموسم الحج طبقا لفهمه أو محاولته تقريب المفاهيم بالنسبة للقارئ الأوروبى، فوصف الحج بـ “عيد الغفران”، والحجاج بـ”الوثنينين”، وقال عن الكعبة إنها “معبد حجرى”، ثم قال عن شيخ خطبة الحج إنه “كاهن”، كذلك وصف الجاسوس الإيطالى مكة والحرم المكى ووصف المدينة بالرائعة والجميلة.
 

دومينجو فرانثيسكو باديا (على باى العباسى)

 
علي باي العباسي
 
دومينجو فرانثيسكو باديا المعروف بلقبه على باى العباسى (ولد 1 أبريل 1767، برشلونة – توفى 1818، دمشق) رحالة وجاسوس ومغامر ومستشرق كتلانى – أسبانى،  تقمص مظهر وجيه مسلم وذهب إلى مكة لأداء ظاهريا الحج، وشهد غزو الحركة الوهابية على مكة المكرمة سنة 1807م، يعتبر من أشهر الرحالة الجواسيس إلى المغرب خلال القرن التاسع عشر الميلادى.
 
تزوج سنة 1791 وانتقل إلى قرطبة مع زوجته سنة 1792 مسؤولاً عن مصلحة التبغ بقرطبة، وهناك تعلم اللغة العربية عمل كاتبًا من برشلونة، كما كان مسؤولاً عن مصلحة التبغ بقرطبة، وختن نفسه فى لندن على يد طبيب يهودى، ثم اتجه إلى المغرب متنكراً فى زى عربى، مدعياً أنه من الشرفاء أحفاد رسول الله، وأنه من مواليد حلب بالشام. 
 
وكان هدفه إقناع السلطان المغربى المولى سليمان بن محمد بقبول الحماية الإسبانية، وذلك درءاً لخصومه الطامعين من الفرنسيين والإنجليز، وإذا فشل هذا المخطط فإنه سيلجأ إلى دعم بعض الثوار لإيقاد فتنة داخلية تساعد على إضعاف المغرب وتسهل احتلاله على الإسبان.
وقد كان هذا المخطط مدعوماً من طرف الملك الإسبانى كارلوس الرابع، كما أنه فيما بعد عرض مشروعه لاحتلال المغرب على نابليون بونابرت، وكان ذلك فى 10 مايو سنة 1808 وبتشجيع من الملك كارلوس الرابع المخلوع، لكن نابليون شكك فيه وبعث معه برسالة توصية إلى شقيقه جوزيف بونابرت.
 
سنة 1818، بعد تغيير اسمه إلى الحاج على أبو عثمان ذهب إلى دمشق. ورغم مغادرته باريس باسم على عثمان تم اكتشافه من قبل أجهزة الاستخبارات البريطانية فى دمشق ودسوا له السم، بعد دعوة للعشاء من قبل باشا كان احتساء كأس من القهوة آخر لحظاته.
 
 

مستر همفر 

مستر همفر
 
هو جاسوس بريطانى يدعى همفر، فى القرن الثامن عشر، كان له دور فى إيجاد وتكوين حركة إسلامية محافظة سميت بالوهابية، وذلك كجزء من المؤامرة لتخريب العالم الإسلامي، بالرغم من أن الشخصية التى نٌسبت لها المذكرات لا دليل على وجودها أصلا، وهذا ما دعى عددا من الباحثين إلى القول بأن هذه المذكرات كتبها بعض خصوم محمد بن عبد الوهاب.
 
تحتوى المذكرات على سيرة الجاسوس البريطانى همفر، والذى نشط فى أوائل 1700 وظهر فى صورة شخص مسلم دخل الخلافة العثمانية بهدف إضعافها وتدمير الإسلام جملة واحدة، عزم همفر على إضعاف أخلاق المسلمين بصورة غير مسبوقة عن طريق الترويج للكحول وإشاعة الرذيلة، إلا أن خطوته الأولى لتحقيق ذلك كانت بخلق الفوضى فى صفوف المسلمين وبذلك بإنشاء الحركة الوهابية، والتى حظيت ببعض المصداقية كونها تبدو متمسكة حرفيا بالأخلاق الإسلامية، وتم ذلك بتجنيد شخص فى العراق اسمه محمد بن عبد الوهاب، وهناك من يربط الاسم مع مؤسس الحركة الوهابية محمد بن عبد الوهاب بغرض تشويه الصورة، وبالرجوع للتواريخ هناك مفارقات كبيرة بين زمن وجود همفر وعمره مع زمن وعمر الشيخ محمد بن عبد الوهاب من نجد.
 
وطبقا لمذكرات همفر (ظهرت أول نسخة لهذه المذكرات فى عام 1888 باللغة التركية فى خمسة أجزاء، ويعتقد بعض الباحثين أن مؤلفها الحقيقى هو أيوب صبرى باشا) أنه جاسوس من بين 5000 جاسوس بريطانى أخر، هدفهم الأساسى هو إضعاف المسلمين، كما أن بريطانيا جعلت هذا العدد مرشح للزيادة حتى 100 ألف فى نهاية القرن الثامن عشر ميلادي. وكتب همفر قائلا: “وعندما سنصل إلى هذا الرقم فيمكننا وضع كل الملسمين تحت هيمنتنا، وسيكون الإسلام فى حالة شديدة البؤس، ولن يستطيع النهوض منها مرة أخرى”.
 

جون فليبى (عبدالله فليبى)

 
جون فليبى
 
فى إطار خطط المملكة المتحدة للسيطرة على الشرق الأوسط، كان جون فليبى أحد رجالها فى المنطقة الملغمة بالحروب، تظاهر فليبى بالإسلام سنة 1930، وأطلق لحيته، وسمى نفسه الحاج عبدالله فليبي، وأدى مناسك الحج فى الحرم لمكي، وقام خطيبًا فى المسجد الحرام يوم جمعة.
 
هو مستعرب، مستكشف، كاتب، وضابط استخبارات بمكتب المستعمرات البريطاني، هو أول أوربى يقطع صحراء الربع الخالى من شرقها إلى غربها، فى إطار خطط المملكة المتحدة للسيطرة على الشرق الأوسط، كان جون فليبى أحد رجالها فى المنطقة الملغمة بالحروب.
 
 
أكدت مصادر تاريخية أن فليبي، لم يكن ملتزمًا بالخمر عندما يكون بالخارج، وقيل أيضًا أن دوافع تظاهرة بالإسلام هو نيل ثقة ملك السعودية، والتنقل بسهولة كأى مسلم فى شبه الجزيرة.

جواسيس فى البلد الحرام.. أبرزهم خطب فى الحرم وآخر ادعى نسبه للأشراف

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *