الأدب
قرأت لك.. “الحج الفريضة الخامسة” فقه وفلسفة الركن الخامس من الإسلام
واحد من الكتب الفكرية فى فقه الحج، كان كتاب “الحج الفريضة الخامسة” الصادر عام 1978، للمفكر الإيرانى الشهير على شريعتى، الباحث فى علم الأديان والاجتماع، الذى أبرز فيه الغنى الفلسفى لفريضة دينية ثرية بالطقوس، والحج هو عملية ارتقاء الإنسان نحو الله، وأداء شعائر الحج كما يرى مؤلف هذا الكتاب هو عرض لقصة الخلق وهو عرض للتاريخ وهو عرض للوحدة وهو عرض لعقيدة الإسلام وأخيراً هو عرض للأمة.
الحج الفريضة الخامسة
والإنسان المسلم هو بطل هذا العرض الذى يدعى المسلمون إلى المشاركة فيه كل عام، ولقد حاول أعداء الإسلام من خلال الحملات التى يشنونها عليه أن يقللوا من قيمة هذا الركن وأن يتهموه بأنه لا يحترم عقلية الإنسان وكيانه وحقوق كإنسان وجعلوا من فريضة هامشية.
فى هذا الكتاب يرد الدكتور على شريعتى على هؤلاء ويفند ادعاءاتهم مبيناً عمق المعانى التى يتضمنها الحج ويبسط هذه المعانى من تجربته الخاصة وهو هنا يصطحبك فى رحلة الحج التى ترتقى بها الروح فوق الماديات لتوحيد الله.
فى كتابه ” الحج.. الفريضة الخامسة ” يضع الدكتور على شريعتى ملخص تجربته الشخصية بعد أدائه للعمرة ثلات مرات، وأدائه لفريضة الحج الأكبر مرة واحدة، محاولاً الإجابة على تساؤلين محوريين شغلا تفكيره بعد العودة، يتعلّق السؤال الأول بماهية الحج؟
أما الثانى فيتعلق بالدروس التى استفادها والمعانى التى استطاع استنباطها من تلك التجربة؟ وهى دروس من الثراء بحيث يشكل استلهامها مرشداً للمسلمين مدى الحياة كما يؤكد شريعتى فى تفسيره للمناسك، وكما يظهر عملياً من ذاك التفسير الغنى والعميق الذى يقدمه الكاتب لشعائر الحج ولمقدماته بدءاً بالخطوة الأولى، قرار الخروج من سياق الحياة المألوفة الرتيبة، التى تستهلك روح الإنسان إلى حد الموت، والتوجه الفعلى للقاء الله فى ميقات معلوم، ومكان صحراوى يفتح جدبه أمام الروح أفق الأمن والسلام ويعطى للنفس مجال استعادة القدرة على النمو والازدهار، بعد أن هجرت ضغائنها وأحقادها ابتداء، واختبرت التحلل من كل ما يكبل الأنا من عصبيات ورغائب وأوهام، مع ارتداء ثياب الإحرام التى تشابه الكفن شكلاً، وتلغى ببساطتها تاريخ الإنسان وخلفيته، وتوحد الحجيج على اختلاف انتماءاتهم، فى رحلة موحدة غايتها لقاء الله الواحد.