الأدب
س وج.. هل اكتشف كريستوفر كولومبوس أمريكا حقا؟
تمر اليوم الذكرى الـ528، على قيام كريستوفر كولومبوس ومعه 88 بحارًا ببدء رحلة لاكتشاف العالم الجديد، وكانت الرحلة تاريخية، حيث تمكنوا من اكتشاف أغنى بقاع العالم فى الأمريكيتين، إذ انطلقت رحلتهم فى مثل هذا اليوم 3 أغسطس عام 1492، لكن هذ الاكتشاف يشوبه الكثير من الأكاذيب، وفى السطور التالية نوضح بعض المعلومات عن اكتشاف أمريكا:
س/ من هو كريستوفر كولومبوس؟
ج: رحالة إيطالي، ينسب إليه اكتشاف العالم الجديد (أمريكا). ولد فى مدينة جنوة فى إيطاليا ودرس الرياضيات والعلوم الطبيعية (وربما الفلك أيضا) فى جامعة بافيا، عبر المحيط الأطلسى ووصل إلى الجزر الكاريبية فى 12 أكتوبر 1492م لكن اكتشافه لأرض القارة الأمريكية الشمالية كان فى رحلته الثانية عام 1498 م.
س/ متى وصل كولومبوس إلى أمريكا؟
ج: فى 3 أغسطس 1492م أبحر كريستوفر كولومبوس لأول مرة فى المحيط الأطلسى بثلاث سفن، تحمل العلم الإسبانى وبـ (120) بحاراً وذلك انطلاقاً من بلدة بالوس بعد أن أقنع الملكين فرناندو وإيزابيلا بنجاح مشروعه، وبالفعل فقد وصل فى العاشر من أكتوبر من نفس السنة إلى جزر الأنتيل فى أمريكا الوسطى معتقداً أنه دخل بعض الجزر الآسيوية القريبة من الهند، لذلك سموها فى البداية بجزر الهند الغربية؛ إلى أن سافر إليها فيما بعد البحار الفلورنسى (أمريكو فسبوشي) ليعلن لأوربا أن كولمبوس إنما اكتشف “عالماً جديداً” أطلق عليه من ثم اسم “أمريكا”.
س/ هل وصول كولومبوس إلى أمريكا يعد اكتشافا للقارة؟
ج: لا، فالقارتين الأمريكيتين كانتا مأهولتين من قبلـه ومعروفتين لعديد من الحضارات البحرية، ولو لم تكتشف أميركا من قِبل كولومبوس، لما تحوَّلت إسبانيا إلى القوة الاستعمارية التى صارتها بين القرنين السادس عشر والسابع عشر الميلاديين، ولتغيرت الخارطة السياسية للعالم تماماً.
س/ ماذا حدث للقارتين الامريكتين بعد دخول كولومبوس؟
ج: تسبَّب اكتشاف أمريكا على أيدى الأوروبيين واستعمارها من قِبلهم لاحقاً فى أكبر المجازر العرقية فى تاريخ البشرية، إذ استتبعته إبادة عشرات الملايين من “الهنود الحمر” وسكان إمبراطوريات الآزتك والإنكا وسواها خلال بضع مئات من السنين، إما عنوة وإما بسبب الأوبئـة التى جلبها المستعمرون معهم.
س/ هل هناك قوى أخرى وصلت إلى الأمريكتين قبل القوى الاستعمارية الأوربية؟
ج: بحسب كتاب “عباقرة الظل: تاريخ من الاستحواذ على أفكار الآخرين” تأليف ناصر بن محمد الزمل، أن فى بداية القرن العشرين قدم بروفيسور جوستاف ستورم من جامعة كريستيانيا فى أسلولوا، دليلا على أن الإسكندنافيين قاموا بعدة رحلات بالقرب من الساحل الكندى، وكان من أولئك المغامرين بحسب الكتاب، المغامرين ليف إريكسون (970-1020)، ابن إريك الأحمر (950- 1002 تقريبا) الذى الكتشف جرين لاند، ودخل التاريخ لرويته فينلامد نحو عام 1000، وجاء فى كتاب ” صدف غيرت التاريخ” للكاتب إبراهيم على، أن بعض المؤرخون يروا أن العرب المسلمون وصلوا إلى أمريكا قبل كريستوفر بحوالى 500 سنة، مستندا إلى المؤرخ الإدريسى فى كتابه “مروج الذهب ومعادن الجوهر” المكتوب سنة 956م، حيث حكى عن أحد المغامرين ويدعى “الخشخاش” أبحر فى رحلة مع أصحابه فى طريق بحر اسمه بحر الظلمات سنة 889م، وجد فيها غنائم ومعادن غالية، فكانت هى الأمريكتين.
س/ هل هناك دلائل على وصول المسلمون أو الرومان قبل كولومبوس إلى الأمريكتين؟
ج: عُثر على وعاء خزفى يضم حوالى 6 آلاف قطعة نقدية قديمة بالساحل الشرقى لفنزويلا فى أواخر القرن التاسع عشر، معظمها نقودٌ رومانية من القرن الرابع الميلادي، بالإضافة إلى قطع إسلامية تعود إلى القرن الثامن الميلادي. حصل على هذه القطع «بيركلى لويس» الملحق العسكرى بسفارة الولايات المتحدة الأمريكية فى «فنزويلا» آنذاك، كذلك فقد تحدَّث «المسعودي» فى كتابه عن بَحّارٍ مسلم يُدعى «خشخاش بن سعيد بن أسود» يُعتَقد أنه أول من قطع المحيط الأطلسي، وأول من اكتشف أمريكا وعاد منها بحمولاتٍ ثمينةٍ. حيث يُعتقد أنه أبحر لأمريكا فى عام 889م، من ميناء ببلدية «بالوس دى لا فرونتيرا» التى تقع فى مقاطعة «ولبة» التابعة لمنطقة «أندلوسيا» جنوب إسبانيا، والتى يرتبط تاريخها ارتباطًا وثيقًا بالعمل البحرى والاكتشافات الجغرافية، وهو نفس الميناء الذى خرج منه «كريستوف كولومبوس» فيما بعد باتجاه أمريكا.