الأدب
القديسات.. كيف أثرت المرأة فى حياة المسيح بـ حياته وبعد قيامته
عند تتبع سيرة يسوع المسيح على الأرض، وحتى بعد قيامته – حسب الاعتقاد المسيح- تجد المرأة هى مؤثرة وحاضرة بقوة فى حياة ابن مريم، وكانت لها السطوة على جميع الرجال، ويبدو أن أشياء كثيرة لم نكن لنعرفها إلا عن النساء الذين عاشوا حول يسوع المسيح، أحبوه ووثق بيهم، ففضلهم على جميع رجال الأرض.
المسيح ولد على يد امرأة، وكانت من أكبر مواقفه هو الدفاع عن المرأة، ومن رأت قيامته كانت امرأة، ومن حملت منديلا يبرز ملامح يسوع ابن مريم كانت امرأة أيضا، فكان للقديسات سطوة فى سيرته على الرجال، ومن هؤلاء النساء الذين أثروا فى حياة المسيح:
مريم العذراء
السيدة العظيمة مريم، سيدة العالمين، والمرأة المباركة عند المسيحيين والمسلمين معا، أم النور، والمرأة الأقدس فى التاريخ الدينى، فلا يوجد امرأة أخرى حظت بنفس التقديس، وهى السيدة الوحيدة التى كرمها الله بإطلاق اسم إحدى سور القرآن الكريم باسمها.
السيدة العظيمة مريم، خصها الله بولادة المسيح دون زواج من رجل، وظلت القديسة المباركة بجانب ابنها يسوع إلى الصلب، ويعتقد أنه حضرت قيامته أيضا، وكان المسيح يجلها، ويقال أنه فى لحظات الصلب لم ينظر المسيح إلا إليها، وحين كان على الصليب كان يهتم بأن يوصى التلميذ بأمه البتول بالعذراء.
كذلك المسيح لم يقل المسيح «يا أماه» بل «يا امرأة»، وهو تعبير يونانى فى الكتاب المقدس يدل على المساواة وتعبير احترام وعطف مبالغ.
مريم المجدلية
رسولة الرسل، وإحدى حوارى السيد المسيح، تعتبر من أهم التلميذات ليسوع المسيح، وتعتبر رمزا للإنسان الخاطئ الذي يتوب. ولها مكانة عالية هي أول من ظهر لها المسيح بعد موته حسب ما جاء في إنجيل يوحنا (يو20) واعترف بمريم المجدلية قديسة.
شفاها يسوع المسيح بأن أخرج منها سبعة شياطين، وكانت إحدى النساء اللاتي كن يخدمنه في الجليل (لو 8: 1-2)، وكانت حاضرة عند صلبه وذهبت إلى القبر مع اثنتين آخرتين فوجدن القبر فارغًا). ويقول القديس مرقس في إنجيله أنها أول من ظهر لهم السيد المسيح بعد قيامته (مر 16: 9)، ويضيف القديس يوحنا أن السيد أعطاها رسالة لتنقلها إلى الاخوة (يو (20: 11-18). من ضمن النساء اللاتي يُذكَرن في الإنجيل، ويعتقد بإنها “المرأة الخاطئة”، التى دافع عنها وقال: “من كان منكم بلا خطيئة، فليرمها بحجر”.
مرثا
هي أخت لعازر ومريم الذين من بيت عنيا، وكانت مرثا شغولة بخدمة المسيح، وهي التي قال لها المسيح: “أنا هو القيامة والحياة”، وقد أحبها المسيح (يو 11: 5). وكانت دومًا توجه أفكارها إلى الأمور الروحية والإيمان بملخصها، مثيرًا اعترافها بالإيمان: “أنا أؤمن أنك أنت المسيح ابن الله”.
مرثا على اليسار، يسوع في بيت مريم ومرثا، لـ هارولد كوببينغ، وتُعتَبَر القديسة مرثا شفيعة المهتمين بخدمة المحتاجين.
ولعل النصوص الإنجلية تبرز العلاقة الوطيدة التى ربطت بين المسيح والقديسة مرثا، فكانت مرثا تقوم بإعداد الطعام للمسيح وتلاميذه، وثم ذهبت شاكية إليه ذات مرة عن أختها مريم التى لا تساعدها فى أعمال المنزل، وقد أجابها يسوع أن مريم قد اختارت النصيب الصالح الذى لن يؤخذ منها.
فيرونيكا
تقول القصص المتوارثة في التقليد أن القديسة فيرونيكا مسحت وجه السيد المسيح -حين وقع تحت ثقل الصليب- بدافع من حبّها له وإشفاقها عليه، وعند عودتها إلى منزلها وجدت أن صورة وجه السيد المسيح قد ظهرت علي هذا المنديل، وقد ظهرت الآلام علي ملامحه. يقول التقليد الغربي أن فيرونيكا ذهبت إلى روما وشَفَت الإمبراطور طيباريوس بقوة المنديل الذي تحمله، وأنها عند نياحتها تركته للبطريرك القديس إكليمنضس.
مريم أم يعقوب
هي زوجة كلوبا وهو كليوباس المذكور في (لو 24: 18)، أحد تلميذيّ عمواس اللذين ظهر لهما الرب بعد قيامته من الأموات والمعتقد أنه هو نفسه أيضًا حلفي لأن الإنجيل في ذكره النساء اللواتي كن واقفات عند صليب ربنا يسوع يقول تارة: “بينهن مريم المجدلية ومريم أم يعقوب الصغير ويوسي وسالومة” (مر 15: 40)، وطورًا يقول: “وكانت واقفات عند صليب يسوع أمه وأخت أمه مريم زوجة كلوبا ومريم المجدلية” (يو 19: 25). فتكون زوجة كلوبا هي نفسها أم يعقوب الصغير (وهو يعقوب بن حلفي) ويوسي.
لقد كانت في الجلجثة بجانب القديسة مريم العذراء وظلت هناك بعد موت المخلص، وحضرت دفن جسده المقدس؛ وذهبت إلي القبر بعدما مضي السبت: “وبعدما مضي السبت اشترت مريم المجدلية ومريم أم يعقوب وسالومة حنوطًا ليأتين ويدهنه” (مر 16: 1).