الأدب
قرأت لك .. “رغبات محققة” كيف يؤثر الآخرون فى شخصيتك دون تخطيط
نقرأ معا كتاب “رغبات محققة” لـ واين داير، هو كتاب يحث على الانتباه إلى أهمية قدرتك على أن تشعر فى جسدك بالأمر الذى تريد أن يظهر ويتجلى، ويعد من الكتب الأكثر نجاحا فى عالم التنمية البشرية.
ويقول المؤلف عن الكتاب:
اخترتُ أن أُقدّم لهذا الكتاب بالربط بين عدة تجارب أثرَت فى حياتي، وانعكست تقديراً على الرسائل الأساسية التى سوف تقرأ عنها فى كتاب “تحقيق الرغبات” هذه الأحداث الحياتية ذات المعنى طرأت خلال تشكّل هذا الكتاب، وهى تحوى عوامل مُتزامنة ومُتعاونة أجدها مُحفّزة ومُمتعة. أنا أُقدم ما أعتبره برنامجاً يضمن لك القدرة على تحقيق كل ما ترغب فيه فى حياتك، طالما كان ما ترغب فيه مُنسجماً مع مصدر وجودك. فى حياتى اليومية، وبينما كنتُ أخطّ مُسوّدة هذا الكتاب، حظيتُ ببركة أن أكون أول من يُجرب مُباشرة كيف تعمل الأمور، اخترتُ أن أشارك الآخرين بهذه الأحداث العجائبية بأسلوب شخصى للغاية.
أجد نفسى وأنا استهلّ عقدى الثامن على كوكب الأرض، أنظر إلى الوراء إلى الأمور التى أثرت فى حياتى تأثيراً ملحوظاً والتى بدت حينها وكأنها ظهرت هكذا فجأة، من هذا المكان البعيد، أستطيع أن أرى تأثيرها فى عكس اتجاه حياتى الواقع تحت سيطرة الأنا المزيفة فى تلك المرحلة المُبكّرة من حياتى، عندما تجسّدت تلك الأحداث الاستثنائية والأشخاص ذوو الدلالة على نحو مادى فى حياتى الماضية، لم أكن قادراً، كما الجميع غير قادر فى الوقت ذاته، أن ألج إلى المنظور الأوسع لما كان يحدث، الآن ومن مُنطلق النظر إلى الوراء والكتابة عن كيفية عيش حياة تتحقق فيها الرغبات، أرى تلك الأحداث من نقطة روحية مُتقدمة، كأجزاء الصورة المُركّبة فى لوحة فنية ضخمة، وهى اليوم مُلهمة على نحو رائع، ومليئة بالمعانى بالنسبة إلى الآن.
القدّيس فرانسيس
كان أحد الأشخاص الذين ظهروا فى حياتي، رجلاً عاش فى القرن الثالث عشر وهو الآن يُعرف باسم القديس “فرانسيس الأسيسى”، لم أترعرع على مُعتقدات دينية مُعينة، رُبّما بسبب تنقلى بين عدة دور حضانة خلال طفولتى، لم أعرف شيئا عن الكاثوليكية ولم أتعرّف أبداً على القدّيسين ولا على تعاليمهم، بيد أنه ولسبب غامض “يبدو أقلّ غموضاً اليوم”، فإنّ هذا الراهب الذى عاش حياة “المسيح” الواعية المُلهمة كان أحد الأشخاص الأكثر تأثيراً وروعة فى مسار حياتى.
ظهر تأثير القدّيس “فرانسيس” فى حياتى على شكل لوحة مطبوعة كاملة ذات إطار جميل فيها “صلاة القديس فرانسيس” وقد أعطانى إياها أحد الأشخاص بعد مُحاضرة منذ خمس وعشرين عاما، كان لمعانى تلك الصلاة صدى عميقاً فى نفسى، وأحببتُها إلى درجة أننى علّقتُها فى الممشى إلى غرفة نوم أولادى، لابُدّ أننى مررتُ بتلك المطبوعة عشرة آلاف مرة فى العِقد منذ علّقتها على الحائط. غالباً ما كنتُ أقف وأقرأ بعض السطور، وأتأمل فى سحر معنى تلك الكلمات “دعنى أزرع الحُبّ مكان الحقد، دعنى أجلب النور إلى الظلام”.
بدَت لى تلك الكلمات أشبه بتقنية أكثر من كونها دعاء أو صلاة، أعجبنى التفكير أنّ الحب يمكن أن ينمو مكان الكره، وأنه من الممكن جلب النور إلى الظلام، وليس بسؤال الإله أن يفعل ذلك، ولكن بأن تكون أنت الحُبّ وأنت النور الذى ترجوه، بدا لى أنّ هذه الكلمات هى وعدٌ لنا نحن البشر أننا نملك القدرة على تغيير المعاناة والألم حرفياً عندما نُغيَّر أنفسنا، وقد استمتعتُ بالتأمل فى هذا الاستنتاج، من وجهة نظر مُتقدّمة، أستطيع أن أرى أننى لم أكن مُستعداً بعد كى أعيش رسالة القدّيس “فرانسيس”، أو حتى أنجح فى تدوينها كما فعلت فى كتابى هذا لاحقاً.
مع هذا دخل «فرانسيسكو دى بيترو دى بيرناندو” الذى عاش بين عام 1181 وعام 1226، إلى حياتي، وبدأ تأثيره يغمر حياتى ببطء مع مرور السنوات فى التسعينيات تمّ إقناعى بزيارة مدينة «أسيزى” وبينما كنتُ هناك شعرتُ أننى فى بيتى على نحو لم أجد له تفسيراً، سرتُ فى الحقول التى سار فيها “فرانسيسكو” ومارستُ التأمل فى الكنيسة الصغيرة ذاتها التى صلّى فيها، ووقفتُ إلى جانب قبره. لقد فتننى الإحساس الذى غمر جسدى أننى توحّدت مع الرجل الذى عاش قبل ثمانمائة عام من ميلادى.