مخربون يدمرون الأعمال الفنية التاريخية بزعم مخالفتها الدين والأخلاق
بين الحين والآخر يقوم عدد كبير من المتطرفين بتدمير الأعمال الفنية التى لا تقدر بثمن والتى تصنف على أنها ملكية عامة، وذلك بدعوة لنشر الأخلاق أو باسم الدين، أو لنبذ العنصرية، كان آخرها ما حدث فى باكستان، حيث قام مجموعة من عمال البناء بتدمير تمثال بوذا باعتباره صنم وذلك باسم الدين، ولم يكن حادثة تمثال بوذا من ضمن الحوادث الفريدة من نوعها فقد حدث عمليات تدمير وتخريب خلال السنوات الماضية، وهى كالآتى:
تدمير تمثال بوذا فى باكستان 2020
في باكستان دمرت مجموعة من عمال البناء تمثال بوذا الذى لا يقدر بثمن، وتم تخريب التمثال البالغ من العمر 2000 سنة تقريبًا، وقد أدانت السلطات حادثة بوذا الباكستانية المدمرة واعتبرت عملاً من أعمال التخريب.
تتمتع باكستان بتراث بوذى غنى، لكن البعض يرفض ماضى البلاد غير الإسلامى، وتم اكتشاف تمثال بوذا في منطقة تخت باهى بمقاطعة خيبر بختونخوا الإدارية شمال غرب باكستان، ويسكن هذه المنطقة بشكل رئيسي أعضاء من مجموعة البشتون العرقية وتعتبر جزءًا محافظًا وتقليديًا جدًا من جمهورية باكستان الإسلامية، تم العثور على التمثال من قبل العمال بينما كانوا يحفرون أساس مبنى في مزرعة.
يبدو أن التمثال كان شخصية بالحجم الطبيعى لبوذا جوتاما، ويقدر إن يكون عمره 1800 عام، فى ذلك الوقت كان غالبية السكان بوذيين وتأثرت الثقافة أيضًا بالثقافة الهندية اليونانية، ووصلت الحضارة الغندانية ذروتها خلال فترة كوشان (30 م – 300 م) ولعبت دورًا مهمًا في انتشار البوذية في وسط وشرق آسيا.
بوذا
تدمير تمثال تاجر الرقيق إدوارد كولستونة 2020
قام متظاهرون بتكسير وتدمير أحد التماثيل الشهيرة في مدينة بريستول البريطانية، وهو تمثال (إدوارد كولستون)، حيث علق المتظاهرون حبلًا على التمثال المدرج في الصف الثاني في شارع كولستون، قبل سحبه على الأرض، بينما هتف الحشود وذلك عقب الاحتجاجات التى حدثت بعد مقتل المواطن الأمريكى صاحب البشرة السوداء جورج فلويد على يد رجل شرطة.
وقام المحتجون بدحرجة التمثال في الشارع في محاولة منهم إلى تدمير التمثال المثير للجدل في بريطانيا، والذي يعود إلى إدوارد كولستون تاجر الرقيق، حيث يعود ذلك التمثال البرونزي الذي أقيم في عام 1895، ويعتبر نقطة محورية للغضب بالمدينة خاصة أنه كان صاحبه يعمل في تجارة الرقيق.
تخريب لوحة إيفان الرهيب 2018
تعرض عمل مشهور للرسام الواقعى الروسى إيليا ريبين، للتخريب من قبل زائر فى معرض تريتياكوف فى موسكو، وتروى اللوحة التى تم تخريبها “إيفان الرهيب يقتل ابنه” قصة وقعت فى 16 نوفمبر عام 1581 عندما قتل إيفان الرهيب قيصر روسيا ابنه، وقد رسمها إيليا ريبين عام 1885.
وقال مسئولو المعرض فى بيان رسمى، إن اللوحة تعرضت لأضرار بالغة فهى ممزقة فى ثلاثة أماكن، كما أن الزجاج المكسور أضر أيضا بالإطار، لحسن الحظ لم تتضرر لوحات أخرى قيمة منها لوحتا “وجوه وأيادى، والقيصر والأمير.
واعتقلت الشرطة المهاجم وتم رفع دعوى جنائية ضده، حسبما ذكرت وزارة الداخلية، دون الكشف عن هويته، ويذكر أن هذه اللوحة تعرضت للتخريب لأول مرة فى عام 1913، عندما قطعها أبرام بلاشوف، وهو رجل مختل عقليا، بسكين فى ثلاثة أماكن.
تخريب تمثال عارى عام 2017
خرب رجل “متطرف ومختل عقليا، أشهر معلم في مدينة سطيف شرق الجزائر، وهو تمثال لامرأة عارية بجانب نافورة “عين الفُوارة” الشهيرة، حيث إنه أحضر مطرقة كبيرة ومثقب وذهب ليحطم أجزاء من التمثال قبل أن تتدخل الشرطة الجزائرية وتلقي القبض عليه، واتهم صاحب الفعل بأنه يحمل “أفكارا داعشية متطرفة”، وأن فعله يشبه إلى حد كبير ما قام به تنظيم “داعش” الإرهابي من تدمير المعالم الأثرية في مدينة تدمر السورية ونمرود العراقية، وما قامت به طالبان في أفغانستان.
وقام عدد من المختصين بالترميم انتقلوا إلى المكان لتحديد حجم الضرر وطبيعة اعتماد معايير الترميم المناسبة، حيث تقرر الاستعانة بتقنية “ثلاثية الأبعاد” لترميمه.
78-170648-algeria-setif-ain-al-fawara-statue-3