مركز أبحاث: انتخابات أمريكا تفتح نافذة لخفض التوترات بين طهران وواشنطن
بين الانتخابات الرئاسية المقبلة في الولايات المتحدة وفي إيران نافذة محدودة زمنيا يمكن خلالها خفض التوترات الخطيرة بين الدولتين، بحسب تقرير جديد لمركز أبحاث في واشنطن يقترح سبلا لاستئناف المحادثات حول برنامج إيران النووي والأمن الإقليمي.
يقترح مركز الأمن الأمريكي الجديد، في تقرير شارك في وضعه مستشار غير رسمي للمرشح الديمقراطي للرئاسة الأمريكية جو بايدن، نهجا على مراحل لتخفيف التوترات يمكن أن يسلكه الرئيس الجمهوري دونالد ترامب في ولاية ثانية أو بايدن، في حالة فوزه بالانتخابات في الثالث من نوفمبر تشرين الثاني.
واشتعلت التوترات بعد انسحاب ترامب من الاتفاق النووي المبرم عام 2015 بطريق المفاوضات بين إيران والقوى العالمية خلال إدارة أوباما التي كان بايدن يشغل فيها منصب نائب الرئيس. وأثرت العقوبات الأمريكية، بعد استئنافها، على الاقتصاد الإيراني بشكل عنيف ودفعت طهران إلى خرق القيود المفروضة لسد الطريق أمامها لتطوير أسلحة نووية.
ويقول التقرير الذي اطلعت عليه رويترز ويصدر غدا الثلاثاء إن الانتخابات الرئاسية الأمريكية تفتح نافذة لتخفيف حدة الأزمة قبل انتخابات إيران في العام القادم والمتوقع أن تسفر عن وصول متشدد إلى الرئاسة يخلف الرئيس حسن روحاني، الذي تم في عهده التوصل للاتفاق النووي.
وقال إيلان جولدنبرج المشارك في وضع التقرير، والذي عمل بوزارتي الخارجية والدفاع في إدارة أوباما “تنظرون إلى وضع قد تخسرون فيه… فرصة التواصل بين الولايات المتحدة وإيران، وقد يستغرق الأمر سنوات بعد ذلك”. وأضاف “خطر اشتعال الصراع قائم بالفعل”.
ودقت طبول الحرب بين الأعداء التاريخيين عندما قتلت الولايات المتحدة جنرالا إيرانيا كبيرا في أوائل العام، وردت طهران بهجوم صاروخي على القوات الأمريكية في العراق.
وتبدو الآمال باهتة فيما يتعلق بإجراء محادثات جديدة. وتهدد إدارة ترامب بإعادة فرض عقوبات دولية على طهران، أنهاها الاتفاق النووي، ما لم يمدد مجلس الأمن حظر أسلحة على إيران من المقرر أن ينقضي أجله في أكتوبر تشرين الأول.
واستبعد الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي في الأسبوع الماضي إجراء أي مفاوضات حول برامج إيران النووية وبرامج الصواريخ الباليستية.
ويقترح التقرير، في خطوة تدريجية لخفض التصعيد، أن يعرض الرئيس الأمريكي القادم العودة إلى الاتفاق النووي وهي فكرة يتبناها بايدن إذا عاودت إيران الامتثال أو إذا تبنت الأطراف إجراءات أخرى توقف انتهاكات طهران أو تردعها عنها.
ويشير التقرير أيضا إلى التزام “بالهدوء كغاية في حد ذاته” في المنطقة، وإلى قيام واشنطن بمنح طهران تخفيفا محدودا للعقوبات.
ويتعين أن يشمل هذا التخفيف “تدابير متواضعة أحادية الجانب لبناء الثقة” من بينها إنهاء الحظر الذي فرضه ترامب على السفر من إيران وخطوات لضمان ألا تعرقل العقوبات الأمريكية قدرة طهران على التصدي لجائحة كوفيد-19.
وستبتكر الإدارة الأمريكية القادمة استراتيجية طويلة الأمد لإيران. وستتشاور مع الكونجرس والحلفاء في أوروبا والشرق الأوسط والصين وروسيا قبل عقد محادثات دولية منفصلة مع طهران حول الاستقرار الإقليمي والمسألة النووية، بما في ذلك تمديد القيود الزمنية على البرنامج الإيراني.