الأدب
قرأت لك.. “شابلن أبى” ابن الفنان الشهير يتذكر رحلته فى فرنسا 1931
شارلى شابلن أحد أساطير الفن في القرن العشرين، يعرفه الجميع، من خلال شخصية الصعلوك التي أبدع في تقديمها وأصبحت مرتبطة باسمه في العالم كله، ونتوقف اليوم مع كتاي “شابلن أبى” لـ شارلز شابلن جونيور، الذى صدرت ترجمته هن دار المدى، ترجمة أكرم الحمصى.
يقول الكتاب:
فى يناير 1931، قام والدى بجولة طويلة حول العالم بعد انتهاء العرض الأول لفيلم “أضواء المدينة” فى نيويورك، لكنه لم يكن المسافر الوحيد فى عائلة شابلن، إذ اتخذ القرار بأننى وسيدني، وكنت، فى ذلك الوقت، فى السادسة وكان فى الخامسة، يجب أن نقوم برحلة طويلة، فقد ارتأت والدتي، التى كانت قد زارت أوروبا فى السنة السابقة، أنه يحسن بنا أن نمضى بعض الوقت فى فرنسا كى نتعلم لغة أخرى ونحن لا نزال فى سنّ صغيرة، وكان على نانا أن ترافقنا فى هذه الرحلة.
كنا، فى ذلك الوقت، قد اكتشفنا بالفعل أن والدى يملك الصيغة الكفيلة باسترعاء الانتباه إليه، كان كل ما علينا فعله أن نقلد شخصية الصعلوك الصغير كى نتلقى الاستحسان فى كل مكان من خلال التصفيق والضحك. لكننا لم نكن ندرك، حتى فى تلك اللحظة، المكانة التى يتمتع بها فى العالم. ولم يحصل ذلك إلَّا عندما صعدنا إلى متن سفينة “إيل دو فرانس” التى كانت ترسو فى مرفأ نيويورك، فقبيل حلول ساعة الإبحار، تحلّق حشد من الصحفيين حولنا على متن السفينة، كان هنالك حوالى عشرين مصوراً فوتوغرافيّاً تقريباً كانوا، من خلال وميض كاميراتهم وأصوات مصاريعها، يسجلون حقيقة أن الطفلين شابلن فى طريقهما إلى أوروبا.
وتلقينا الاستقبال الحافل نفسه عندما رسونا فى فرنسا، بل ربما كانت الأجواء هناك أكثر حماسة لأن والدنا، الذى يعرفه الفرنسيون باسم شارلو، كان يتمتع على الدوام بقدر كبير من الشعبية هناك، كان الناس يقولون لنا بنبرة فيها قدر من الرهبة: “أنتما، إذن، الصبيان شابلن. هل تعلمان أى ممثل عظيم هو والدكما؟ عليكما أن تفخرا بكونكما ابنى شارلو العظيم”. بدا أن الجميع يعرفونه، وأن الجميع يعبدونه، وأن الجميع يتعاملون معنا بقدر كبير من الاهتمام لمجرد كوننا ابنيه، بل إننا ظهرنا فى أحد البرامج الإذاعية وغنينا بالفرنسية والإنجليزية وأجبنا عن أسئلة تتعلق بوالدى وكأننا مخولين بالحديث باسمه، كان والدى على الدوام رجلاً مسلياً بالنسبة إلينا، أما الآن، فقد بدا لنا، من خلال هذا الكم الهائل من الأضواء التى سلطت علينا، أنه يتحول أمام ناظرينا إلى شخصية أسطورية.