الأدب
معارض الكتاب فى ظل كورونا.. الإلغاء أبرز السيناريوهات و”طرابلس” بارقة أمل
يبدو أن صناعة النشر العربية، تنتظر موسما آخر مهددا بالإلغاء فى ظل أزمة تفشى فيروس كورونا المستجد، وعدم التوصل حتى وقتنا الحالى إلى علاج أو لقاح للوقاية من المرض، وسط صراع عدة جامعات بحثية للوصول إلى مصل للوقاية من المرض.
وتسبب الفيروس القاتل، الذى وحصد أرواح أكثر من 706 ألف شخص، حتى كتابة هذه السطور، فى إلغاء الكثير من معارض الكتب العالمية، منها معارض لندن، باريس، الشارقة للطفل، الرياض، بغداد، وهو ما تسبب فى تراجع كبير فى المبيعات، وخسائر ضخمة ضربت صناعة النشر فى العالم كله.
وكان الناشرون العرب يمنون أنفسهم فى بدء موسم للمعارض يعوضهم عن الخسائر التى تلقونها خلال الأشهر الماضية، لكن يبدو أن الرياح لن تأتى بما يشتهى السفن، حيث أن سيناريوهات الإلغاء لازالت السائدة، بل أن معرضين كان من المنتظر تنظيمهم خلال الشهور القادمة، تم إلغائها بالفعل.
فى الأردن، قررت الهيئة الإدارية لاتحاد الناشرين الأردنيين إلغاء دورة معرض عمان الدولى للكتاب 2020 لهذا العام والذى كان مقررا أن يقام خلال الفترة من 23 /9 إلى 10/4 /2020. وذلك نظرا للظروف التى يمر بها العالم أجمع بسبب جائحة فايروس كورونا وتبعاتها السلبية، وانسجاما مع أومر الدفاع وحرصا من الاتحاد على السلامة العامة للمواطنين ومصالح الوطن.
وفى السودان أصدرت وزارة الثقافة والإعلام فى السودان، الأربعاء، قرارًا بتجميد معرض الخرطوم الدولى للكتاب فى دورته الـ16 والتى كان مقرراً لها أكتوبر المقبل.
وأوضحت الوزارة فى تعميم صحفى أن قرار تجميد المعرض الكتابى يأتى التزاماً بالتوجيهات العامة الصادرة من اللجنة العليا للطوارئ الصحية باتخاذ جميع الإجراءات الاحترازية اللازمة للحماية والحد من تفشى جائحة كورونا وما يتطلبه من تدابير بشأن الحد من التجمعات، وتعهدت الوزارة بالإعداد للمعرض قبل وقت كاف حال انتفاء أسباب التجميد، وستعلن ذلك عبر وسائل الإعلام.
ووفقا لتقارير إخبارية جزائرية، فأنه من المنتظر أن تعلن وزيرة الثقافة مليكة بن دودة هذا الأسبوع عن الإلغاء الرسمى لمعرض الجزائر الدولى للكتاب بسبب الظروف الصحية التى تعيشها الجزائر، وعلى غرار باقى دول العالم، وينتظر أن يتم تعويض هذه التظاهرة بصالون افتراضى تتيح للناشرين الجزائريين تسويق كتبهم إلكترونيا باستحداث “كشك إلكتروني”، يعرض فيه الناشر كتبه، ويمكن للقارئ أن يطلب ما يشاء على أن يتم لاحقا الاتفاق على الصيغة التى تمكن الناشرين من تلقى حقوقهم.
وفى السياق نفسه باتت الدورة المرتقبة الخامسة والأربعون لمعرض الكويت الدولى للكتاب فى مهب الريح، حيث قال مدير إدارة معرض للكتاب، سعد العنزى إن ثمة نية تغلِّب تأجيل المعرض هذا العام.
وأوضح أنه قد يؤجل معرض للكتاب نظرا للوضع الصحى الذى ما يزال محل خطورة، مبينا المعرض ينتظر فى هذا الشأن قرار مجلس الوزراء، وأكد “العنزى” أن إقامة المعرض لا تتعلق بالأزمة الصحية لوباء مورونا، فالمعرض يحتاج إلى عقد لجان الرقابة على الكتب على سبيل المثال.
لكن فى ظل تلك الإلغاءات الكثيرة، كانت هناك بارقة أمل، حيث طل “معرض الكتاب السادس والأربعين” فى طرابلس، مشاكسًا كورونا والدولار، إضافة إلى عوامل تتعلق بصناعة الكتاب، فرضت على حكومات وكبريات المؤسسات إلغاء برامجها. لكنها طرابلس التى بادرت، بمرونة تقاوم الانهيارات، أو هى أسلوب حياة يرقى لحرفة طرابلسية، حرفة صناعة الأمل الذى يغرز خيط حياة داخل مشهديات الموت.تكثّف المعرض ضمن مساحة أصغر. ربما هى “برَكة” من كورونا التى تعيدنا إلى الجذور والجوهر. فقد عاد المعرض إلى مبنى الرابطة الثقافية، وهى الحاضنة الأمّ التى أطلقته فى أيار 1974، بعد أن نقل نشاطاته إلى معرض رشيد كرامى الدولى منذ عام 1992 على مساحة 80 هكتاراً.