الأدب
5 مصلحون على مشانق الكنيسة أعدمتهم أفكارهم أبرزهم “يان هوس”
عرفت الكنائس المسيحية منذ بدايتها ما يعرف بالهرطقة والمهرطقين، وهم كل صاحب رأى دينى يتعارض مع التعاليم الكنسية المقبول، وكان من بينهم أشخاص أعدمهم الكرسى الرسولي، بأمر من البابا. وتمر اليوم الذكرى الـ605، على إحراق المصلح الدينى التشيكى يان هوس الذى انتقد فساد الكنيسة فاتهم بالهرطقة، وقد أحرق رجال الدين كتبه ومخطوطاته قبل إحراقه فى ذكرى ميلاده الثانية والأربعين، وذلك فى 7 أغسطس سنة 1415م.
وكان “هوس” أحد المصلحين المسيحيون الذين أعدمتهم الكنيسة عقابا لهم على أفكارهم، إلا أنهم ظلوا متواجدين بأفكارهم وآرائهم المختلفة مع أفكار الكنيسة السائدة، وأصبحوا رموزا ثائرة على أصولية الكنائس، ومن هؤلاء المصلحون أو المهرطقون فى نظر الكنيسة الذين أعدموا بأوامر من الكرسى البابوى:
يان هوس
ولد “يان هوس” مولود باسم يان هوسنيك (فى نحو 1372 – ورحل فى 6 يوليو 1415)، يلفظ أحيانًا جون هوس أو جون هاس، ويشار إليه فى النصوص التاريخية باسم يوهانس هوس أو يوهانس هاس، كان لاهوتيًا وفيلسوفًا تشيكيًا ترأس جامعة تشارلز، وأصبح مصلحًا كنسيًا وملهمًا للهوسيتية، ويعتره البروتستانتية واحدا من أسلافهم المهمين.
حين انتُخب ألكسندر الخامس بابا، أُقنع بالوقوف مع سلطات الكنيسة البوهيمية ضد هوس وأتباعه، وأصدر مرسومًا بابويًا يقضى بطرد هوس من الكنيسة، إلا أنه لم ينفذ، وواصل هوس الوعظ. بعد ذلك، تكلم هوس ضد البابا المزيف جون الثالث والعشرين خلف ألكسندر الخامس بسبب بيعه صكوك الغفران، فنُفذ مرسوم طرد هوس، وأمضى العامين التاليين فى المنفى، عندما اجتمع مجمع كونستانس، طلب من هوس الحضور لعرض آرائه حول الخلافات ضمن الكنيسة. وحين وصل هوس، اعتُقل على الفور ووضع فى السجن.
ومَثُل فى النهاية أمام المجلس وطُلب منه التراجع عن آرائه، وحين رفض، أعيد إلى السجن. فى 6 يوليو 1415، وأُحرق على الوتد بتهمة الهرطقة ضد الكنيسة الكاثوليكية.
سافونارولا
متدين وسياسى إيطالي، ينتمى إلى نظام الرهبان الدومينيكان. أُدرجت مؤلفاته فى الطبعة الأولى (1559) لفهرس الكتب المحظورة. والآن هو ممنوح لقب خادم الرب، وقُدمت دعوى تطويبه فى 30 مايو من عام 1997 من قبل أسقفية فلورنسا.
و كان زعيم فلورنسا منذ عام 1494 حتى إعدامه حرقا فى عام 1498. واشتهر مصلحا دينيا وواعظا مناوئا للنهضة وحارقا للكتب ومحطما لما اعتبره فنا غير أخلاقى، وخطب مهاجما بشدة ضد ما رأه فسادا أخلاقيا من جانب رجال الدين، وكان خصمه الرئيسى البابا إسكندر السادسـ ينظر إليه أحيانا باعتباره بشيرا لظهور مارتن لوثر والإصلاح البروتستانتي، رغم أنه بقى كاثوليكيا ورعا وتقيا طيلة حياته.
ويليام تيندال
هو مصلح إنكليزى بروتستانتى فى القرن السادس عشر قام بترجمة الإنجيل إلى الإنجليزية المعاصرة له، وظهر “تيندال” بعد أكثر من 100 عام على ترجمة جون ويكليف، حيث حمل على عاتقه مهمة ترجمة الكتاب المقدس للإنجليزية ونشره حيث لم يكن الأخير سوى مصلح دينى عرف بويليام تيندال (William Tyndale) ولقّب من قبل العديد من المؤرخين بأب الكتاب المقدس الإنجليزي.
سنة 1523، طلب ويليام تيندال من أسقف لندن كاثبرت تانستل السماح له بترجمة الكتاب المقدس للإنجليزية حيث آمن هذا المصلح الإنجليزى بضرورة أن يحصل أوفياء الكنيسة الكاثوليكية بإنجلترا على نسخة سهلة من الكتاب المقدس بلغتهم العامة لتسهيل فهمهم للعقيدة المسيحية. فى غضون ذلك، اصطدم اقتراح تيندال برفض قاطع من السلطة الدينية بلندن والتى اعتبرت ترجمة الكتاب المقدس عملا مشينا ومخلا بقرارات البابا.
تم اعتقال تاندال وحبسه فى قلعة فيلفوورد خارج بروكسل لأكثر من سنة ومحاكمته بتهمة الهرطقة والخيانة وبعد ذلك شنق وتم حرقه على وتد.
توماس كرانمر
قائد عملية الإصلاح الإنجليزى وكبير أساقفة كانتربرى خلال عهدى هنرى الثامن ملك إنجلترا وولده إدوارد السادس، ولفترة قصيرة من عهد مارى الأولى، ساعد كرانمر فى تدبير حيلة مناسبة لهنرى الثامن ليتمكن من الحصول على الطلاق من زوجته الأولى كاثرين أراغون، وهو الأمر الذى تطور إلى انفصال الكنيسة الإنجليزية عن الكنيسة الكاثوليكية، وبمساعدة توماس كرومويل، ممرا قانونًا يجعل للملك السيادة المطلقة على الكنيسة فى مملكته.
وفى عهد مارى الأولى الكاثوليكية المذهب، حوكم كرانمر بتهمة الخيانة والهرطقة، وسجن لأكثر من عامين، وتحت ضغط من سلطات الكنيسة، قام بعمل عدة تعديلات وتظاهر بالإيمان بالعقيدة الكاثوليكية، ومع ذلك تم إعدامه فى 21 مارس 1556.
جوردانو برونو
دارس دينى وفيلسوف إيطالى حكم علية بالهرطقة من الكنيسة الكاثوليكية، وهو فيلسوف إيطالى شهير، كان راهبا أيضا فى البداية ولكنه انتقل من الدراسات اللاهوتية إلى الفلسفة فيما بعد، وقد اعتنق نظرية كوبرنيكوس عن دوران الأرض على الرغم من أنها كانت محرمة من قبل رجال الدين آنذاك وذهب إلى أبعد منها آن ذاك بوضعه فرضية أن النظام الشمسى هو واحد من مجموعة نظم تغطى الكون فى صورة نجوم وألوهية ولانهائية الكون. كما افترضت نظريته إن كل من النظم النجمية الأخرى تشتمل على كواكب ومخلوقات عاقلة آخرى.
ابتداءًا من عام 1593، حوكم برونو بالهرطقة من قبل الروم محاكم التفتيش الرومانية بتهمة إنكاره للعقائد اكاثوليكية الأساسية (بما فى ذلك عقيدة الجحيم، والثالوث، والكرستولوجيا، وعذرية مريم، والاستحالة الجوهرية)، ووجدته محاكم التفتيش مذنبًا، وفى عام 1600 عوقب حرقًا فى روما فى ساحة كامبو دى فيوري.