صحيفة إسبانية: مأساة بيروت تغذى الغضب الاجتماعى ضد الحكومة
تعانى مدينة بيروت من مأساة كبيرة بسبب الانفجار الكبير الذى تعرضت له والذى أودى بحياة أكثر من 135 شخص، وإصابة أكثر من 5000 شخص، وقالت صحيفة “البيرويوديكو” الإسبانية إن “بيروت مثل المرأة المهزومة التى ترفض الاستسلام والموت ولكنها تعانى”.
وأكدت الصحيفة فى تقرير لها أن “مأساة بيروت تغذى الآن الغضب الاجتماعى ضد الحكومة اللبنانية، التى يراها العديد أنها السبب فى رواية المعاناة التى تمر بها لبنان منذ سنوات.
وأشارت الصحيفة إلى أن السلطات اللبنانية اعتقلت 16 شخصا فى الانفجار ولا يزال عدد غير معروف من الاشخاص قيد التحقيق، ومن بين المعتقلين عدد من كبار المسئولين فى مرفأ بيروت لمسئوليتهم فى تخزين وصيانة المتفجرات التى تم تخزينها فى أحد الصوامع المتضررة.
في مواجهة دمار اقتصادى – بلغت الخسائر بالفعل 15 ألف مليون دولار – لم تظهر السلطات اللبنانية يوم الخميس إلا لاستقبال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وهو الموقف الذى أثار غضب المجتمع ضد الحكومة.
وشهد ماكرون غضبًا عامًا خلال زيارته لحي الجميزة ، الذي دمرته المأساة وواجه حشدًا غاضبًا من طبقة سياسية اتهمها بالفساد والإهمال، لتعود الاحتجاجات مرة آخرى لتشعل الحياة السياسية فى البلاد، وهتف المتظاهرون “الشعب يريد سقوط النظام”. وقد وعد الرئيس الفرنسي ، الذي عرض تنظيم تعاون دولي مع لبنان ، بأن المساعدة لن تقع في أيدى “الفاسدين” وحث السلطات على إجراء “إصلاحات لا غنى عنها” و “اتفاق سياسي جديد” تجنب “انهيار” البلاد.
وأشارت الصحيفة إلى أن العلاقات بين البلدين – لبنان حصل على الاستقلال عن فرنسا عام 1943 بعد 25 سنة من الحكم الاستعماري – تفسر تعبئة موارد إضافية من فرنسا فى الأيام المقبلة والاستجابة السريعة لماكرون، وكتب الرئيس على تويتر باللغتين العربية والفرنسية “لبنان ليس وحده”، ومن بين القتلى مهندس معمارى فرنسى ودبلوماسى ألمانى ، وأصيب نحو 40 مواطنا من جاليك في الانفجار.
وتأسفت السلطات اللبنانية منذ الثلاثاء، بعد الانفجار الذي وقع فى مرفأ بيروت، بزعم أنه سببه 2750 طنا من نترات الأمونيوم مخزنة لمدة ست سنوات دون إجراءات أمنية كافية، ولكن في شوارع بيروت لا يوجد شىء مثل الدولة.
33 مليون من الاتحاد الأوروبى
في بلد يستورد 80٪ من منتجاته ، فإن فقدان البنية التحتية للموانئ هو عمليا عقوبة الإعدام، ولهذا السبب ، ناشدت السلطات اللبنانية منذ البداية المساعدة الدولية لإنقاذ اقتصاد كان قد نجا من الموت على حافة الانهيار. وأعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية ، أورسولا فون دير لاين ، عن تعبئة 33 مليون يورو للمساعدات الأساسية.
واستجابت بروكسل لدعوة رئيس الوزراء حسن دياب بالنشر الفوري لنحو مائة من رجال الإطفاء المتخصصين في البحث والإنقاذ والسيارات والكلاب ومعدات الطوارئ الطبية وتوفير معدات إضافية للكشف عن المواد الكيماوية. والبيولوجية والإشعاعية والنووية.
وأعلنت السلطات اللبنانية إعلان حالة الطوارئ لمدة أسبوعين في بيروت، السكان الغاضبون والساخطون لغياب المساعدات العامة لا يرون فيها سوى استراتيجية لوقف الاحتجاجات التي تختمر في وجه تقاعس طبقتها السياسية وإهمالها.