الأدب
صدر حديثا.. “بير سكران” قصة حقيقية عن مقاومة الاحتلال الإنجليزى فى مطروح
صدرت حديثًا للكاتب أحمد عبد العزيز، رواية بعنوان “بير سكران”، وهى رواية ذات طابع إجتماعى تقوم على سرد أحداث حقيقية أثناء فترة مقاومة الاحتلال الإنجليزى لمصر مطلع القرن الماضى.
تدور أحداث الرواية فى مدينة مطروح التى ينتقل اليها بطل الرواية “ناجى” فارا من القاهرة خشية السجن ظلما وقهرا، ويتجه اليها متخفيا مبتعدا عن أعين البوليس فى منطقة بعيدة لا يعلم عنها الكثيرين ولا يصل إليها إلا من قرر أن يبدأ حياته من جديد بوجوه جديدة تراه ويراها لأول مرة حيث “بير سكران”.
تتلاحق أحداث الرواية برشاقة قلم الكاتب الذى مزج بسهولة معاناة شاب هارب محبط لم يعد لديه هدف فى الحياة بعدما فقد استقراره وفقد وظيفته وتحطم مستقبله، لكن تحول بالأمل والحب إلى بطل فى صفوف عرب مطروح المجاهدين.
رواية بير سكران
ومن أجواء الرواية: أمام المستشفى، وقف ممسكا بقبضتيه الباب الحديدى الضخم، حتى سمح له الحارس البغيض الملامح أخيرا بالدخول، لم يحتج لبذل مجهود للعثور عليها، فالمستشفى لا يوجد به غير ثلاثة أسرة فقط.
وقف أمامها مشدوها مفزوعا، تتساقط من عينيه الدموع ساخنة غليظة سميكة رغما عنه، وهو يرى وجهها ووجه والدته قبل رحيلها بدقائق. فتحت عينيها بصعوبة، وهى تستميت لتحريك جُفونها لأعلى، وتلتقى عينيه الزائغتين خلف دموعِه .
إرتعشت شفتاها الزرقاوان وهى تبتسم، أو أن نُحول وجهها الشديد جعلها تبدو كذلك.
-سى “ناجى”.
تهاوى جسده بالكامل، فلم تعد قدماه تستطيعان الصمود، ليخر على ركبتيه بجوارها، ويَجهش بالبكاء والنحيب، كأنه طفل صغير فقد أمه فى إحدى الأسواق المزدحمة.
استطاعت بعد وقت ليس بقليل أن تحرك ذراعها الذى يظهر عظمه بوضوح تحت جلده الشاحب الأصفر اللون، لتضع كفها فوقه وجهه.
-ماتبكيش ياسى “ناجى” حقك عليا يا خويا.
أمسك بكفها يلثمها بشفتيه، ويبللها بدموعه التى تحركت فى خطوط متعرجة فوق تجويف يدها وذراعها.
يشار إلى أن أحمد عبد العزيز كاتب وروائى شاب، سبق أن أصدر مجموعة قصصية بعنوان “ديك سعاد” تحوى قصصاً اجتماعية قصيرة.