“جزيرة أبو ظبى.. تاريخ منذ القدم” كتاب جديد عن أكاديمية الشعر
صدر عن أكاديمية الشعر فى لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي، كتاب (جزيرة أبوظبى: تاريخ منذ القدم 1580_1966)، لمؤلفه على أحمد الكندى المرر.
يرصد هذا الكتاب الذى جاء فى 230 صفحة من القطع الكبير، تاريخ أبوظبى ليكون واضحا للعيان، كما جاء فى تقديم المؤلف للكتاب، الذى أكد ضرورة هذا الرصد وحاجة المجتمع إليه، مستندا إلى مقولة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه (يجب على كل واحد منا أن يتساءل ليعرف ماضيه، وكيف عاش آباؤه وأسلافه السابقون، حتى يعرف كيف يعيش ويتماشى مع ظروف الزمن على مرور السنوات وظروف الحياة الحاضرة..)
ويعتبر الكتاب توثيقا لتاريخ جزيرة أبوظبى وسكانها من حيث نشأتها والظروف المحيطة فيها، وتاريخ مشيختها وتعاقبهم على إمارتها، وتركيبة سكانها والأعمال التى امتهنوها، وتطورها عمرانيا واقتصاديا وثقافيا، بداية من سنة 1580 التى مر عليها التاجر البندقى جسباروا بالبى وذكر العرشان المبنية فيها، ثم استطيناها فى سنة 1761م، ثم تحولها إلى عاصمة بنى ياس عام 1795م، ثم بروزها كموطن قوة بين القوى السياسية على ساحل الخليج العربى فى بداية القرن التاسع عشر الميلادي، إلى عصر الشيخ زايد بن خليفة من سنة 1855 إلى 1909م، ثم ازدهار تجارة اللؤلؤ فى عهد الشيخ حمدان بن زايد سنة 1922م، ثم التنقيب عن البترول واكتشافه فى أراضى أبوظبى ثم تصديره تجاريا سنة 1963م، بالإضافة إلى توثيق الحياة العلمية إلى آخر سنة 1966م.
ويتناول الكتاب سيرة المكان والإنسان، ويضم الكثير من الوثائق والصور، ويعرض تفاصيل كثيرة ووقائع شهدتها أبو ظبى فى تلك الفترة. ومن خلال عودة المؤلف إليها، يشير إلى ما عايشه أهلها من ظروف صعبة وخطيرة فى آن واحد، صعبة من حيث المعيشة والأعمال التى مارسوها، وخطيرة من حيث تنافس القوى المحلية فى السيطرة على مصادر القوة والهيمنة، مؤكدا أن جزيرة أبوظبى منذ نشأتها عام 1795م وهى تمثل تاريخا مجيدا من تاريخ شرق الجزيرة العربية حيث ضمت فى أرضها قوة يحسب لها حسابها على مر العصور والأزمان.
ويوضح المؤلف فى كتابه أنه بالرغم من جميع الظروف الصعبة التى عايشها أهالى أبوظبي، إلا أنهم استطاعوا أن يشقوا طريقهم إلى المجد والعزة، وما ذلك إلا بإخلاص شيوخ آل نهيان لهذه الأرض الطيبة، وتفانيهم فى حمايتها والدفاع عنها، والتفافهم مع أهلهم وشعبهم من أجل بناء وطنهم والسير به قدما إلى أعلى المراتب، حتى أصبحت جزيرة أبوظبى عاصمة إمارة بنى ياس من أقوى العواصم فى شرق الجزيرة العربية.
ويستند المؤلف إلى مقولات الباحثين والمؤرخين، وما نظمه الشعراء عن أبوظبى وتاريخها، ومنهم المؤرخ العمانى عبدالله بن خلفان بن قيصر عام 1640م فى كتابه (سيرة الإمام ناصر بن مرشد)، والمؤرخ النجدى محمد بن بسّام المتوفى عام 1830م فى كتابه (الدرر المفاخر)، وجون لوريمر فى كتاب (تاريخ الخليج). إصافة إلى قول عديم الرواحى المتوفى سنة 1920م عن قوم بنى ياس:
قومٌ على صهوات الخيلِ طفلهمُ ** يربو له من دم الأبطال ألبانُ.
يشار إلى أن على أحمد الكندى المرر، أديب وباحث متخصص فى التاريخ والتراث المحليين، وهو أيضاً شاعر، وابن شاعر الإمارات الكبير الراحل أحمد الكندي.