سي إن إن: رسوم عودة الإثيوبيات من لبنان تشعل موجة غضب ضد آبي أحمد
أعدت CNN تقريرا عن معاناة العاملات الأفارقة فى لبنان مؤكدة أن معظمهن إثيوبيات، وذلك على خلفية تسريحهن فى أعقاب الأزمة الاقتصادية التي تشهدها لبنان وفاقم انفجار بيروت أوضاعهن مع عدم قدرتهن على العودة لبلادهن .
وأفاد التقرير أنه مثل العديد من عاملات المنازل في بيروت، تم تسريح “حنا” من وظيفتها في الأشهر الأخيرة بسبب الأزمة الاقتصادية العميقة في البلاد حيث تعيش الفتاة البالغة من العمر 21 عامًا في غرفة صغيرة في العاصمة اللبنانية مع ست نساء إثيوبيات أخريات، عندما وقع انفجار بيروت المدمر مساء الثلاثاء.
وقالت حنا في حديثها: “لم نكن في المنزل في ذلك الوقت، لذلك نحن بأمان”، مضيفة: “يمكن لأي شخص في الشارع أن يمشي عبر الباب ويجدنا نائمين، مضيفة نحن خائفون“.
وأضاف التقرير أن حنا ورفاقها الستة في السكن هم فقط بعض من الآلاف من عاملات المنازل الأفارقة الذين يعيشون في لبنان تم جرف بعضها في الانفجار الذي خلف دائرة دمار يبلغ طولها 10 كيلومترات في بيروت..
وحذرت مجموعات حقوقية من أن هذه المجموعة الضعيفة تواجه مواقف صعبة حيث تقطعت السبل بالعديد منهم في البلاد وغير قادرين على العودة إلى ديارهم.
تفاقمت الأزمة الاقتصادية في لبنان مع ظهور جائحة كوفيد-19 واعتبر العاملون المنزليون إلى حد كبير مستهلكين ، حيث تم التخلي عن بعضهن من قبل أرباب عملهن، الذين لم يعد بإمكانهم دفع رواتبهن.
بالنسبة للعديد من العمال المهاجرين في بيروت، أضاف الدمار الذي خلفه انفجار الثلاثاء سببًا آخر لمغادرة البلاد وقالت آستر كيدان ، مهاجرة أثيوبية تعمل عاملة منازل في بيروت، لشبكة CNN إنها كانت تمسح الأرض عندما حطم الانفجار النوافذ، تركت شظايا الزجاج جرحًا ورضوضًا لكنها عولجت في المنزل لأن المستشفيات في بيروت مكتظة.
قالت تسيجريدا بيرهانو، عاملة منزلية وعضو في جمعية إيجنا ليجنا بيسيدت الإثيوبية لحقوق المهاجرين ومقرها بيروت: “دمر الانفجار الكثير من المنازل، ولا أعرف ما إذا كان لدي منزل أعود إليه”.
تقول تسيجريدا إنها كانت تزور المستشفيات لفحص عاملات المنازل الجرحى، مضيفة: “كانوا يقومون بضماد الناس في الخارج لأن المستشفيات ممتلئة”.
وقال القنصل الإثيوبي العام تيميسجين عمر” لشبكة سي إن إن”، إن إثيوبية لقيت حتفها حتى الآن بعد الانفجار وأصيب تسعة آخرون من بينهم “امرأة في العناية المركزة تقاتل من أجل حياتها”.
وقالت منظمة العفو الدولية في تقرير لها إن الغالبية العظمى من عاملات المنازل المهاجرات الحاصلات على تصاريح عمل من الإناث من إثيوبيا. يصعب الحصول على أرقام دقيقة لجميع العمال لأن بعض عاملات المنازل، ومعظمهن من النساء، يتم الاتجار بهن أو جلبهن إلى البلاد بشكل غير قانوني.
وقالت فرح سلكا من حركة مناهضة العنصرية اللبنانية لقد واجهوا كوفيد والأزمة الاقتصادية وإغلاق المطار وقيود الحجر الصحي في ظروف معادية في كثير من الأحيان ويريدون العودة إلى ديارهم.”
وأضافت بالنسبة للعمال الإثيوبيين، فإن إيجاد طريق إلى المنزل ليس بالأمر السهل. من أجل إعادتهن إلى الوطن، تقول سالكا إن النساء مطالبين بدفع 600 دولار للرحلة بالإضافة إلى 140 دولارًا في الليلة لمدة 14 يومًا من الحجر الصحي عند الوصول إلى البلاد، في بعض الحالات، بلغت التكلفة الإجمالية 1450 دولارًا.
وأشار النتقرير إلى أنه مع التوقعات القاتمة وعدم القدرة على تحمل تكاليف تذاكر العودة إلى الوطن، اختار العديد من عاملات المنازل العمل في المنازل مجانًا لتجنب التشرد والمجاعة في شوارع بيروت، فيما تخلّى أصحاب العمل عن آخرين خارج أبواب القنصلية الإثيوبية في بيروت.
وغرد رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد، الثلاثاء، برسالة تعزية للشعب اللبنانى، ودعا المواطنين الإثيوبيين إلى الاتصال بالقنصلية للحصول على المساعدة لكن تغريداته قوبلت ببعض الردود الغاضبة لعدم مساعدته في إعادة هؤلاء النساء من البلاد في وقت سابق.
وأشار التقرير إلى أن معظم الإثيوبيين في هذا المأزق لأن الحكومة رفضت إجلاء مواطنيها”.