الأدب
هل توصل العلماء إلى لقاحات أوبئة الإنفلونزا من قبل.. اعرف القصة
يعد مرض الإنفلونزا أحد الأمراض المعدية إذ يتسم عادة بالحمى وأوجاع العضلات وتقرح الحلق والصداع والإرهاق، وعامة ما يكون سببه أحد نوعى فيروس الإنفلونزا، يشعر أغلب المصابين بعدوى الإنفلونزا بالإعياء لعدة أيام قبل تعافيهم، إلا أن فيروس الإنفلونزا يمكن أن يؤدى أحيانًا إلى الالتهاب الرئوى، وغير ذلك من المضاعفات، وحتى الوفاة.
ولعل الأعراض سالفة الذكر تشبه إلى حد كبير الأعراض التى يسببها فيروس كورونا المستجد المسبب للإصابة بمرض “كوفيد-19″، والذى تسبب نحو أكثر 750 ألف شخص حتى الآن، وإصابة أكثر من 20 مليون نسمة حول العالم.
وبحسب موقع “تاريخ التطعيمات” لم يجنِ وباء آخر ما جناه وباء الإنفلونزا الإسبانية من وفيات فى 1918-1919 .عالميا, توفى قرابة 40 مليون شخص، بينما كان هذا المرض الوبيل يجوس المدينة تلو الأخرى (بلغت بعض تقديرات إجمالى الوفيات قرابة 70 مليونًا).
ولم يكن للإنفلونزا فى 1918 علاج أو لقاح فعال. فعلا، فإن أغلب الخبراء حينذاك ظنوا أن الإنفلونزا تسببها بكتيريا، وليس فيروس، وعلى الرغم من وجود لقاحات للعديد من الأمراض الأخرى، وإعداد بضع لقاحات أخرى للإنفلونزا معدومة الجدوى ومحتملة المضرة ، لم يكن هناك لقاح فعال للإنفلونزا لعقود. كما لم تكن هناك مضادات حيوية لعلاج العدوى البكتيرية الوبيلة التى ظهرت إثر موجة الإنفلونزا.
أما الإنفلونزا الآسيوية، والتى ظهرت أواخر عام 1957، فقد حصل موريس هيلمان، اختصاصى الأحياء الدقيقة فى مركز والتر ريد الطبى العسكرى بالولايات المتحدة، وفريقه على عينة من الفيروس من أحد الجنود الأمريكيين. ثم اثبتوا سريعاً أن أغلب الناس كانوا يفتقرون إلى وقاية الأجسام المضادة لفيروس الإنفلونزا الجديد، والذى كان من النوع إتش2 إن2 (H2N2). أبدى فقط بعض الأشخاص الأكبر سنًا ممن نجوا من وباء الإنفلونزا فى 1889-1890 استجابة للأجسام المضادة تجاه الفيروس الجديد.
تعجل هيلمان فى إنتاج اللقاح عن طريق إرسال عينات من الفيروس إلى المصنّعين وحثهم على تطوير فيروس خلال أربعة أشهر.
أما أنفلونزا هونج كونج، كما حدث فى الوباء الذى سبقه بعشر سنوات، فقد برزت أولى العلامات فصيلة جديدة للإنفلونزا (أ) فى آسيا. جاب الفيروس إتش3 إن2 (H3N2) العالم فى 1968-1969، وبلغت نسبة الوفيات قرابة 1-4 مليون حالة نتيجة هذا الوباء. وُجِد لقاح ولكن لم يجر إنتاجه مبكرًا بما يكفى لتوفير الوقاية الملحوظة. يظن بعض العلماء أن وجود تشابه مع الإنفلونزا الآسيوية فى 1957-1958 قد يكون السبب وراء وقاية البشر من مرض أكثر خطورة. (مثل فيروس الإنفلونزا الآسيوية، فقد كانت إنفلونزا هونج كونج تضم المكون إن2 .(.N2-
فيما أنفلونزا الطيور، كانت الخطر البالغ الذى برز بعد ذلك جاء ايضا من آسيا، حيث أُصيبت الطيور بعدوى إنفلونزا الطيور (إتش5 إن1 (H5N1) وانتشرت بعد ذلك إلى البشر. أُصيب العديد من البشر بالمرض وتوفوا نتيجة للفيروس. كانت التفشيات شديدة بصفة خاصة فى 2003-2004 ، عندما ماتت عشرات الملايين من الدواجن والطيور المائية نتيجة للإنفلونزا. لم ينتشر الفيروس، على أية حال، من شخص لآخر، ولكن اقتصرعلى الانتشار بين الطيور فقط ثم إلى البشر. ونتيجة لعدم انتقال العدوى من شخص لآخر فقد أدى ذلك إلى تقييد انتشار المرض.
وفى عام 2009، ظهرت أحدث إنفلونزا وبائية فى المكسيك فى منتصف مارس 2009. بدت تلك الإنفلونزا مزعجة بصفة خاصة فى بدايتها، نظرًا لأن معدلات الوفاة فى المكسيك بدت مرتفعة بصورة غير معتادة. وظهرت بعد فترة قصيرة حالات فى الولايات المتحدة الأمريكية، واستمر انتشار المرض. تعرّف العلماء على ان الفيروس من فصيلة إتش1 إن 1 (H1N1) من الإنفلونزا (أ)، ويرجح أن يكون مصدره الخنازير.
بدأت جهود مكثفة لإنتاج لقاح للفصيلة الجديدة إتش1 إن1 (H1N1) بعد فترة وجيزة من تعرف العلماء على الفيروس. وثبت أن الفيروس ينمو ببطء خلال عملية التصنيع، الذى يرتكز على إنماء الفيروس فى بيض الدجاج.
هل كانت الفصيلة إتش1 إن1 (H1N1) فى 2009 نتيجة الزيحان المستضدى أم الانسياق المستضدي؟ لم تدخل أنواع فرعية من إتش (H-) أو إن (N-) إلى المجتمع البشري، وهو ما قد يشير للزيحان المستضدي. ولكن الفيروس كذلك لا ينطبق عليه بوضوح تعريف الانسياق المستضدي. وكما يذكر أحد التقارير.