الأدب

قرأت لك.. “تأريخ قصير للبشر” كتاب يسأل: الملكية أفضل أم الديمقراطية؟

نقرأ معا كتاب “تأريخ قصير للبشر.. الصعود والانحطاط” لـ هانز هيرمان هوبه، والذى يذهب إلى أن المجتمعات قديما كانت تتشكل من عصب صغيرة من الناس من 10 إلى 30، تشكل بركة جينية مشتركة من حوالى 150 شخصا، قد يصلون أحيانا إلى 500 لتجنب الآثار المضرة جينيًا.
 
ويعد هانز هيرمان هوبه، من أبرز الباحثين الليبرتاريين فى عصرنا هذا، وقد بدأ كتلميذ لامع ليورجن هابرماس، الفيلسوف والمنظر الاجتماعى الألمانى الشهير، وقد كان هابرماس ولا يزال ماركسيا ملتزما، وهو زعيم مدرسة فرانكفورت.
 
كان هابرماس شديد الإعجاب بهانز، وتحت رعاية هذا الماركسى البارز، كانت لدى هانز أسباب كافية لتوقع مسيرة أكاديمية باهرة تنتظره فى بلاده ألمانيا، ولكن مشكلة صادفته بعيد ذلك، كانت لها ثمار سعيدة لكل محبى الحرية، فسرعان ما اكتشف هانز أن اليسارية والاشتراكية التى نشأ معها كانت قاحلة فكريا ومفلسة خلقيا، وقد اكتشف بمفرده الأعمال العظيمة للودفيج فون ميزس ومورى ن. روثبارد.
 
تأريخ
 
لم يكن الاقتصاد النمساوى وأناركية روثبارد مما يخطر فى بال هابرماس، وبتحوله إلى الليبرتارية، قضى هانز عمليا على فرصه فى نيل مقعد أستاذية فى جامعة ألمانية كبرى، رغم أن إنجازاته الأكاديمية والفكرية تؤهله بسهولة لمثل ذلك. ولكنه يشبه مورى فى أنه باحث يمتاز بنزاهة فكرية مطلقة. وما كان ليتخلى عما اكتشف أنه الحقيقة، حتى لو كلفه ذلك مسيرته المهنية.
 
لقد تمكن هانز من قلب أفكار هابرماس، لكنه لم يكتف بذلك، فقام بقلب الرأى السائد أيضا، فهانز يماثل مورى فى كونه أناركو-رأسماليا: أفضل حكومة عنده هى لا حكومة على الإطلاق، ومع ذلك سيظل هناك سؤال: فى عالم من الدول، ما هى أقل أنواع الحكومات سوءاً؟ يقول معظم الناس “الديمقراطية” ولسوء الحظ يوافقهم على ذلك العديد من الليبرتاريين، وقد أثبت هانز فى عمله الكلاسيكى الديمقراطية: الإله الذى فشل أن الديمقراطية تقود إلى إنفاق مسرف وسياسات متهورة، فالذين فى السلطة يعرفون أنهم يمسكون بزمام الأمور لوقت محدد فقط، ويكون موقفهم “خذ كل ما بوسعك وخذه الآن”، وبالضد من ذلك، سيميل الملك لأن يكون أقل استغلالية، فهو سيحاول أن يحافظ على حياة وممتلكات رعيته، لأنه ليس حاكما مؤقتا، ويرغب فى أن يسلّم مملكة مزدهرة إلى ذريته. لم يقل هانز بالطبع أن الملكية “شيء جيد”، بل أنها تميل لأن تكون أفضل من الديمقراطية. وقد قال الليبرالى الكلاسيكى الكاثوليكى العظيم، إريك فون كينيلت ليدين، الذى تأثر به هانز، أن هذه بصيرة رائعة.

قرأت لك.. "تأريخ قصير للبشر" كتاب يسأل: الملكية أفضل أم الديمقراطية؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *