الأدب
“السائرون نياما” رواية عن سيرة المماليك أم إسقاط على الضباط الأحرار؟
تعد رواية “السائرون نياما” هى أيقونة أعمال الأديب الكبير الراحل سعد مكاوى، وأشهرها على الإطلاق، والتى صدرت أول مرة عام 1963، وتدور أحداثها فى فترة تتجاوز الثلاثين عاما من حكم المماليك (1368_1499) من عمر سلطنة المماليك التى حكمت تاريخ مصر والشرق الأوسط لأكثر من قرنين ونصف، تتناول الرواية الثلاثين عامًا الأخيرة من حكم المماليك فى قالب شيِّق جذاب، بينما رأى بعضُ النقاد أنها إسقاط مباشر على الضباط الأحرار وصراعاتهم وعلاقتهم بالشعب.
تبدأ أحداث الرواية عند مرور موكب السلطان المملوكى بلباى من رحلة الصيد، وعند النظر لهذا الموكب أول مرة تحسبه عائدا من معركة وليس رحلة صيد يصف لنا الكاتب الموكب : كان هناك صفان من العبيد السود حفاة الأقدام عراة الصدور وعلى أيديهم جوارح الصيد جامدة كأنها طيور محنطة، تبدأ لعنات أهل حارة الحمام للسلطان وحاشيته بصوت خفيض خوفا من أن يكون بينهم بصاصين، عم أيوب صانع النعوش وصبيه يوسف ينظران إلى الموكب بنظرة ذهول وإعجاب وحقد وحقن فى نفس الوقت، ويتمنيان أن يحين موعد صنع نعشه.
يقول عن الرواية الكاتب الصحفى ماهر حسن: ” هى رواية تاريخية تدور أحداثها فى زمن حكم المماليك فى الفترة من 1368 إلى 1499 وهى رواية يخيم عليها مناخ أسطورى كما أنها ذات أحداث متقاطعة ومتشعّبة وأسلوب سردى ساحر يجمع بين العامية والفصحى والقاموس اللغوى المملوكى، حيث المسميات المملوكية، فتقابل أتابك العسكر وبيت المال والملتزم والسخرة؛ ويجعلك بحرفية تعيش ما لم ترَه، وتتخيّل ما كان يحدث على أرض مصر فى تلك الحقبة الزمنية، وينقسم العمل إلى 3 أقسام هى: (الطاووس، الطاعون، الطاحون) وقد أنهى القسم الثانى بحلول كارثة الطاعون، فبدت وكأنها قضت على جيل بأسره لينتقل بعدها بالأبطال لجيل الأبناء. ونسج كاتبنا عبر هذه الأقسام عشرات الشخصيات والأماكن فى سحر جذّاب يجعلك تفغر فاك فى دهشة سائلاً كيف أمكنه الإمساك بتلابيب هذه الشخصيات وبحكاياتهم وبجمعهم معاً بهذا الأسلوب والبيان الأخاذ”.