الزاعجة المصرية أحد الحشرات الناقلة للأمراض.. هل يمكن الحد من انتشارها؟
البعوض هو أحد أخطر الآفات البشرية، لدغته تسبب انتشار بعض الأمراض التي تصيب وتقتل عشرات الملايين من الناس، لكن بحثًا جديدًا يشير إلى أن القضاء على بعض البعوض قد يكون صعبًا بشكل كبير، وأن الأمراض التي ينشرها قد تزداد سوءًا مع انتقال المزيد من الناس من البيئات الريفية إلى المدن.
ركز البحث على بعوض الزاعجة المصرية في أنحاء مختلفة من العالم، بما في ذلك مدغشقر وجزر أخرى في المحيط الهندي، ويتم التعرف عليها بسهولة من خلال الخطوط البيضاء على أرجلها، حسبما ذُكر في موقع “إن بي سي نيوز” الأمريكي.
على الرغم من أن معظم أنواع البعوض البالغ عددها 3500 نوع لا تتغذى على دم الإنسان، إلا أن الزاعجة المصرية هي واحدة من أسوأ أنواع البعوض، تصيب لدغتها الملايين من الناس، وخاصة الأطفال الصغار، ومن الأمراض التي تسببها الحمى الصفراء وحمى الضنك وزيكا؛ ما يتسبب في وفاة عشرات الآلاف كل عام.
من خلال مقارنة جينات هذا النوع من البعوض، قرر الباحثون أن بعوض الزاعجة المصرية ربما تطور من نوع أسلاف في جزر بجنوب غرب المحيط الهندي منذ حوالي 7 ملايين سنة.
أجرى جون سوجيجيان، عالم الأحياء في جامعة ولاية كارولينا الشمالية بأمريكا، الدراسة مع أعضاء آخرين في مجموعة بحثية في جامعة ييل وعلماء في فرنسا، وقال إن الزاعجة المصرية كان يُنظر إليها تقليديًا على أنها من أنواع البعوض التي تكيفت مع المستوطنات البشرية، لكن البحث الجديد اقترح أنها تكيفت أولاً للبقاء على قيد الحياة في الظروف البيئية المتنوعة للجزر.
وقال: “هذه بعوضة ربما كانت بالفعل قابلة للتكيف بدرجة كبيرة مع البيئات المتنوعة عندما وصلت إلى إفريقيا، وهذا يمكن أن يفسر سبب تحولها إلى ناقل وآفة مهمة للإنسان”.
تفضل معظم مجموعات الزاعجة المصرية دم الحيوانات مثل القوارض والقرود على دم الإنسان، لكن الباحثين وجدوا أن البعوض في المناطق الحضرية في أفريقيا جنوب الصحراء ينجذب إلى رائحة الساعد البشري أكثر، مقارنة بالبعوض في المناطق الريفية.
ووجدت الدراسة أيضًا أن البعوض من منطقة الساحل الجافة في إفريقيا – المنطقة شبه القاحلة بين الصحراء الكبرى والمناطق الأكثر رطوبة في الجنوب – يفضل دائمًا دماء البشر.
وقالت كارولين ماكبرايد، عالمة الأحياء التطورية بجامعة برينستون وأحد مؤلفي الدراسة، إن هذا يشير إلى أنها تطورت لتتغذى على دم الإنسان بعد تعرضها لظروف أكثر جفافا مما كانت عليه.
وأشار هذان العاملان إلى أن الزاعجة المصرية قد تطورت في مناطق مكتظة بالسكان، وبالتالي يمكن أن تزداد بعض الأمراض التي ينقلها البعوض إذا أصبح المناخ أكثر جفافا ومع انتقال المزيد من الناس للعيش في المدن.
تفيد الدراسة في المساعدة على مراقبة تجمعات البعوض ووجود طرق أفضل للحد من تأثيرها، وقالت ماكبرايد: “نحن بحاجة إلى فهم ما يفعله البعوض في أماكن مختلفة في إفريقيا، من أجل تصميم استراتيجيات مكافحة جيدة”.
ركز البحث على بعوض الزاعجة المصرية في أنحاء مختلفة من العالم، بما في ذلك مدغشقر وجزر أخرى في المحيط الهندي، ويتم التعرف عليها بسهولة من خلال الخطوط البيضاء على أرجلها، حسبما ذُكر في موقع “إن بي سي نيوز” الأمريكي.