
قائد القوات الجوية الفريق محمد عباس حلمي لـ«الشروق»: تحديات ثورتي يناير ويونيو غيرت موازين القوى في الشرق الأوسط
الركيزة الأولى لنجاح القوات الجوية «الفرد المقاتل» المزود بعقيدة عسكرية وروح معنوية مرتفعة
القوات الجوية كانت فى طليعة الملحمة البطولية لنصر أكتوبر
طبيعة التحديات ضد الأمن القومى تؤثر فى اختيار أسلحة الجو الحديثة لحماية ثروات الدولة وتوجيه ضربات للعناصر الإرهابية
مناورات «النجم الساطع» مع أمريكا وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا و«حماة الصداقة» مع روسيا فرصة لتبادل خبرات القتال المتنوعة
على المصريين أن يفخروا بقواتهم المسلحة والجوية اللتين تقفان مع إرادة الشعب العظيم لحماية مقدراته وحضارته المجيدة
قال قائد القوات الجوية، الفريق محمد عباس حلمى، إن حرب أكتوبر المجيدة تُعد إنجازا وإعجازا وستظل مبعث فخر واعتزاز، كونها أعادت ــ بفضل من الله وتوفيقه ــ لقواتنا المسلحة وللأمة المصرية والعربية عزتها وكرامتها.
وأضاف فى حوار لـ«الشروق»، فى ذكرى عيد القوات الجوية، أن شهر أكتوبر يحمل فى طياته أياما وساعات حاسمة سطرت أمجادا وبطولات لرجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فاستحقوا نصر الله وتأييده فى حرب أكتوبر المجيدة التى حفرت بحُروف من نور، وفى سجلات التاريخ، أروع الانتصارات بتضحيات وبطولات المصريين لتكون نبراسا نهتدى به لنحقق النجاحات والانتصارات فى جميع المجالات، فالمعارك ليست مقصورة على المعارك العسكرية فحسب، بل هناك معارك العلم والعمل والبناء.
وإلى نص الحوار:
< بمناسبة الاحتفال بعيد القوات الجوية 14 أكتوبر.. نريد أن نتعرف منكم على مراحل تطورها؟
ــ نشأت القوات الجوية عام 1932 تحت مسمى السلاح الجوى الملكى المصرى، وكانت المهمة الأساسية للقوات الجوية فى ذلك الوقت هى مكافحة التهريب عبر الصحراء ومراقبة الحدود، ومنذ ذلك الوقت شاركت القوات الجوية فى جميع الحروب التى خاضتها مصر بداية من الحرب العالمية الثانية وحرب 1948، وبعد قيام ثورة 23 يوليوعام 1952 تغير اسمها إلى القوات الجوية المصرية، وفى عام 1955 تم البدء فى البناء الحقيقى للقوات الجوية المصرية وهى تعتبر المرحلة الأولى وفيها تم التنوع فى مصادر السلاح وتعاقدنا على الطائرات الشرقية مثل (الميج ــ اليوشن ــ السوخوى… ) وأصبح للقوات الجوية مهمة جديدة وهى الدفاع عن قناة السويس (العدوان الثلاثى 1956).
وكما نعلم جميعا أن المقاتل المصرى لا يستسلم ولا ينحنى إلا لله ففى نهاية حرب 1967 قام نسور القوات الجوية ببطولات تُكتَب بأحرف من نور وقاوموا طائرات العدو، وتم منع الطيران الإسرائيلى من اختراق المجال الجوى، والمرحلة الثانية فى أثناء فترة حرب الاستنزاف فى الفترة من 1967 إلى 1970 التى شهدت إعادة بناء القوات الجوية على أُسس سليمة ببناء مطارات وقواعد جوية بدشم حصينة للطائرات، وتم الحصول على طائرات جديدة من طرازات ميج 21 وميج 19 وسوخوى7، وفى حرب السادس من أكتوبر عام 1973 قامت القوات الجوية المصرية بتنفيذ العديد من المهام منهـا:
ـ توجيه ضربات جوية قوية وسريعة ومُرَكزة فى قلب سيناء ضد جميع مطارات العدو، وقواعد الدفاع الجوى، ومراكزالقيادة والتحكم، ومواقع المدفعية بعيدة المدى، ومناطق تَجَمُع قواته فى بداية الحرب.
ـ توفير الغطاء الجوى لحماية قواتنا بشرق قناة السويس فى أثناء العبور.
ـ توفير الحماية الجوية للقوات والأهداف الحيوية بالدلتا وسيناء.
ـ تنفيذ إبرار جوى لقوات الصاعقة والمظلات المصرية خلف خطوط العدو.
< وكيف طورت القوات الجوية نفسها بعد انتهاء الحرب؟
ــ بدأ تطوير القوات الجوية بعد انتهاء حرب السادس من أكتوبر عام 1973 والتى أبرزت الدروس المستفادة منها أنه يجب تنويع مصادر التسليح، ففى الفترة من عام 1975 حتى عام 1993 قامت مصر بتطوير مصادر التسليح وذلك بحصولها على طائرات الميج 23 من روسيا وكذا قامت بشراء طائرات من الصين، كما حصلت مصر على الطائرة الفانتوم وF16 الأمريكيتى الصنع وطائرات النقل الجوى وطائرات الاستطلاع والحرب الإلكترونية والطائرات الهليكوبتر، وبعد إتمام معاهدة السلام كان لابد للسلام من قوة تحميه.
أما المرحلة الرابعة فمع زيادة التهديدات واختلاف حجم وطبيعة ونوعية العدائيات التى تتعرض لها البلاد خاصة بعد ثورتى 25 يناير و30 يونيه والتطور الهائل فى تكنولوجيا الطيران، كان لابد من تطوير القوات الجوية وتزويدها بأسلحة ومعدات حديثة وكذا تأهيل الفرد المقاتل لتحقيق الأهداف السياسية والعسكرية للدولة.. وهنا رأت القيادة السياسية والقيادة العامة للقوات المسلحة.
< ولماذا تم اختيار يوم 14 أكتوبر عيدا للقوات الجوية؟
ــ خلال حرب أكتوبر المجيدة عام 1973 سطرت قواتنا المسلحة ملحمة بطولية شهد لها العالم، وجاءت أعمال قتال قواتنا الجوية فى الطليعة حيث قامت بالعديد من البطولات منها الضربة الجوية الأولى التى أفقدت العدو توازنه فى بداية الحرب، واستمر طيارونا فى تنفيذ المهام خلال أيام الحرب حتى جاء يوم 14 أكتوبر 1973، فى هذا اليوم حاول العدو القيام بتنفيذ هجمات جوية ضد قواعدنا الجوية بمنطقة الدلتا بهدف إضعاف التجمع القتالى لقواتنا الجوية وإفقاد قواتنا القدرة على دعم أعمال قتال القوات البرية، فتصدت مقاتلاتنا للعدو ودارت أكبر معركة جوية فى سماء مدينة المنصورة والتى سميت فيما بعد بمعركة المنصورة، شارك فيها 150 طائرة من الجانبين وقد أظهر فيها طيارونا جراءة وإقداما ومهارات فائقة فى القتال الجوى واستمرت هذه الملحمة 53 دقيقة تكبد العدو خلالها أكبر خسائر فى طائراته.
خلال معركة واحدة فى مرحلة من مراحل الصراع العربى الإسرائيلى حيث تم إسقاط 18 طائرة (رغم تفوقه النوعى والعددى) مما أجبر باقى الطائرات المعادية على الفرار من سماء المعركة ومنذ ذلك التاريخ لم يُقدِم العدو الجوى على مهاجمة مصرنا الحبيبة ومن هنا تم اختيار هذا اليوم عيدا للقوات الجوية.
< كيف غيرت ثورتا 25 يناير و30 يونيو من خطط واستعدادات القوات الجوية؟
ــ ترتب على قيام ثورتى 25 يناير و30 يونيو تغيير موازين القوى فى منطقة الشرق الأوسط وبالأخص دول الجوار، وهو ما فرض على مصر تحديات جديدة لتأمين الدولة داخليا وخارجيا مما ألقى على عاتق القوات الجوية مهام إضافية مثل تأمين حدود مصر على جميع المحاور الإستراتيجية على مدى الساعة بالتعاون الوثيق مع باقى أسلحة القوات المسلحة فتم إحباط الكثير من عمليات تهريب السلاح والمخدرات عبر الحدود على مختلف الاتجاهات.
كما تجلى الدور البارز لقواتنا الجوية عبر مشاركتها الفعالة فى عملية (حق الشهيد) بصفة مستمرة للقضاء على العناصر الإرهابية بشمال ووسط سيناء بمناطق (رفح ــ الشيخ زويد ــ العريش) وكذا مكافحة تسلل العناصر الإرهابية عبر الشريط الحدودى لدول الجوار لتجفيف منابع الإرهاب الأسود والعمل بكل حسم لتدمير البؤر الإرهابية، كما تقوم القوات الجوية برصد وتتبع ومكافحة محاولات الهجرة غير الشرعية التى تؤثر على الأمن القومى المصرى بالتنسيق مع جميع عناصر القوات المسلحة، وعلى الرغم من الأعباء الإضافية غير النمطية التى كُلِفَت بها القوات الجوية لم يتوقف التدريب لإعداد وتجهيز أجيال قادرة على حمل الراية خفاقة لتُكمِلَ مسيرة حماية سماء مصر فى جميع الأوقات ومختلف الظروف.
< كيف يتم الحفاظ على الكفاءة الفنية فى ظل حرص القيادة السياسية والقوات المسلحة على تزويد القوات الجوية بأحدث الطائرات المقاتلة متعددة المهام والنظم القتالية المتطورة؟
ــ يتم التطوير فى القوات الجوية ضمن منظومة أعم وأشمل وهى منظومة التطوير بالقوات المسلحة بصفة عامة والقوات الجوية كأحد الأفرع الرئيسية للقوات المسلحة وتشمل منظومة التطوير داخل القوات الجوية مجالات مختلفة منهـا:
ـ مجال التسليح: إذ تحرص القيادة العامة للقوات المسلحة على التحديث المستمر لقدرات وإمكانيات القوات الجوية، من خلال إمداد القوات الجوية بمنظومات متطورة من الطائرات متعددة المهام (الرافال) والتى تعد من أحدث طائرات الجيل الرابع المتطور لما تملكه من نظم تسليح وقدرات فنية وقتالية عالية، والطائرات الموجهة المسلحة وكذا طائرات النقل الكاسا وأيضا طائرات الإنذار المبكر والاستطلاع والهليكوبتر الهجومى والمسلح والخدمة العامة من مختلف دول العالم، بما يتناسب مع متطلباتنا العملياتية ليصبح لدينا منظومة متكاملة من أحدث الطائرات.
كما يتم تحديث طائرات التدريب بما يتناسب مع امتلاك الطائرات متعددة المهام الحديثة ويتبع ذلك تحديث وزيادة أعداد المحاكيات للارتقاء بمستوى تدريب الأطقم الطائرة لتحقيق الجدوى الاقتصادية والعملياتية للحفاظ على الكفاءة القتالية والفنية للطائرات حتى تكون جاهزة لأداء مهامها على مدى الساعة وتحت مختلف الظروف.
ـ على مستوى مجال التدريب يكون التدريب هو العنصر الفعال فى الحفاظ على الجاهزية العملياتية لتحقيق مهام القوات الجوية والقوات المسلحة، وتطوير التدريب فى القوات الجوية يتم على عدة مراحل تبدأ بالكلية الجوية التى تعتبر حجر الأساس لضخ دماء جديدة من الطيارين والجويين داخل صفوف القوات الجوية، يليها معهد دراسات الحرب الجوية الذى يضاهى أفضل أكاديميات الحرب الجوية فى العالم لتأهيل الضباط فى مختلف التخصصات، إلى جانب التأهيل التخصصى الذى يتم داخل التشكيلات الجوية وخاصة للطيارين للتدريب على فنون القتال الحديثة فى ظل التقدم الهائل للطائرات وأنظمة التسليح المتطورة، وأيضا مراكز إعداد الكوادر الفنية على أعلى مستوى من الكفاءة الفنية للتعامل مع الطائرات والمعدات الحديثة.
ـ وفى مجال التأمين الفنى تقوم جهات التأمين الفنى بالقوات الجوية من خلال الإدارة المتكاملة لأنشطة التخطيط والتأمين الفنى بتطبيق أعلى معايير الجودة والسلامة المتبعة على مستوى العالم لتقديم الدعم الفنى المتكامل لصيانة جميع طرازات طائرات القوات الجوية من (عمرة طائرات ــ مد العمر الفنى ــ إصلاح رئيسى ومتوسط وتقنيات موسعة ــ تصنيع أجزاء محليا) والإشتراك مع باقى وحدات وتشكيلات القوات الجوية فى مراحل التحديث والتطوير للمعدات الجوية وأنظمة التسليح مع تحقيق الإستعداد القتالى الدائم والمستمر بكفاءة عاليه أثناء التدريب الجاد والمستمر.
ـ أما فى مجال التأمين الهندسى، فيتمثل فى تهيئة الظروف المناسبة لضمان استمرار تدريب وعمل القوات الجوية فى السلم والحرب وتقديم الدعم اللازم للاحتفاظ بأعلى درجات الجاهزية بالقواعد الجوية والمطارات لتكون قادرة على تنفيذ المهام بكفاءة وقدرة عالية فى أى وقت.
ـ وفى مجال التأمين الطبى، توفر القوات الجوية الرعاية الصحية والتأمين الطبى الشامل للضباط وضباط الصف والجنود، وتتم الرعاية الطبية بواسطة أطباء ذوى خبرة مستخدمين أحدث الأجهزة الطبية فى جميع التخصصات وكذا أطقم إدارية وتمريض على مستوى فنى وإدارى مميز، كما يوجد بالقوات الجوية معهد لطب الطيران والفضاء بغرض تنفيذ الإختبارات الفسيولوجية للأطقم الطائرة وإجراء بعض التدريبات الخاصة بهدف رفع الكفاءة وتحسين الأداء الفسيولوجى.
< هل تقف مخططات تقسيم المنطقة العربية والأطماع الخارجية وراء تحديث منظومة التسليح داخل القوات الجوية؟
ــ بالطبع يعد أحد العوامل المؤثرة التى يتم اتخاذها فى الاعتبار، لأنه يَمَس جوهر الأمن القومى المصرى، لكن العوامل المؤثرة فى اختيار أسلحة الجو الحديثة يُبنَى فى الأساس على طبيعة المهام والتحديات والتهديدات المحتملة ضد الأمن القومى المصرى بغرض حماية المقدرات وثروات الدولة المصرية، وإذا استدعى الأمر يتم توجيه ضربات للعناصر الإرهابية.
< إلى أى مدى استفادت مصر من التدريبات المشتركة مع الدول الشقيقة والصديقة فى تعزيز الخبرات القتالية والتدريبية لقواتنا الجوية؟
ــ تعتبر القوات الجوية المصرية دائما محل تقدير من الدول الشقيقة والصديقة ويظهر ذلك فى رغبة العديد من الدول فى مشاركة قواتنا الجوية فى التدريبات لتبادل الخبرات ومهارات القتال فهناك تدريبات مشتركة كثيرة مع الدول الشقيقة على مدى العام مثل (اليرموك) مع الجانب الكويتى والتدريب المشترك (زايد) مع الجانب الإماراتى والتدريب المشترك (حمد) مع الجانب البحرينى والتدريب المشترك (فيصل) مع الجانب السعودى هناك تدريبات مشتركة كثيرة مع الدول الصديقة مثل النجم الساطع مع الجانب الأمريكى والبريطانى والفرنسى والإيطالى والتدريب المشترك كليوباترا مع الجانب اليونانى بالإضافة إلى التدريب المشترك (ميدوزا) مع الجانب اليونانى، والتدريب المشترك (حماة الصداقة) مع الجانب الروسى والكثير من الدول الأخرى، وفى إطار تلك التدريبات يتم الاستفادة من تبادل الخبرات ومهارات القتال المتنوعة مما يزيد من قدراتنا القتالية على مختلف الاتجاهات، وتقوم القوات الجوية ببذل مجهود جوى كبير خلال هذه التدريبات حتى تحقق أقصى إستفادة فى جميع التدريبات المختلفة، هذا بالإضافة إلى متابعة ما يتخذه المشاركون فى التدريبات من إجراءات للتحضير والإعداد وتنفيذ إدارة أعمال القتال للخروج بالدروس المستفادة وتعميمها على القوات الجوية.
< كيف يتم التأهيل بالقوات الجوية لإعداد وتدريب طيارينا والكوادر الفنية خاصة فى ظل التقدم التكنولوجى الراهن؟
ــ الركيزة الأولى لنجاح القوات الجوية فى أداء مهامها هو الفرد المقاتل المزود بعقيدة عسكرية وروح معنوية مرتفعة وقدرة على الآداء الجيد والإلمام التام بمهامه فى السلم والحرب وذلك بإمتلاك لياقة ذهنية وبدنية عالية ليصبح قادر على استخدام أحدث المعدات وتلك الصفات هى التى تمكن الفرد من أداء مهامه القتالية بأعلى معدلات الأداء وأقل إستهلاك للمعدات والأسلحة والذخائر تحت مختلف الظروف، وتقوم قواتنا الجوية بمسايرة أحدث الوسائل العلمية فى مجال إعداد الفرد المقاتل بداية من الكلية الجوية بعد تطويرها وصولا إلى تشكيلاتنا الجوية التى يتم فيها التأهيل من خلال برامج الإعداد التخصصى والبدنى، بالإضافة إلى مساعدات التدريب الأرضية وتنفيذ التدريبات فى ظروف مشابهة لظروف العمليات الحقيقية وإستخدام ذخائر العمليات لتحقيق مبدأ الواقعية فى التدريب.
كما أن هناك خطط مستمرة للتدريب والإعداد الدائم داخليا وخارجيا تتم من خلال برامج التأهيل العلمى (النظرى / العملى) بمعهد دراسات الحرب الجوية ومراكز التدريب والمعاهد الفنية المتخصصة بالقوات الجوية المصرية والعالمية، وكذلك الفرق الخاصة بطرازات الطائرات المختلفة كما تم توفير المحاكيات المتطورة للطائرات الحديثة لزيادة الكفاءة القتالية والإستعداد القتالى.
أما بالنسبة للكوادر الفنية تقوم القوات الجوية بإختيار العناصر المتميزة للعمل فى مجال التأمين الفنى ثم يتم تأهيلهم التأهيل النفسى والبدنى والعسكرى والعلمى اللازم فى مراكز إعداد الفنيين بعد تخرجهم وإلتحاقهم بالتشكيلات الجوية، وتستمر منظومة التأهيل والرعاية من خلال التدريب النظرى والعملى والتوسع فى إستخدام مساعدات التدريب المتطورة واكتساب الخبرة من الكوادر الفنية المؤهلة على مختلف الطرازات بالقوات الجوية كما يتم تأهيلهم بدورات وفرق خارج البلاد.
< وما هى طبيعة جهود القوات الجوية فى دعم مسيرة التنمية فى مجال خدمة المجتمع المدنى؟
ــ تقوم القوات الجوية بدور هام لصالح أجهزة الدولة والقطاع المدنى لما لها من قدرة على رد الفعل السريع فى مواجهة الكوارث الطبيعية فتكون دائما فى طليعة الأجهزة التى تبادر بالتدخل السريع فى مواجهة الكوارث الطبيعية واستطلاع المناطق المنكوبة والمعزولة لتحديد حجم الخسائر وتنفيذ أعمال الإخلاء الجوى للجرحى والمصابين والنقل والإمداد بمواد الإغاثة للمتضررين وكذلك مكافحة الحرائق ومراقبة شواطئنا ومياهنا الإقليمية من التلوث الناتج عن السفن، وتقوم طائرات الإسعاف الطائر بنقل المصابين من جميع أنحاء الجمهورية إلى المستشفيات لسرعة تلقى العلاج.
< ما الخدمات التى تقوم بها القوات الجوية لأبنائها من أسر الشهداء (الضباط ــ ضباط الصف ــ الجنود)؟
ــ الوفاء ورد الجميل هو صفة أصيلة داخل القوات الجوية عن طريق الاهتمام بأبناء وأسر الشهداء فى لمسة وفاء لمن ضحوا بأرواحهم فى خلال مواجهة الإرهاب الأسود الذى يضرب مصر هذه الأيام، لذا أنشأت القوات الجوية منظومة خاصة بأسر الشهداء لتحقيق التواصل معهم بشكل مستمر، وتقديم العون لهم فى جميع المجالات المختلفة داخل القوات المسلحة أو بالقطاع المدنى.
كما تقوم القوات الجوية بتقديم الرعاية الطبية لأسر الشهداء ومتابعة حالتهم الصحية بشكل كامل بمستشفى القوات الجوية وتولى القوات الجوية الإهتمام بشكل خاص بأسر وأبناء الشهداء بإستخراج كارنيهات العضوية لـ (دار القوات الجوية ــ نوادى القوات المسلحة) كما تقوم بترشيح أسر الشهداء لأداء فريضة الحج ومناسك العمرة ضمن بعثة إدارة الشئون المعنوية.
< ما رسالتك لرجال القوات الجوية وشعب مصر بمناسبة عيد القوات الجوية؟
ــ أُهَنئ رجال القوات الجوية من ضباط وصف وجنود بمختلف تخصصاتهم بعيد القوات الجوية، وأشيد بحفاظكم على مستوى الأداء المتميز وعطائكم وجهدكم الذى تبذلونه لرفع كفاءتكم القتالية وصقل مهاراتكم بالتدريب المستمر، وتضربون كل يوم مثالا للتضحية والبطولات وتحليكم بأعظم صور الشجاعة والبسالة النادرة، راجيا لكم دوام التوفيق فى مهامكم ومسئولياتكم التى تحملون أمانتها وتضطلعون بها فى حماية الوطن والدفاع عن أمنه وسلامة وقدسية أراضيه، وأدعوكم للاستمرار فى بذل الجهد والعطاء من أجل رفعة قواتنا المسلحة.
وعلى الشعب المصرى أن يفتخر بقواته المسلحة وقواته الجوية اللتين تقفان دائما مع إرادة الشعب العظيم ضمانا لاستقراره ورخائه وصونا لمقدرات شعبنا العظيم وتاريخه وحضارته المجيدة لتظل مصرنا الغالية حُرَة أبية.
القوات الجوية كانت فى طليعة الملحمة البطولية لنصر أكتوبر
