
نبيل فهمي: أمريكا تمر بمرحلة تحديد هوية خلال الانتخابات الرئاسية
اعتبر وزير الخارجية الأسبق نبيل فهمي، أن الولايات المتحدة الأمريكية تمر بمرحلة تحديد هوية خلال الانتخابات الرئاسية، مشيرا إلي أن مصير العلاقات العربية الأمريكية بأيدي العرب وليس الأمريكيين.
وقال فهمي في لقاء مع شبكة “سكاي نيوز عربية” الإخبارية إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب انتخب وفاز على مرشحين جمهوريين وهو يمثل هوية جديدة للرؤساء الأمريكيين بينما المرشح جون بايدن هو الوجه التقليدي للسياسة الأمريكية وله باع طويل في العمل فيها. وتابع: “يمكن فعليا تسمية هذه الانتخابات بانتخابات الهوية الأمريكية”.
وأكد فهمي أن مصير العلاقات العربية الأمريكية بأيدي العرب وليس بأيدي الأمريكان، لأن العالم العربي ارتبط دائما بصراع القوى الكبرى وهذا لم يعد قائماً على النمط القديم، مؤكدا أن أمريكا لا يمكن أن تنسحب من أي منطقة في العالم بما فيها الشرق الأوسط وستظل متواجدة مع أولويات مختلفة.
وأوضح وزير الخارجية الأسبق أن الانتخابات الأمريكية ليست منافسة بين ترامب وبايدن بقدر ما هى إستفتاء على ترامب نفسه، مشيرا إلي أن هناك غضبة لدى الطبقة الوسطى في أمريكا من النظام السياسى الأمريكي الذى يميز فئة القوة سواء قوة سياسية أو مالية وهذه الغضبة التي أدت لانتخاب باراك أوباما وهو أمريكي من أصل أفريقي ثم اختيار شخصية بعده من خارج المنظومة السياسية تماما.
وتابع: “لا ننسي أن ترامب ليس جمهوري تقليدي فهو كان ديمقراطي ثم أصبح جمهوري، ترامب يعكس الغضبة الأمريكية من النظام”.
وأوضح أن “أمريكا الجديدة تميل للانعزالية ورفع شعار أمريكا أولا، وهو مصطلح لايمكن تطبيقه علي أمريكا فتجارتها تمتد في جميع أنحاء العالم وتصنع منتجاتها في افريقيا وأسيا وأمريكا اللاتينية، فهي دولة عالمية لا تنحصر في حدودها”.
ورأي فهمي أن الانقسام الأمريكي سابق على ترامب، وأن الأخير لم يكن السبب الحقيقي في الانقسام ولكن أسلوب وممارسات ترامب وحديتها صعدت وسرعت معدلات المواجهة في هذا الأمر، لافتا أيضا إلي مسألة ليست سياسية وهي رد فعل ترامب على انتشار فيروس كورونا حيث أثار حفيظة البعض.
وأكد وزير الخارجية الأسبق أن أمريكا ستظل دولة كبري وأكثر الدول المؤثرة على مستوى العالم، ولكنها على المحك الآن، هل تكون ولايات متحدة أم ولايات منقسمة خلال المرحلة القادمة.
كما ذكر فهمي أن الاحتياج الأمريكي للمنطقة العربية اختلف عن الفترات السابقة حيث لا يوجد صراع دول عظمي ولا احتياج أمريكي للطاقة بالنمط القديم، ولكن هناك حاجة أقل أهمية، مضيفا أن أمريكا لن تنسحب من الشرق الأوسط وأن من يذكر هذا لا يعلم طبيعة المصالح الامريكية، ولكنها لن تستثمر ولن تمارس ممارسة سياسية وأمنية بنفس القدر من الاهتمام.
ودعا فهمي العرب إلي إدارة العلاقات بكفاءة مع أمريكا، معتبرا أن الاعتماد المبالغ على أمريكا حتما سيضر، ليس لأن أمريكا مع بايدن أو ترامب ستستعدي طرف أو أخر ولكن لأن مصالحها لم تعد تنصب بنفس القدر علي الشرق الأوسط .
وفيما يتعلق بالملف الإيراني بعد الانتخابات الأمريكية، رأي وزير الخارجية الأسبق أنه في حال استمرار ترامب في السلطة سيستمر في الضغط على إيران دون الدخول في مواجهه عسكرية وهذا ما شهدناه العام الماضي، أما بالنسبه لبايدن فإنه قد لا يمارس الضغط تجاه إيران ولكنه لن يجد مصالحة معها بسهولة.
وحول ملف السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، قال فهمي إنه في حال فوز ترامب سيستمر في منهجه توسيع المسار الإقليمي وتطبيق بعض جوانب خطته من جانب واحد إذا لزم الأمر، أما إذا انتخب بايدن لن يتحمس لذلك سريعا وإنما لن يقف ضد التطبيع أو النظرة الإقليمية للحل علي الإطلاق.
وتابع: “يخطئ من يتصور أنه سيستثمر ذخيرته السياسية حماية للقضية الفلسطينية، فعلى العرب والفلسطينيين تحديداً أن يطرحوا مبادرات لتحريك عملية السلام بغض النظر عن من الذي سيفوز، ولكن الأمر سيكون أسهل بعض الشئ بالنسبة للفكر الفلسطيني”.
وعن الملف الليبي، قال فهمي إن الملف الليبي لايحظى بأولوية في السياسة الأمريكية ولن يحظي بأولوية أيا كان الرئيس القادم ترامب أو بايدن الاهتمام الأمريكي ينصب فقط علي مواجهة التوسع النفوذ الروسي في ليبيا تحديدا، مشيرا إلي أن التوجه الأمريكي في ليبيا يخص التحرك الروسي أكثر مما يخص الساحة الليبية نفسها.
وقال فهمي في لقاء مع شبكة “سكاي نيوز عربية” الإخبارية إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب انتخب وفاز على مرشحين جمهوريين وهو يمثل هوية جديدة للرؤساء الأمريكيين بينما المرشح جون بايدن هو الوجه التقليدي للسياسة الأمريكية وله باع طويل في العمل فيها. وتابع: “يمكن فعليا تسمية هذه الانتخابات بانتخابات الهوية الأمريكية”.
