
وكيل الأزهر: المُدعون من المسيئين للرسول ينسون فضل الإسلام على حضارتهم
نواجه إساءات غير مقبولة للرسول في عصر التغني بالحريات وحقوق الإنسان والتعايش
قال وكيل الأزهر الشريف الدكتور محمد الضويني، إن الإساءات إلى جناب الرسول الشريف صلى الله عليه وسلم لم تنقطع؛ فما زال عصرنا الذي يتغنى بالحريات وحقوق الإنسان والتعايش والتسامح يطالعنا حينا بعد حين بإساءة غير مقبولة، وحسبنا أن الله بالغ أمره، وأن الله ناصر دينه ولو كره الكافرون.
وأضاف خلال ندوة “الدين والوطن في قلب الأزهر” التي عقدها قطاع المعاهد الأزهرية بمناسبة المولد النبوي الشريف أمس الأربعاء: “إنا لنعجب العجب كله حينما يتناسى هؤلاء المدعون مبادئهم التي يرددونها وينادون بها في محافلهم ومؤتمراتهم، بل ويتناسون قبلها فضل الإسلام ورسول الإسلام على الدنيا كلها بشكل عام، وعلى حضارتهم وما وصلوا إليه بشكل خاص”.
وواصل: “أدعو هؤلاء أن يطالعوا كتابات بني جلدتهم من المنصفين عن فضل الإسلام على حضارة أوروبا؛ فهذا أحدهم يصف ما وصلت إليه إسبانيا من الحضارة والتمدن في عهد المسلمين بقوله «حل العرب بإسبانيا خالين من الأحقاد الدينية غير مصحوبين بمحاكم التفتيش، بل أتوا بشيئين من أنفس الأشياء، وعليهما يدور محور مجد الأمم لأوجه شتى، وهما: التسامح في المعتقدات الدينية، والاعتناء بنشر جميع العلوم وإنشاء المدارس”.
وتقدم الضويني، بخالص التهنئة إلى الرئيس عبدالفتاح السيسي، وإلي فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، بمناسبة ذكرى مولد النبي الكريم.
وأكد: “لقد أشرقت الدنيا وأنار الكون وتحررت الإنسانية بميلاد سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وسمت بمقدمه البشرية وسادت ببعثته الأمة، فكانت خير أمة أخرجت للناس”.
وأشار: “عاش رسولنا صلى الله عليه وسلم يقدم لنا خير أسوة وأفضل قدوة في كل مجالات الحياة، بالرغم مما لاقاه من استهزاء واعتداء في صور متعددة، فمن منكري نبوته من اعترض طريقه، ومنهم من ألقى على ظهره الشريف سلا جزور، ومنهم من سبه، إلى آخر صور الإيذاء، ولكنه صلى الله عليه وسلم لاقى هذا كله بتسامح وسعة صدر وحلم وصبر جميل قل أن يوجد مثله!”.
واستعرض الضويني تاريخ الأزهر بقوله: “طوال تاريخه الحافل حال الأزهر الشريف دون انهيار العالم العربي والإسلامي أمام جحافل الطغاة والمعتدين بدءا بالصليبيين ومرورا بالتتار وغيرهم وانتهاء بتخريب المحتلين، وقد بذل شيوخه وأبناؤه جهودا عظيمة في سبيل الحفاظ على الهوية العربية والإسلامية واللغة العربية، ولا تزال جهودهم تؤتي ثمارها في سبيل إعلاء قيم الوسطية والاعتدال التي بعث بها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وتفنيد شبه الجماعات المتطرفة والرد على أباطليهم، وبيان الوجه الحقيقي للإسلام، وذلك انطلاقا من أدواره الدينية والوطنية والاجتماعية والإنسانية، وإن أزهرنا عامر بهذه النماذج الثرية التي هضمت واستوعبت وعلمت أن الشرع أمر بإصلاح الإنسان والبنيان والأكوان، في دوائر متداخلة لا تتقاطع، ولا تتعارض؛ فالحفاظ على الأوطان من الحفاظ على الأديان”.
ومضى: “لقد ذكرت لنا كتب التاريخ ولا نزال نرى بأعيننا: كيف أن دور الأزهر الشريف لا يقتصر على الجانب الديني؛ إذ يضطلع الأزهر بدور بالغ الأهمية في الجانبين الاجتماعي والوطني، فقد كان الأزهر الشريف في مقدمة صفوف المدافعين عن وطننا العربي والإسلامي، وقاد شيوخه وأبناؤه الحركات القومية في مصر قديما وحديثا، وسيظل الأزهر بإذن الله تعالى قائما على رسالته مضطلعا بأدائها خادما للعالمين العربي والإسلامي”.
وأضاف خلال ندوة “الدين والوطن في قلب الأزهر” التي عقدها قطاع المعاهد الأزهرية بمناسبة المولد النبوي الشريف أمس الأربعاء: “إنا لنعجب العجب كله حينما يتناسى هؤلاء المدعون مبادئهم التي يرددونها وينادون بها في محافلهم ومؤتمراتهم، بل ويتناسون قبلها فضل الإسلام ورسول الإسلام على الدنيا كلها بشكل عام، وعلى حضارتهم وما وصلوا إليه بشكل خاص”.