
وزير الأوقاف: الشدائد والمحن العامة تنمي الحس الإنساني وتتطلب التكاتف
وأضاف جمعة، خلال كلمته بمؤتمر منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة، تحت عنوان “قيم عالم ما بعد كورونا– التضامن وروح ركاب السفينة”، والذي عقد أمس عبر الفيديو كونفرانس بدولة الإمارات، أنه لا بد من أن نعمل معًا في كل ما يحقق الأمن والأمان ويقوي دعائم البناء وعمارة الكون، وأن نواجه وبحسم دعاة وجماعات الإرهاب والهدم.
وتابع أن الشدائد تتطلب التكاتف والتعاون لمواجهتها والتغلب على تحدياتها، كما أن الشدائدَ والمحنَ العامةَ تنمي الحسَّ الإنسانيَّ وتستدعي التراحمَ بين بني البشر، لافتًا إلى أنه يجب أن ندرك أن جميع الأديان السماوية معنية بتحقيق التراحم بين الناس جميعًا، مؤكدًا أن ديننا الحنيف مبني على التكافل والتراحم، واحترام آدمية الإنسان، وإعلاء قدره، مشيرا إلى أن التضامن والتكافل والتراحم الإنساني هو واجب الوقت.
وأوضح جمعة أن ديننا الحنيف علمنا أن اليد العليا خير من اليد السفلى، وندرك أن الشراكة تقتضي المشاركة، وأننا لا يمكن أن نكون شركاء حقيقيين في عالم اليوم ما لم نكن فاعلين ومؤثرين فيه، وما لم يكن لنا ما نشارك به من المال، أو العلم، أو الثقافة، أو التقدم التكنولوجي.
وأشار إلى أنه في عالم لا يحترم إلا الأقوياء، ولا يؤمن إلا بالفاعلين الحقيقيين فيه، مؤكدًا أن العالم لا يمكن أن يحترم ديننا ولا دنيانا ولا حياتنا ولا إنسانيتنا، ما لم نتفوق في أمور دنيانا ونكون شركاء حقيقيين في العلم والمعرفة والاقتصاد والتأثير في دنيا الناس، وساعتها يكون حديثنا عن التضامن والتكافل حديث الشركاء، وليس حديث الضعفاء.
وأضاف أن المؤمنين الحقيقيين هم أكثر الناس قربًا من المعاني الأخلاقية والإنسانية، وتعاطيًا معها، وتعاملًا بها، فقد علمنا ديننا أن الناس جميعًا ما بين أخ لك في الدين أو أخ لك في الإنسانية، وأن الإنسان مكرم على أساس آدميته وإنسانيته، بغض النظر عن دينه ولونه وجنسه.
ولفت إلى أن نظرية ركاب السفينة التي علمنا إياها ديننا الحنيف، والتي اتخذها هذا المؤتمر شعارًا له تقتضي أن يفهم الجميع حجم المخاطر والتحديات المعاصرة، وأن يدركوا أن عالم اليوم ليس كعالم الأمس، فقد صار عالم اليوم أشبه ما يكون بقرية كبيرة.
وتابع أنه لا يمكن لأحد أن يكون في أمن كامل في هذا الكون وحده بمعزل عن أمن وسلام الآخرين، إذ لم تستطع أي دولة من الدول مهما كان تفوقها العلمي أن تغلق مجالها الجوي أو البري أو البحري دون فيروس كورونا.
