
المفتي: لابد من التكاتف الحكومي والشعبي العالمي للخروج من أزمة كورونا
قال الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، إن من الأمور المهمة اللازمة للصناعة الإفتائية إدراك الواقع بعوالمه المختلفة؛ عالم الأشخاص، وعالم الأشياء، وعالم الأحداث، وعالم الأفكار والنظم، وعلى القائمين بشأن الإفتاء أن يدركوا مدى أهمية معرفة التغيير الشديد والسريع الذي يحدث ويؤثر على واقع الناس وحياتهم، وما يقع للناس من حوادث ونوازل متجددة.
وأضاف أن ما حل بالعالم الآن من الوباء المعروف بفيروس كورونا “كوفيد 19” هو مصاب جلل يهدد واقع البشرية وأمنها وسلامتها واستقرارها ومستقبلها، ولا بد للخروج من هذه الأزمة أن نتكاتف جميعا حكومات وشعوبا ومؤسسات على مستوى العالم حتى نتجاوز هذه الأزمة بسلام.
جاء ذلك في كلمته التي ألقاها اليوم، في أعمال الدورة الـ16 للمنتدى الإسلامي العالمي عبر تقنية الاتصال المرئي، والتي تقام تحت عنوان” “ثقافة اللقاء: الأخلاق الدينية في فترة الجائحة”، الذي ينظمه مجلس شورى المفتين لروسيا، بروسيا الاتحادية، وذلك بمشاركة عدد كبير من كبار العلماء ورجال الدين والشخصيات الثقافية من عدد كبير من دول العالم.
أما عن دور المؤسسات الإفتائية فأوضح المفتي أنه يقع عليها عبء كبير جدا في ترسيخ ونشر القيم الإسلامية العريقة في التراحم والتكافل الاجتماعي، فلا ينبغي أن يقنع القائمون على شأن الإفتاء ببيان الحكم الشرعي بوجوب الأخذ بالإجراءات الصحية الاحترازية التي تحد من انتشار العدوى، أو أن توضح الحكم الشرعي في تعليق الجمع والجماعات عند اشتداد انتشار الوباء، بل يجب أيضا أن نهتم جميعا بالجانب القيمي والاجتماعي على المستوى الإنساني وليس على المستوى الإسلامي فقط، لأن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم أرسل رحمة للعالمين، بل ما أرسل إلا رحمة للعالمين، فنشر قيم التراحم والتكافل ومد يد العون والمساعدة ودعم الأبحاث العلمية والتجارب الطبية التي تسهم في محاصرة هذا الوباء والقضاء عليه، هو وظيفة أساسية من وظائف العلماء والمفتين.
وأوضح أن هذه الأحاديث الشريفة التي قالها نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم في صفة الرحمة، ترشدنا إلى ضرورة أن تكون الرحمة صفة عامة بين جميع الخلائق، لا بين جنس وجنس، ولا بين أبناء دين واحد، ولا بين أبناء عرق واحد أو بلد واحد، وبشمول الرحمة يكون التعاون صادقا ومثمرا وعائدا بالنفع والخير على الإنسانية جمعاء.
وأضاف أن ما حل بالعالم الآن من الوباء المعروف بفيروس كورونا “كوفيد 19” هو مصاب جلل يهدد واقع البشرية وأمنها وسلامتها واستقرارها ومستقبلها، ولا بد للخروج من هذه الأزمة أن نتكاتف جميعا حكومات وشعوبا ومؤسسات على مستوى العالم حتى نتجاوز هذه الأزمة بسلام.
