أخبار مصر

ضياء رشوان عن «الصحافة العربية»: الجائزة اتبعت أرقى المعايير في اختيار وتكريم الكوادر الصحافية

أعلنت الأمانة العامة لجائزة الصحافة العربية، مُمثلة فى نادى دبى للصحافة، عن أسماء الفائزين بالجائزة فى دورتها الـ19.

جاء ذلك خلال فعاليات الدورة الـ19 لمنتدى الإعلام العربى التى عقدت افتراضيًا، اليوم الأربعاء، تحت رعاية وبحضور الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبى.

وتنافس على الجائزة الصحفيون من مختلف أنحاء الوطن العربى وخارجه إلى جانب المؤسسات الصحفية المرشحة ضمن فئة “الصحافة الذكية”.

وبهذه المناسبة، وجّه ضياء رشوان، رئيس مجلس إدارة الجائزة التهنئة لكل الفائزين هذا العام ضمن جميع فئات الجائزة، معرباً عن خالص الشكر للصحافيين العرب والمؤسسات الصحافية التي حرصت على المشاركة، مؤكداً حرص مجلس إدارة الجائزة على تكريم أصحاب الفكر المتميز والإنتاج الصحافي رفيع المستوى، وصولاً إلى تتويجهم في جائزة صاحبة الجلالة.

وقال رشوان، نحرص على الاستمرار في ترسيخ مكانة الجائزة عربياً والمحافظة على ما حققته من نجاحات عبر دوراتها المتعاقبة. مشيراً إلى أن الجائزة اتبعت أرقى المعايير في اختيار وتكريم الكوادر الصحافية العربية في الوطن العربي، الذين وصلوا اليوم بكل جدارة لمنصة التتويج بإحدى أهم الجوائز الصحافية على مستوى المنطقة سواء من ناحية الانتشار وحجم المشاركة أو القيمة المالية للجوائز”، لافتاً إلى أن أعضاء مجلس إدارة الجائزة قرّر بالأجماع حجب جائزتي “الصحافة الإنسانية” و “الرسم الكاريكاتيري” لهذه الدورة، نظراً لعدم استيفاء الأعمال المتقدمة لمعايير وشروط الترشح.

كما هنّأت، منى المرّي، الأمين العام لجائزة الصحافة العربية، كل الفائزين هذا العام ضمن جميع الفئات، مؤكدة استمرار الجائزة برؤية ومتابعة راعي الإعلام والإعلامين الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، صاحب فكرة تأسيس الجائزة، في تحفيز الإبداع والتميز في عالم الصحافة العربية، وحثّ القائمين عليها نحو مزيد من التطوير والاهتمام بالمحتوى الذي يواكب اهتمامات المجتمعات العربية ويناقش أبرز القضايا المتعلقة بواقعهم ومستقبلهم، انطلاقاً من ثقة سموه في قدرة الصحافة العربية على المساهمة في رفعة المنطقة ودفع مسيرة التقدم فيها قدماً نحو مستقبل تحقق فيه شعوبها ما تتطلع إليه من نجاح واستقرار وسعادة.

وأعربت سعادتها عن تقديرها لكل من شارك في الجائزة وسعى لنيل التكريم عبر منصتها، مؤكدة أن الجائزة بما نالته من ثقة وتقدير تؤكد اليوم مكانتها كأحد أبرز العناصر المحفزة على الإبداع في مضمار الصحافة العربية، لافتةً إلى أن المكانة الفريدة التي وصلت إليها الجائزة وعبر سنوات من العمل الجاد إلى المتابعة والتشجيع المستمر من صاحب السمو راعي الجائزة، ومن ثم جهود مجلس إدارة الجائزة الذي ضم في دوراته المتعاقبة رموزاً وقاماتٍ صحافيةً إماراتيةً وعربية أثرت الجائزة ومنحتها مصداقية تنعكس ضمن كل دورة في آلاف المشاركات المتقدمة للمنافسة على فئاتها المختلفة، مثمنة إسهامات مجلس الإدارة الحالي ومجالس الإدارة التي تعاقبت أدوارها في توجيه دفة الجائزة نحو نجاح نراه في ازدياد عاماً تلو الآخر.

بدورها باركت ميثاء بوحميد، مديرة جائزة الصحافة العربية، الصحافيين العرب والمؤسسات الصحافية الفائزة في الدورة التاسعة عشرة للجائزة، مشيرة إلى أن الفائزين المتوجين بالفوز اليوم استحقوا هذا التكريم عن جدارة بعد أن وجدت أعمالهم طريقها إلى منصة التكريم من بين ما يقارب 6000 عمل، غطت مختلف فنون العمل الصحافي ومجالاته.

في السياق نفسه استضاف المنتدى مايكل فريدنبرغ، رئيس “رويترز” العالمية الذي تحدث حول جوانب عدة متعلقة بالموضوع الرئيس للمنتدى هذا العام وهو المستقبل الرقمي للإعلام، مستعرضاً العديد من الجوانب المهمة ذات الصلة بأبعاد الواقع الإعلامي الراهن وأبرز المؤثرات التي باتت تتحكم بشكل كبير في مساره، وما تستوجبه على قطاع الإعلام من تحرك سريع في سبيل البقاء في وجه ما جلبته تلك المؤثرات من تحديات موازيه كان لمؤسسات الإعلام نصيبٌ منها.

وأعرب فريدنبرغ عن شكره لنادي دبي للصحافة لتوجيه الدعوة له للمشاركة هذا التجمع المهم، وقال إن العالم قد تغير كثيراً منذ آخر انعقاد لمنتدى الإعلام العربي، ومن أهم التطورات التي طرأت خلال تلك الفترة ظهور “فيروس كوفيد-19” الذي لا يزال العالم في سباق محموم للتغلب عليه، وهي مرحلة تكون الأخبار الموثوقة فيها أكثر أهمية من أي وقت مضى، إذ يكون لزاماً على المؤسسات الإخبارية إمداد متابعيها بأخبار دقيقة وموثوقة من أجل مساعدتهم على تكوين قناعات شخصية واضحة وقرارات مبنية على أساس من الحقائق.

وأشار مايكل فريدنبرغ إلى أن مؤسسات الأخبار لا تلبث أن تشعر بالضغوطات التي خلّفها كوفيد-19 أسوة بباقي القطاعات حول العالم. وقال: “يتوجب علينا أن نأخذ في الاعتبار العديد من العوامل والمتغيرات العالمية للاستجابة لها بما في ذلك العوامل الجيوسياسية، مثل تنامي مشاعر القومية الاقتصادية، وازدهار التجارة الإلكترونية، وعولمة المعلومات، وكذلك التغيرات الاجتماعية، ومنها تسارع الحراك الاجتماعي بين الطبقات، والتركيز على الاستدامة، والتأثير المتنامي لحركة المساواة العالمية، ناهيك عن التطور التكنولوجي السريع في المجال الإعلامي”.

وأوضح رئيس “رويترز” أن التفاعل بين كافة تلك العوامل مع تداعيات جائحة كوفيد-19 أسهم في إحداث تأثيرات عميقة على صناعة الإعلام، وعلى أكثر من صعيد، حيث أصبحت النماذج الاقتصادية للمؤسسات الإعلامية تقف في مواجهة مباشرة مع تحديات جلبتها تلك المتغيرات لاسيما مع تحول الإعلان إلى المنصات الرقمية، التي باتت من المصادر الأساسية للمعلومات في هذه الآونة، إضافة إلى التقنيات الجديدة ومن أهمها الذكاء الاصطناعي وتعلُّم الآلات، وجمع البيانات، وغيرها، فيما بات من المُلاحظ اتجاه العديد من الشركات الإعلامية إلى دمج أعمالها من أجل توسيع نطاق انتشارها وزيادة مستوى الكفاءة وتقليل النفقات.

ودفع فريدنبرغ بأنه على الرغم من الفوائد التي تحملها المنظومة الرقمية إلا أنها تشكل كذلك تحدياً جديداً لكونها تزيل الحواجز المهنية الفاصلة بين تخصصات مؤسسات النشر ومؤسسات البث التلفزيوني، والإعلام الاحترافي والإعلام القائم على الفرد، وحتى المستخدمين المطورين للمحتوى (UGC Creators)،

أزمة الثقة

وأكد رئيس وكالة “رويترز” للأخبار أن أزمة الثقة تشكل العامل المشترك الذي يجمع كافة مؤسسات الإعلام في هذا الوقت الاستثنائي، حيث أصبحت المعلومات المغلوطة أكثر انتشاراً من أي وقت مضى، لاسيما في هذه المرحلة التي يعاني منها العالم من تبعات جائحة كوفيد-19، منوهاً أن على المؤسسات الإعلامية مواكبة تلك المتغيرات والتعاطي بإيجابية مع ما يصحبها من تحديات، وإلا ستتخلّف عن ركب التقدم مُكبّلةً بممارسات الماضي.

وقدّم المتحدث وصفةً لتحقيق ذلك الهدف الاستراتيجي، تتكون من عدة محاور: أولها البدء في بناء الثقة، مُذكّراً أنه كي تتمكن المؤسسة الإعلامية من نيل الثقة عليها أولا أن تكون جديرة بها، وهو ما يعني الالتزام بقواعد العمل الصحافي من النزاهة والموضوعية والاستقلالية وجودة المحتوى، والتي تزداد أهميتها في مثل هذه الأوقات الاستثنائية التي يمر بها العالم الآن.

وقال: “على مدار تاريخ الإعلام، كانت دائرة صناعة المحتوى تمر بمرحلتين أساسيتين الأولى تطويره ومن ثمَّ توزيعه؛ إلا أنه مع انتشار المنصات الرقمية، نجد أن هناك حاجة لإضافة مرتكز ثالث إلى هذه الحلقة، وهو “التحقق” من المحتوى ومدى صدقيته، ما يستوجب استحداث نموذج جديد لسلسلة توريد المحتوى تبدأ بتطويره ومن ثم التحقق منه ومن بعدها يأتي التوزيع، وهو ما نعتبره جزءاً مهماً من الحل في مواجهة الأخبار “المُفبركة”.

إنتاج ومشاركة المحتوى

ولفت مايكل فريدنبرغ إلى أنه يجب على مؤسسات الإعلام العمل بلا هوادة لاستحداث أساليب جديدة لإنتاج ومشاركة المحتوى، ما يستوجب الاستثمار في تقنيات بالغة التطور، وتحسين المنتج الإعلامي بناء على تجارب المتلقين ومستهلكي المحتوى الإعلامي وآرائهم في المحتوى المقدم لهم، إضافة إلى التحكُّم في قنوات التوزيع بقدر المستطاع.

وأضاف: “هناك الكثير من الناشرين يعتقدون أن منصات التواصل الاجتماعي سيكون لها أثر كبير في انقاذ الصناعة مقابل التخلي عن جانب كبير من السيطرة على المحتوى، ولكن على المؤسسات الإعلامية التحكم في سمات منتجها الإعلامي الأساسية، وخاصة أسلوب توزيعه، وألا تتنازل عن هذا الحق للآخرين، لأن ذلك يساعد مؤسسات الإعلام على النمو، مع الاستفادة من الاشتراكات المدفوعة مقابل ما تقدمه من محتوى رقمي”.

مفتاح النجاح

وأشار رئيس رويترز إلى ضرورة تطوير مؤسسات الإعلام لأعمالها وإيجاد سبل جديدة لتنويع أنشطتها ومواردها، ما يعني الاستفادة من الفرص المتاحة والتي تهيئها التقنيات الجديدة مثل الذكاء الاصطناعي، لاكتشاف وتفعيل موارد عائدات مالية جديدة، وتفعيل النشاط الصحافي القائم على البيانات؛ إذ يمكن في عصر الشبكة المعرفية (Cognitive Web) اعتبار تريليونات الأجهزة كعملاء محتملين، منوهاً أن مفتاح النجاح لأي مؤسسة إعلامية في العصر الحالي يكمن في عدم الاستسلام للوضع القائم، ومضاعفة العمل من أجل توسيع نطاق الانتشار، ومن يتخلف عن ذلك النهج ربما سيشعر بتبعات مؤلمة في السنوات المقبلة.

وقال: ” يجب أن يُراعي في هذا التحول دور المؤسسات الإعلامية في المجتمع؛ فالعمل الصحافي يجمع ما بين كونه نشاط اقتصادي، وخدمة عامة، فقوة الحقائق الداعمة للحوار المجتمعي يمكنها دحض ظاهرة المعلومات المضللة وتفنيد الأخبار الكاذبة، وهذه المهمة في واقع الأمر تندرج في صلب رسالة الإعلام؛ فالمؤسسات الإعلامية تحمل على عاتقها مسؤولية كبيرة نحو تثقيف مستهلكي الأخبار حول المعلومات المضللة والأخبار الكاذبة. ومن أجل معالجة هذه المسألة بشكل كامل، يجب العمل على محوريين أساسيين: الأول تقديم أخبار دقيقة ومحايدة وغير منحازة، والثاني: تثقيف المتلقي حول كيفية فرز الأخبار الموثوقة من تلك المفبركة، بينما تبقى حماية الصحافة المستقلة، ومحو الأمية الإعلامية جزءاً لا يتجزّأ من مسؤولية المؤسسات الإعلامية تجاه المجتمع.”

وشدد رئيس رويترز على أهمية الاستثمار في الكوادر الإعلامية الذين يشكلون العنصر الأهم في منظومة العمل الإعلامي، بما يستوجبه ذلك من تنميه مهاراتهم وحمايتهم، خاصة في الوقت الذي تتصاعد فيه التحديات التي تُعدُّ تهديداً مباشراً لسلامتهم، علاوة على التأكد من تنوّع فريق العمل بما يعكس تنوّع العالم الذي تغطي المؤسسة الإعلامية أخباره وتتابع تطوراته، علاوة على إعداد البيئة اللازمة لاحتواء هذا التنوع وتغذية التفاعل الإيجابي بين مكوناته، وتشجيع العاملين على العطاء في ضوء ما توفره المؤسسة من بيئة داعمة تراعي احتياجاتهم.

شراكات وتحالفات

ولفت مايكل فريدنبرغ إلى التأثيرات الإيجابية الكبيرة للشراكات في هذا النموذج الجديد للإعلام، وهو الأمر الذي لا ينفي استمرار المنافسة الصحية بين مؤسسات الإعلام، التي ستكون في نهاية المطاف في حاجة إلى بناء تحالفات جديدة تعود بالنفع على أطرافها وعلى عملائها في آن، حيث يمكن لهذه التحالفات أن تتخذ أكثر من قالب، فالجميع شريك في مواجهة ذات التحديات، والتعاون هو السبيل الوحيد للتفوق في مواجهتها.

واختتم رئيس رويترز العالمية حديثه بالتأكيد على ضرورة تقبُّل التغيير ومواكبته ومواصلة العمل من خلال تقديم قيمة مضافة حقيقية وأخبار ذات درجة عالية من الصدقية؛ إذ أصبح العالم الرقمي بحاجة الآن وأكثر من أي وقت مضى إلى معلومات موثوقة يمكن الاعتماد عليها، وبالعمل معاً ومشاركة الرؤى والأفكار حول تلك التوجهات، يمكن التغلب على تبعات جائحة كوفيد-19 والخروج منها أقوى مما مضى.

وقد شهدت فعاليات منتدى الإعلام العربي تغطية مباشرة لجميع جلساته ولحفل جائزة الصحافة العربية الذي تخللها، وذلك عبر مختلف المنصات الرقمية وشبكات التواصل الاجتماعي التابعة لنادي دبي للصحافة وعلى الموقع الإلكتروني للنادي ولمنتدى الإعلام العربي، حيث تجاوز عدد المتابعين أكثر من 10 آلاف متابع على تويتر لايف، وفيسبوك لايف، وانستجرام لايف، بالإضافة إلى المنصة الرسمية الخاصة للدورة الافتراضية للمنتدى هذا العام، ليرسّخ بذلك المنتدى مكانته كأكبر حدث سنوي من نوعه، حيث شكلت التغطية الواسعة للمنتدى على مختلف المنصات الرقمية وشبكات التواصل الاجتماعي تجربة تفاعلية فريدة في مجالات الابتكار الإعلامي، وصورة واقعية لما يمكن أن يصبح عليه الإعلام العربي في المستقبل.

يُذكر أن وكالة رويترز للأخبار تُعد من أعرق وكالات الأخبار والأبناء في العالم إذ يعود تاريخ تأسيسها إلى العام 1851، وهي تبث أخبارها حالياً بـ 16 لغة لمليارات البشر حول العالم، فيما يقدر إنتاجها السنوي من الأخبار بحوالي مليوني قصة خبرية، و129 ألف فيديو، وتوفر خدماتها إلى 780 مؤسسة بث تلفزيوني وإذاعي في 100 دولة، و2000 شركة إعلامية في 128 دولة، و1000 دار نشر صحفي، من بينهم ثمانية من ضمن أهم عشر صحف في العالم.

جاء ذلك خلال فعاليات الدورة الـ19 لمنتدى الإعلام العربى التى عقدت افتراضيًا، اليوم الأربعاء، تحت رعاية وبحضور الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *