ندوة الأوقاف: الإسلام دين بناء وتنظيم ويدعو إلى الآداب والقيم
جاء ذلك في “ندوة للرأي التي نظمتها” ” وزارة الأوقاف ” تحت عنوان : “الالتزام بقواعد المرور من أهم حقوق وآداب الطريق ” بمبنى الإذاعة والتليفزيون، برعاية وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة ، وفي إطار الدور التوعوي الذي تقوم به الوزارة ، والمشاركات التثقيفية والتنويرية لقضايا الدين والمجتمع التي تسهم في بناء الإنسان ، وفي ضوء التعاون والتنسيق المستمر بين وزارة الأوقاف والهيئة الوطنية للإعلام في ملف تجديد الخطاب الديني ، ومن خلال الندوات المشتركة بين الوزارة وقطاع القنوات المتخصصة بالتليفزيون المصري ، والتي تحدث فيها الدكتور جمال فاروق الدقاق العميد السابق لكلية الدعوة الإسلامية ،والدكتور ياسر مغاوري عبد الحميد إمام وخطيب مسجد الإمام الحسين.
وفي بداية كلمته أكد الدكتور جمال فاروق الدقاق ، أن الطريق في الأصل للمرور وليس للجلوس فعنْ أَبِي سَعيدٍ الْخُدْرِيِّ (رضي الله عنه) ، عن النَّبِيِّ (صلى الله عليه وسلم) قَالَ: ” إِيَّاكُم وَالْجُلُوسَ في الطُّرُقاتِ، فقَالُوا: يَا رسَولَ اللَّه، مَا لَنَا مِنْ مَجالِسنَا بُدٌّ، نَتحدَّثُ فِيهَا، فَقَالَ رسولُ اللَّه (صلى الله عليه وسلم): “فَإِذَا أَبَيْتُمْ إِلَّا الْمَجْلِس فَأَعْطُوا الطَّريقَ حَقَّهُ، قالوا: ومَا حَقُّ الطَّرِيقِ يَا رسولَ اللَّه؟ قَالَ: غَضُّ الْبَصَر، وكَفُّ الأَذَى، ورَدُّ السَّلامِ، وَالأَمْرُ بالْمَعْروفِ، والنَّهْيُ عنِ الْمُنْكَرِ” ، لذا فعلى كل منا أن يستخدم الطرق لما جعلت له وإن ألجأته الظروف أن يجلس في الطريق فعليه أن يؤدي حقه كما أمر ديننا الحنيف وإذا لم يلتزم المارة بالآداب العامة للطريق فإن للسلطات أن تطبق ما تراه مناسبًا لإلزام الناس باتباع هذه الآداب فإن الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن , فديننا يدعو إلى الأخلاق ، وتصرف الناس في الطريق إنما هو ترجمة لما تمكن منهم من أخلاق.
وبدوره، أكد الدكتور ياسر مغاوري عبد الحميد أن الإسلام دين بناء وليس دين هدم , وهو دين منظم يدعو إلى الآداب والقيم ، وقد وضع آدابًا للطريق للجميع ومنها : عدم الجلوس في الطرقات فقد نهى الإسلام عن الجلوس في الطرقات؛ لأنّه يُسبّب ضيقاً للمارين، فالطريق للجميع وتشمل الطريق والأرصفة ، وأماكن اصطفاف السيارات، وإن كان الجلوس لهدفٍ لا بدّ من الالتزام بالشروط التي وضعها الإسلام ، ومن حق كلّ إنسان أن يستخدم الطريق دون أن يتعرض للخطر أو المضايقة ، خاصةً الفتيات والنساء فمن حقهنّ السير في الطريق دون أن يتعرضنّ للأذى من قبل الشباب أو غيرهم ، فقد أمر الله سبحانه وتعالى عباده بغض البصر أثناء استخدام الطريق ، فقال تعالى: “قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ , وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ”، فقد يؤدي النظر من الرجال للنساء أو من النساء للرجال إلى الوقوع في المحرمات خاصةً الزنا، وقد حرم الله سبحانه وتعالى كلّ ما يؤدي للوقوع في الزنا ، وكف الأذى عن الطريق أحد أهم آداب الطريق ، فقد روى مسلم في صحيحه من حديث أبي برزة قَالَ: (قلتُ : يا نبيَّ اللهِ ! علِّمْني شيئًا أنتفعُ به، قال: اعزِلِ الأذى عن طريقِ المسلمِين)، فمن أنفع الأمور للمسلم كف وإزالة الأذى عن الطريق.
ومن طرق كف الأذى الالتزام بقوانين السير وإشارات المرور، والمحافظة على الطريق من حوادث السير، وعدم وضع القاذورات فيها ، وكذلك مساعدة المارة وعابري الطريق وإعانتهم في حمل بضائعهم وأمتعتهم. كما بين أن من آداب الطريق أيضًا :الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فذلك من أخلاق الإسلام ، لذلك يجب على مستخدم الطريق إذا رأى عملاً سيئاً أن ينهى عنه وأن يحرص على إيقافه بالحسنى ودون التشدد واختلاق المشاكل، وهناك آداب أخرى للطريق منها الالتزام بآداب الحديث وعدم التدخل في خصوصيات الآخرين، وإرشاد التائه إلى طريقه الصحيح، وإفشاء السلام فهو من الآداب العامة للطريق التي تنشر الطمأنينة بين الناس.