
وزير الأوقاف السوداني لـ«الشروق»: لا مُصالحة مع الحركة الإسلامية بالسودان دون مراجعات فكرية
ــ الشيخ نصر الدين مفرح: بحثت مع الدكتور مختار جمعة تجربة مصر فى محاربة التطرف وتجديد الخطاب الإسلامى
قال الشيخ نصر الدين مفرح، وزير الشئون الدينية والأوقاف السودانى: إن المباحثات مع نظيره المصرى محمد مختار جمعة تركزت حول ثلاث قضايا مهمة، هى «الوقوف على تجربة الوزارة المصرية فى تطوير الأوقاف واستثماراتها وكيفية إدارتها، وتجربة مصر فى محاربة التطرف وتفكيك خطاب التكفير وانتهاج منهج الوسطية والاعتدال، فضلا عن تجديد الخطاب الإسلامى وتطور الفتوى العصرية».
وأضاف مفرح فى تصريحات خاصة لـ «الشروق» على هامش زيارته إلى مصر، أنه سيُوقع مع وزير الأوقاف المصرى بروتوكول تعاون شامل، يتعلق بـ «الأوقاف والحج والعمرة، وتجديد الخطاب الإسلامى»، لاسيما أن هناك مشاريع ضخمة سيتم تنفيذها مع مصر فى ما يتعلق بالقوافل المتبادلة والورش التدريبية مشتركة فى البلدين بشأن المرأة والأئمة والدعاة، كما سيكون هناك قوافل لمنطقة غرب إفريقيا سيتم التعاون بشأنها سويا بين القاهرة والخرطوم.
وأوضح وزير الشئون الدينية والأوقاف السودانى أنه تبادل الآراء مع نظيره المصرى فى ظل موقف الأخير الحاسم بشأن جماعة الإخوان، وذلك بشأن مواجهة أفكارها المتشددة، قائلا: «لكل شخص الحق فى اتخاذ موقف حازم تجاهها لأن كل المراجعات التى تمت لكثير من الفرق والطوائف والجماعات الأخرى كانت مراجعات ذات أهداف قيمية، وكانت مراجعات فكرية ضخمة، والجميع انسجموا مع المجتمع العام، لكن الجماعة ما زالت تُصر على أن ما هى عليه هو الإسلام!، رغم أن هذا بعيد عن المنهج الوسطى المعتدل البسيط السهل الذى يدعو له الدين الحنيف، ومن ثم أى مقاربات من دون مراجعات فكرية ضخمة للجماعة لا جدوى لها، وأى شخص له الحق فى اتخاذ موقف حازم تجاه مواجهة تلك الأفكار».
وعن تجربة مصر فى تجديد الخطاب الدينى، قال مفرح: إن هناك نوعا من التشابه بين ثورة ديسمبر المجيدة بالسودان وبين ثورة 30 يونيو بمصر، وأبرز ما يجذب الانتباه فى التجربتين أن الشعوب دائما تطوق إلى التحرر، ودوما تسعى للبعد عن المتشددين والظالمين والفاسدين الذين يسعون لإفساد مصالح البلاد والعباد، ومن ثم أوجه التشابه بينهما كبير وعظيم، لاسيما أن الثورتين قامتا لإزاحة وإسقاط جماعة الإخوان فى مصر، والحركة الإسلامية فى السودان التى سارت على نهج الفساد وكبت الحريات وأسلمة الشعب السودانى وإعادة صياغة هوية المنطقة بأكملها.
وأكد وزير الشئون الدينية والأوقاف السودانى، أن الهدف الرئيس الراهن فى بلاده، هو تجديد الخطاب الإسلامى ووضعه ضمن الخطة التى تعمل عليها الوزارة والتأكيد على أن الإسلام يصلح لكل زمان ومكان، مشيرا إلى أن قضية انتهاج منهج واحد وأن نصاغ على فكرة واحدة لا تستقيم مع تعاليم الدين الإسلامى، خاصة أن الإسلام فتح باب الاجتهاد وغير مقيد بشرط أو عصر من العصور، فكل زمن وكل مكان يختلف عن الآخر، ومن ثم من المهم مواكبة الفتوى لمتطلبات المرحلة وتقلبات مصير العالم، ولذلك أعتقد أنه من الضرورة تجديد الخطاب الإسلامى.
وبشأن خطر الحركة الإسلامية فى السودان على مستقبل الدولة، قال مفرح: إن الشعب السودانى أكد على مبدأ واحد وهو «لا عودة للحركة الإسلامية إلى حكم البلاد مرة أخرى»، وانطلاقا من ذلك الحصار الكبير الذى فرضناه على جماعة الإخوان المتشددة «الحركة الإسلامية» بالتأكيد سنصل إلى نقاط مشتركة فى قدرة محاصرة فكرهم المتشدد.
وأكد وزير الشئون الدينية والأوقاف السودانى أنه حتى اللحظة الراهنة ليس هناك اتجاه للمصالحة مع الحركة الإسلامية بالسودان خلال المرحلة المقبلة، مضيفا أنه تم الحديث بشأن تلك القضية بصورة واضحة، وأكدنا أنه إذا لم تتم مراجعات فكرية والرجوع عن الفكر المتشدد والانسجام مع المجتمع السودانى ليست هناك مصالحة معهم.
وأضاف مفرح فى تصريحات خاصة لـ «الشروق» على هامش زيارته إلى مصر، أنه سيُوقع مع وزير الأوقاف المصرى بروتوكول تعاون شامل، يتعلق بـ «الأوقاف والحج والعمرة، وتجديد الخطاب الإسلامى»، لاسيما أن هناك مشاريع ضخمة سيتم تنفيذها مع مصر فى ما يتعلق بالقوافل المتبادلة والورش التدريبية مشتركة فى البلدين بشأن المرأة والأئمة والدعاة، كما سيكون هناك قوافل لمنطقة غرب إفريقيا سيتم التعاون بشأنها سويا بين القاهرة والخرطوم.