أخبار مصر

خبراء يعدّدون فوائد استخدام الإشعاع النووي في مجالات الطب والزراعة

– فهمي: محطات الطاقة النووية لا تمثل أي مخاطر أو ٱثار سلبية على المدى القريب أو الطويل..
أكد الدكتور يسرى أبو شادي كبير مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية السابق، أن مصر تمتلك الخلايا الحارة أو ما كما يطلق عليها المعمل الحار “غرف احتواء الإشعاع النووي يطلق عليها اسم الخلايا الساخنة/الحارة”، منوها إلى أن الدولة تمتلك قسما كبيرا في إنشاص، مخصصا للكيمياء الإشعاعية، ويتكون من مواد كيميائية مشعة يجب التعامل معها بحذر عند استخدامها.
وأوضح أبو شادي في تصريحات لـ”الشروق”، أن هذا القسم مصنوع من خلايا حارة تشبه الغرف الزجاجية ويتم تشغيلها من خلال نظام عن بعد “ريموت سيستم” لتجنب أي تفاعل بشري بالقرب من المواد المشعة لضمان عدم تعرضه لأضرار الاشعاع العالي.
وأشار إلى أن أهمية الكيمياء الإشعاعية للإنسان بها جزئية متعلقة بإنتاج النظائر المشعة، حيث يتم استخدامها في الفحوصات والأشعة التي يجريها الأطباء من أجل تشخيص أفضل حيث يتم استخدام بعض المواد المشعة في الطب بشكل خاص حيث يتم اشعاعها في المفاعل، ثم فصلها لاستخراج النظائر المطلوبة، من خلال طرق كيماوية وتفاعلات خاصة.

وأضاف أنه من الشائع جداً استخدام الحقنة الإشعاعية التي تنتشر في جسم المريض مع الدورة الدموية، ويستطيع الطبيب من خلالها الحصول على صور وتشخيص المريض” ، منوها أنه يتم استخدام هذه الطريقة لمشكلة انسداد الشرايين.

وبالنسبة إلى استخدام الاشعاع في علاج بعض الأمراض، أكد أنه يستخدم في الأنسجة / الخلايا التي تتكاثر بسرعة مسببة للخلايا السرطانية، حيث يستخدم اليود المشع في علاجها ومواجهة الخلايا السرطانية، بالإضافة إلى علاج سرطان الدماغ وأمراض الغدد السرطانية، على سبيل المثال التي توجد بالغدة الدرقية.
وفيما يتعلق بفوائد الاشعاع في مجال الزراعة، أكد أبو شادي انه يتم استخدام الإشعاع عند إنتاج بذور جديدة، حيث تتعرض للإشعاع أو يتم حقنها بمواد لتعزيز الإنتاج، علاوة على تطوير عمليات حفظ الأغذية لبعض دول العالم مثل الصين واليابان، لأن سفر وشحن المنتجات يستغرق مدة زمنية طويلة، لذلك يتطلب تعرضه لإشعاع ليتم مد مدة صلاحيتها ، كما يتم استخدام الإشعاع في درفلة الحديد عند سمك معين، من خلال قياس السمك بدقة، حيث تخترق النظائر المشعة الحديد لتحديد ما إذا كان السمك مناسب.
ونوه إلى أنه يتم استخدامه أيضا في تقدير عمر الإنسان، فمثلا استخدم الفراعنة كربون 14 الذي يحتوي على إحدى النظائر، منوهاً الى أن الإنسان يتعرض ويستهلك إشعاعات من خلال الفحم الذي يحتوي على نظير مشع طبيعي، في حين يتم فى بعض الأحيان استخدامه في إجراء القياسات فيمكن تحديد عمر الفراعنة القدماء، وكذلك المواد النباتية والبترول.

وحول النتائج المترتبة على استخدام النظائر المشعة، أكد أبو شادي، أنه لابد من التخلص من المواد المشعة بصورة وطريقة سليمة وآمنة، حتى لا تمثل أي مخاطر على البيئة، موضحا أن المادة المشعة لها فترة صلاحية محددة؛ ويوجد قواعد دولية منظمة لكيفية التخلص الآمن من المواد والنظائر المشعة بعد استخدامها، حيث يتم ذلك في مصر بكفاءة عالية من خلال منظومة إدارة النفايات المشعة بمركز المعامل الحارة بهيئة الطاقة الذرية.

بدوره، قال سيد فهمي أستاذ الفيزياء الإشعاعية والبيئية بهيئة المواد النووية، إن الإشعاع عبارة عن طاقة تنتقل عبر موجات أو أشعة غير مرئية في حالة حركة، مؤكداً أن الإشعاع ينبعث من مصادر طبيعية وصناعية.
وأوضح فهمي، في تصريحات خاصة لـ”الشروق”، أن الإشعاع يأتي من 60 مادة مشعة طبيعية المنشأ وموجودة في التربة والماء والهواء، موضحا أن 80% من جرعة إشعاع الخلفية التي يتلقاها الإنسان سنويا -في المتوسط- تأتي من الأشعة الأرضية والكونية.

ونوه بأن هناك أيضاً مصادر بشرية الصنع للإشعاع تتراوح في تنوعها من محطات توليد الطاقة النووية إلى الاستخدامات الطبية للإشعاع في تشخيص أو علاج الأمراض.

كما نجد أن مصادر الإشعاع المؤين البشرية الصنع الأكثر شيوعاً اليوم هي أجهزة الأشعة السينية وغيرها من الأجهزة الطبية.

وبالحديث عن المصادر البشرية الصنع، أكد أن البعض لديه هواجس خاطئة متعلقة بالإشعاع وتأثيراته، منوها إلى أن خوف البعض نابع من اعتقاد خطأ عن الطاقة النووية، فالإشعاعات لا تسبب ضررا للجسم ولا تعمل على زيادة فرصة الإصابة بالأمراض أو الأورام.

وأضاف أن محطات الطاقة النووية لا تمثل أي مخاطر أو ٱثار سلبية على المدى القريب أو الطويل لمختلف المجتمعات أو على البيئة أيضا لما تتضمنه من منظومة أمان عالية الدقة، مشيرا إلى أن الإشعاع المؤين هو نوع من الطاقة تُطْلِقه ذرات معينة وينتقل على هيئة موجات كهرومغناطيسية (أشعة غاما أو الأشعة السينية) أو على هيئة جسيمات (نيترونات بيتا أو ألفا)، حيث يسمى هذا التفكك التلقائي للذرات النشاط الإشعاعي.
وأكد أن التصوير الشعاعي لا يستخدم في التشخيص فقط بل يعد كوسيلة للعلاج أيضا، وهو ما يسمى بعلم الأشعة التدخلي.

وأوضح أن الجاما كاميرا gamma camera، هي عبارة عن جهاز الكتروني يستخدم في التشخيص الطبي لتصوير توزيع المركبات الإشعاعية في الانسجة بعد حقن المريض بها.

واستكمل حديثه عن المجالات الشائعة لاستخدام الطب النووي، قائلا: “إنه يتم استخدام إجراءات التصوير النووي من قبل الأطباء من أجل رؤية تركيب ووظيفة الجسم، النسيج، العظام أو أجهزة الجسم، حيث يتم تصوير تدفق الدم في القلب ووظائف القلب وتحديد مراحل مرض الأوعية الدموية القلبية وكذلك تقييم الضرر في القلب بعد الأزمات القلبية.

وأشار إلى أن الجرعات الإشعاعية المستخدمة في الطب النووي آمنة جدا.

وأكد فهمي، أن للإشعاع المؤين العديد من التطبيقات المفيدة، حيث يُستخدَم في مجالات مثل الطب والصناعة والزراعة والبحوث.

وأوضح دور الطاقة النووية في الزراعة، حيث تساهم في إنتاج سلالات نباتية جديدة محسنة وراثيا ومقاومة للأمراض، حيث تعتبر مشكلة الهدر المستمر في المحاصيل الزراعية من المشاكل التي تؤرق الحكومات والمزارعين.

وأشار إلى أن استطاع العلماء بإستخدام النظائر المشعة من إنتاج سلالات نباتية جديدة مقاومة للأمراض وتمتاز بالإنتاجية العالیة فيما تسمى بعملية التطفير، وذلك بإحداث تغيرات وراثية في جینات النباتات، نتیجة تعریضها لأشعة جاما أو النيوترونات.

وأكد أن تستخدم الطاقة النووية ايضاً في ترشید استخدام الأسمدة ، نظراً لما تسببه الأسمدة من تأثیرات مباشرة وغیر مباشرة على صحة الإنسان وعلى البیئة، بالإضافة إلى ارتفاع تكلفتها، فلقد استطاع العلماء باستخدام الفسفور المشع تحدید كمیة السماد اللازمة التي یحتاجها النبات، مما یساهم في تقلیل الأضرار.

الدكتور يسري أبو شادي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *