مستشار المفتي لـ الشروق: فتوى لقاح كورونا والخنزير صدرت بعد 200 سؤال عنها
أمين الفتوى يدعو للعمل بقاعدة دفع الأذى والضرر عن الناس وعدم الخروج إلى التجمعات
قال مستشار مفتي الجمهورية، أمين الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم الدكتور إبراهيم نجم، إن دار الإفتاء المصرية حين أصدرت فتوى عن حكم الحصول على لقاح به مشتقات من الخنزير وأجازت ذلك لم يكن من فراغ.
وأضاف في تصريحات خاصة لـ«الشروق»، على هامش مؤتمر الدار الأخير، أن دار الإفتاء لا تدلي بدلوها من تلقاء نفسها، ولكن غاية الأمر أننا تلقينا أكثر من 200 سؤال حول هذا الأمر والناس استشعرت الحرج بشأن اللقاح، فقد أردنا أن نعمم للناس جميعًا أنه لا حرج في هذا الأمر، وأن هذا الأمر مقطوع به في نظريات كثيرة في الفقه الإسلامي، وهي نظرية الاستحالة، ونظرية الضرورة، ولذا تناقشنا في الدار في هذا الأمر، وأصدرنا هذه الفتوى حتى نزيل هواجس وتخوفات الناس من أخذ اللقاح.
وكانت دار الإفتاء المصرية قد قالت في فتوى السبت الماضي، إنه لا مانع شرعًا من استخدام لقاح فيروس كورونا ما دامت هذه المادة المستخدمة فيه قد تحولت طبيعتُها ومكوناتُها الخنزيرية إلى مادة أخرى واستحالت إليها بحيث أصبحت مادة أخرى جديدة، وأن المادة المستخدمة في اللقاح إلى مادة أخرى أثناء عملية التصنيع حينها لا تسمى خنزيرًا، كما أباح مركز الأزهر للفتوى اللقاح.
وقال أمين عام الفتوى بدار الإفتاء المصرية الدكتور خالد عمران، إنه في ظل هذا الوباء نقدم ماذا فعلت دار الإفتاء عبر الفتاوي، وطريقة التعامل في ظل الوباء، خاصة ما استعرضه المؤتمر حول تطوير دار الإفتاء للمنظومة الإلكترونية، وكيف تعاملت بفاعلية مع المستفتين، والمبادرات التي تسهم في حل المشكلة، بعكس الخطابات المتطرفة.
وأضاف لـ«الشروق»،: “الموجة الثانية أهم معالمها أنها أشد انتشارًا، وهذا ما يستدعي دار الإفتاء المعنية بالتواصل معهم بالتنبيه على إتخاذ الإجراءات الاحترازية، خاصة في الأماكن المغلقة”.
ومضى: “لابد في أزمة كورونا أن نفهم ونعمل بقاعدة دفع الأذى عن الناس ودفع الضرر عنهم، وألا نخرج إلى التجمعات حتى في المساجد، ونمتنع عن التجمعات حتى في صلاة الجماعة، والمأمور بالعزل الصحي يحرم عليه أن ينزل التجمعات حتى في التجمعات والجماعات، الموجة الثانية تستدعي منا أكثر تمسكًا بالإجراءات وهو واجب إنساني وشرعي”.
وردًا على سؤال بخصوص حكم خروج المشتبه فيه الإصابة بكورونا قال عمران: “المأمور طبيًا بالعزل وعدم الخروج وجب عليه أن يعزل نفسه ولا يخالط الناس بناءً على المعايير الطبية وهي مرجعنا في هذا الحكم، ومن أُمر طبيًا بالعزل الصحي يجب أن يعتزل الناس، ومن غلب على ظنه ونُصح طبيًا بأن يقلل خروجه إلى الشارع، ينبغي أن يقلل أن خروجه، والحرمة تأتي لمن أُمر طبيًا بالعزل الصحي، ومن يخرج وهو يُحرم عليه وهو سبب في الأذى للأخرين، وسيتحمل إثم إذا فرط في الأمر، ونزل إلى الشارع”.
واستطرد: “ننبه على الدوائر المحيطة من الناس إننا في حالة عزل وتباعد جسدي، لكن ليس تباعد إنساني وإلكتروني، والإنسان الذي سيعزل نفسه في البيت لديه احتياجات، وهنا ينبغي علينا جميعًا أن نقدم يد المساعدة لمن فعل ذلك”.
وردًا على سؤال “هل كورونا غضب من الله، وأن غلق المساجد في وقت سابق هو دليل على هذه الفرضية؟”، قال عمران: “الحافظ ابن حجر العسقلاني تكلم في كتابه “بذل الماعون في فضل الطاعون” عن الاجتماع للدعاء في وقت الطاعون من أجل رفعه، وقال إن هذا بدعة حدثت في الطاعون الكبير، وذكر أن الناس خرجوا إلى الصحراء ودعوا الله، فعظُم الطاعونُ بعد ذلك، وكَثُرَ، وكان قبل دعائهم أخفُّ”، مضيفًا “هناك من يدعون لاجتماعات وقت كورونا، رغم أن كورونا اختبار أنه في حالة تقليل الوجود في المساجد، نسأل سؤال، هل عبادة الإنسان لله مرتبطة بمكان حتى لو كان المسجد؟.
قال مستشار مفتي الجمهورية، أمين الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم الدكتور إبراهيم نجم، إن دار الإفتاء المصرية حين أصدرت فتوى عن حكم الحصول على لقاح به مشتقات من الخنزير وأجازت ذلك لم يكن من فراغ.