وزير الأوقاف: الالتزام بالإجراءات التي يقررها أهل الطب في مواجهة كورونا واجب شرعي ومخالفتها إثم ومعصية
جمعة: دورنا أن نزرع الأمل لا اليأس وعلينا أن نواجه الشدائد والصعاب بالأمل والعمل والأخذ بالأسباب
ألقى وزير الأوقاف محمد مختار جمعة، خطبة الجمعة بمسجد “الشاطئ” بمدينة بور سعيد، اليوم الجمعة بعنوان: “الصلابة في مواجهة الجوائح والأزمات”، بحضور عادل الغضبان محافظ بورسعيد، وعمرو عثمان نائب محافظ بورسعيد ، وأسامة العبد رئيس اللجنة الدينية والأوقاف بمجلس النواب.
وقال جمعة، إننا في مستهل عام جديد وعقد جديد من الحياة ومن حسن الطالع أن تكون بداية هذا العام وهذا العقد موافقة يوم الجمعة ويوم الجمعة يوم مبارك فيه سَاعَةٌ لَا يُوَافِقُهَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ قَائِمٌ يُصَلِّي فَيسَأَلَ اللَّهَ خَيْرًا إِلَّا أَعْطَاهُ، فنسأل الله أن تكون هذه الساعة ساعة إجابة، ونسأل الله أن يجعل هذا العام عامًا مباركًا، عام رحمة وشفاء، عام أمل وهداية، عام أمن وأمان على مصرنا العزيزة وعلى سائر بلاد العالمين.
وأضاف جمعة، أنه مع بداية العام الجديد يتجدد الحديث عن أهمية الوقت والزمن، مستكملاً “لأهمية الوقت في حياتنا وحثٌ لنا على اغتنام الأوقات، سميت أربع سور من سور القرآن الكريم بأسماء بعض الأوقات، وهي وفق ترتيب القرآن: سورة الفجر، وسورة الليل، وسورة الضحى، وسورة العصر.
ولفت إلى أنه من الاهتمام بالأوقات، الاهتمام بأوقات الشدائد والصعاب والجوائح والأزمات على نحو ما يعيشه العالم الآن، فمن لم ينتبه للوقت فيما مضى عليه أن ينتبه له الآن، ومن لم يتعظ بتخطف الموت لبعض أهله ولأصدقائه ولأقاربه فلا واعظ له، هذا وقت العظة وعلينا أن نواجه الشدائد والصعاب بالأمل، وبالعمل، وبالأخذ بالأسباب.
وأوضح أنه لولا الأمل ما ذاكر طالب ولا اجتهد، فلماذا يذاكر إن لم يكن لديه أمل في غد أفضل بتعلمه واجتهاده، ولولا الأمل ما زرع فلاح ولا حصد ، ولا عمل عامل ولا صنع، ولا فكر والد في إنجاب ولد ، فالأمل حياة واليأس موت، واليأس كبيرة من الكبائر، ومع الأمل والعمل لابد من الأخذ بأسباب العلم، سواء في حياتنا العامة أم في مواجهة الجوائح بصفة خاصة.
وأكد جمعة أن الأخذ برأي أهل العلم والطب واجب شرعي ، لأننا مأمورون أن نأخذ بالأسباب ، وهذا أمر واجب شرعي ووطني وإنساني، وأن نتعبد إلى الله بذلك، لأن المؤمن لا يؤذي نفسه ولا غيره ولا يُلقي بنفسه إلى التهلكة، ولا يُعرض الآخرين إلى التهلكة.
وتابع: أن الصلابة في مواجهة المحن والشدائد أحد أهم عوامل الأخذ بالأسباب لعبورها، فالهلع الزائد عن الحد يورث الإحباط، والتراخي والاستهانة أيضًا تؤدي إلى عوامل خطيرة، فعندما نقول ديننا دين الوسطية، فهو دين الوسطية في كل شيء، فلا إفراط ولا تفريط، لا غُلوّ ولا تقصير، لا استهانة بالاجراءات الوقائية والاحترازية التي تؤكد عليها الجهات المختصة، بل نؤكد أن اتباعها واجب شرعي ووطني ، ومخالفتها إثم ومعصية.
وأردف: ” نؤكد أنه لا تعطيل لحركة الحياة ونظل نعمر الحياة إلى آخر نفس، ولو كنا على مشارف الساعة، إذ يجب علينا أن نعمل ويكون لدينا أمل، كما أن الأوقات هى أوقات التكافل والتراحم، فمن لا يَرحم لا يُرحم ،الرحمة بالفقير والضعيف، ونحن في حاجة إلى الدعاء والدواء معا، فلا يُستغنى بالدواء عن الدعاء.