أستاذ جامعي: 3 سيناريوهات أمام الاتحاد الإفريقي بعد تعثر مفاوضات سد النهضة
قال الدكتور عباس شراقي أستاذ الجولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، إن على القاهرة والخرطوم مطالبة إثيوبيا بعدم الشروع في المرحلة الثانية من ملء خزان سد النهضة حتى يتم الاتفاق على قواعد الملء والتشغيل.
وأضاف شراقي أن رئيس الاتحاد الإفريقي أمام 3 سيناريوهات، أولها: الدعوة إلى عقد قمة مصغرة على مستوى قادة الدول الثلاث وأعضاء المكتب التنفيذي لإنقاذ المفاوضات، وثانيها: استهلاك الوقت حتى تسليم رئاسة الاتحاد إلى دولة الكونغو مطلع الشهر المقبل، وأخيرا: كتابة تقرير عن سير المفاوضات وفشلها وتقديمه إلى مجلس الأمن للاضطلاع بمسؤولياته في حفظ السلم والأمن الدوليين.
وأخفق اجتماع وزراء الخارجية والري، الأحد، في تحقيق أي تقدم بسبب خلافات حول كيفية استئناف المفاوضات والجوانب الإجرائية ذات الصلة بإدارة العملية التفاوضية، بعدما تمسك السودان بضرورة تكليف الخبراء المعينين من قبل مفوضية الاتحاد الإفريقي بطرح حلول للقضايا الخلافية وبلورة اتفاق سد النهضة.
وتحفظت القاهرة وأديس أبابا على الطرح السوداني؛ تأكيدا لملكية الدول الثلاث للعملية التفاوضية وللحفاظ على حقها في صياغة نصوص وأحكام اتفاق ملء وتشغيل سد النهضة، خاصةً وأن خبراء الاتحاد الأفريقي ليسوا من المتخصصين في المجالات الفنية والهندسية ذات الصلة بإدارة الموارد المائية وتشغيل السدود، بحسب بيان لوزارة الخارجية.
وأكدت مصر، خلال الاجتماع، استعدادها للانخراط في مفاوضات جادة وفعالة من أجل التوصل في أسرع وقت ممكن إلى اتفاق قانوني ملزم على قواعد ملء وتشغيل سد النهضة؛ تنفيذًا لمقررات اجتماعات هيئة مكتب الاتحاد الأفريقي التي عقدت على مستوى القمة خلال الأشهر الماضية، وبما يحقق المصالح المشتركة للدول الثلاث ويحفظ ويؤمن حقوق مصر ومصالحها المائية.
من جانبها، أعربت وزيرة خارجية جنوب إفريقيا عن أسفها لعدم تحقيق الاختراق المأمول في المفاوضات، وذكرت أنها سترفع تقريرا إلى رئيس جمهورية جنوب إفريقيا، سيريل رامافوزا، حول ما شهدته المباحثات ونتائجها، وذلك للنظر في الإجراءات التي يمكن اتخاذها للتعامل مع هذه القضية في الفترة المقبلة.
وبدوره، قال وزير الري السوداني، الدكتور ياسر عباس، في تصريحات أوردتها وكالة السودان للأنباء (سونا): “لا يمكننا أن نستمر في هذه الدورة المفرغة من المباحثات الدائرية إلى ما لا نهاية؛ بالنظر لما يمثله سد النهضة من تهديد مباشر لخزان الروصيرص، والذي تبلغ سعته التخزينية أقل من 10% من سعة سد النهضة، إذا تم الملء والتشغيل دون اتفاق وتبادل يومي للبيانات”.
وأشار إلى أن السودان تقدم باحتجاج “شديد اللهجة” لإثيوبيا والاتحاد الإفريقي، راعي المفاوضات، حول الخطاب الذي بعث به وزير الري الإثيوبي للاتحاد والسودان ومصر، في 8 يناير الجاري، جاء فيه أن أديس أبابا تعتزم الاستمرار في الملء للعام الثاني في يوليو القادم بمقدار 13.5 مليار متر مكعب بغض النظر عن التوصل لاتفاق أو عدمه، وأن بلاده ليست ملزمة بالإخطار المسبق لدول المصب بإجراءات الملء والتشغيل وتبادل البيانات حولها.
وقال عباس إن هذا الأمر “يشكل تهديدا جديا للمنشآت المائية السودانية ونصف سكان السودان”.
وفي المقابل، زعمت إثيوبيا، الأحد، إنها ستراعي مخاوف السودان الخاصة بسلامة سد النهضة وتبادل المعلومات ومسائل فنية أخرى.
وقالت وزارة الخارجية الإثيوبية، في بيان، إن القاهرة وأديس أبابا وافقتا على مقترح الاتحاد الإفريقي بعقد اجتماع ثنائي مع الخبراء المعينين من الاتحاد يتبعه اجتماع ثلاثي، بينما رفض السودان.