مفتي الجمهورية: المتوفي بكورونا شهيد
قال مفتي الجمهورية الدكتور شوقي علام، إن الموت بسبب فيروس كورونا يدخل تحت أسباب الشهادة الواردة في الشرع الشريف.
وأضاف علام، عبر موقع دار الإفتاء الرسمي، أن هذه الأسباب يجمعها معنى الألم لتحقق الموت بسبب خارجي، فليست هذه الأسباب مسوقة على سبيل الحصر، بل هي منبهة على ما في معناها مما قد يطرأ على الناس من أمراض.
وتابع: “بناءً على أن هذا المرض داخل في عموم المعنى اللغوي لبعض الأمراض، ومشارك لبعضها في بعض الأعراض، وشامل لبعضها الآخر مع مزيد خطورة وشدة ضرر”.
وذكر: “هذا المرض معدود من الأوبئة التي يحكم بالشهادة على من مات بسببها، فمن مات بسببه فهو شهيد؛ له أجر الشهادة في الأخرة؛ رحمةً من الله تعالى به، غير أنه تجري عليه أحكام الميت العادي؛ من تغسيلٍ، وتكفينٍ، وصلاةٍ عليه، ودفنٍ”.
وأوضح: “لقد تقرر أن الشهداء ثلاثة أقسام، وهم شهيد الدّنيا والآخرة: الّذي يقتل في قتال الحرب أو البغاة أو قطاع الطريق، وهو المقصود من قول النبي -صلى الله عليه وآله وسلم-: «مَنْ قاتلَ لِتَكُونَ كلِمةُ اللهِ هيَ الْعُليا فهوَ في سبيلِ اللهِ» -متفقٌ عليه- من حديث أبي موسى الأشعري -رضي الله عنه-، وتسمى هذه الشهادة: بالشهادة الحقيقية، وشهيد الدّنيا: وهو من قتل كذلك، ولكنه غلّ في الغنيمة، أو قتل مدبرًا، أو قاتل رياءً، ونحو ذلك؛ فهو شهيد في الظاهر وفي أحكام الدنيا”.
وأشار إلى أن المتوفي بفيروس كورونا، هو شهيد الأخرة وهو من له مرتبة الشهادة وأجر الشهيد في الآخرة، لكنه لا تجري عليه أحكام شهيد الجهاد في الدنيا من تغسيله والصلاة عليه؛ وذلك كالميّت بداء البطن، أو بالطّاعون، أو بالغرق، ونحو ذلك، وهذه تُسمَّى بالشهادة الحكمية، ووسَّعت الشريعة الغرّاء هذا النوع الثالث؛ فعدَّدت أسباب الشهادة ونوَّعتها؛ تفضلًا من الله تعالى على الأمة المحمدية، وتسليةً للمؤمنين: فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «مَا تَعُدّونَ الشّهيدَ فِيكُم؟» قالوا: يا رسول الله، مَن قُتِلَ في سبيل الله فهو شهيد، قال: «إنّ شُهَدَاءَ أمّتي إذًا لَقَلِيلٌ»، قالوا: فمن هم يا رسول الله؟ قال: «مَنْ قُتِلَ فيِ سَبيلِ اللهِ فَهُو شَهِيدٌ، وَمَن مَاتَ في سَبِيلِ اللهِ فَهُوَ شَهِيدٌ، وَمَن مَاتَ في الطَّاعُونِ فَهُو شَهِيدٌ، وَمَن مَاتَ في البَطنِ فَهُو شَهِيدٌ» قال ابن مقسمٍ: أشهدُ على أبيك في هذا الحديث أنه قال: «وَالغَرِيقُ شَهِيدٌ» رواه الإمام مسلم في “صحيحه”.
واختتم حديثه مستدلًا بما ورواه الإمام البخاري في “صحيحه” من طريق أخرى عن أبي هريرة -رضي الله عنه- مرفوعًا إلى النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- بلفظ: «الشُّهَدَاءُ خَمْسَةٌ: المَطعُونُ، والمَبطُونُ، والغَرِيقُ، وَصَاحِبُ الهَدمِ، والشّهِيدُ في سَبِيلِ اللهِ».
وأضاف علام، عبر موقع دار الإفتاء الرسمي، أن هذه الأسباب يجمعها معنى الألم لتحقق الموت بسبب خارجي، فليست هذه الأسباب مسوقة على سبيل الحصر، بل هي منبهة على ما في معناها مما قد يطرأ على الناس من أمراض.