وزير الأوقاف: الإعلام والدعوة يحتاجان مهارات خاصة ولا مجال فيهما لغير المؤهلين
عقدت وزارة الأوقاف اليوم الخميس، فعاليات صالون الأوقاف الثقافي، بعنوان “الإعلام والأمن القومي” بحضور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، وعلي حسن رئيس مجلس إدارة وكالة أنباء الشرق الأوسط، ومحمد نوار رئيس قطاع الإذاعة بالهيئة الوطنية للإعلام، ولفيف من الإعلاميين والصحفيين مع الالتزام بالإجراءات الاحترازية والضوابط الوقائية والتباعد الاجتماعي.
وقال وزير الأوقاف محمد مختار جمعة، إن مفهوم الأمن القومي مفهوم شديد الاتساع، وليس ينحصر في مجرد أمن الحدود المباشرة بين الدول، بل يتسع ليشمل كل ما يحدث في العالم، وله صلة وطيدة بالأمن القومي.
وأضاف جمعة، أن الإعلام والدعوة شريكان في بناء الأمن القومي وأن عليهما دورًا هامًا في الحفاظ عليه، موضحا أن ثِقل كل صحيفة ليس فقط ما تسوقه وما تقدمه من أخبار، لكن الثِقل الحقيقي لكل صحيفة يتمثل في أمرين، فيما وراء الخبر، وفي كِبار الكُتَّاب الذين يُثرُون الصحيفة بكتاباتهم التي لها تأثير في الرأي العام، لأن معظم الأخبار أو بعضها تكون قاسمًا مشتركًا، لكن الذي يميز صحيفة عن الأخرى هو عمق التحليل للأحداث أو ما وراء الخبر.
وأكد أننا في غاية الاحتياج إلى فهم النصوص ومقاصد النصوص، وهذا ما تقوم عليه قضايا التجديد في فهم مقاصد النص، وليس الجمود عند ظاهر النص، وهذا ما يحتاجه الإعلام أيضًا في قراءة ما وراء الخبر، والصحفي البارع هو من يجيد التقاط هذا المعاني، فالإعلام والدعوة يحتاجان خبرات ومهارات خاصة، ولا مجال فيهما لغير المؤهلين، فهناك قواسم مشتركة بين الخطابة والإعلام أهمها دقة ما يقال.
ونوه بأن إعلام الجماعات الإرهابية لا علاقة له بالمهنية بل هو محض أكاذيب، وأن من لم يحصن نفسه بالاطلاع الدائم والتثقيف المستمر يتجاوزه الزمن.
من جانبه ثمن علي حسن رئيس مجلس إدارة وكالة أنباء الشرق الأوسط جهود وزارة الأوقاف على ما تقوم به في مجال تصحيح الخطاب الديني والاهتمام بالشأن العام في مجمله وتوضيح الرؤية الشاملة بشأنه، وهو ما يعكس دور العلماء في حماية الشباب من الانخراط والانسياق وراء الجماعات الهدامة، مشيرًا إلى أن وزارة الأوقاف لها السبق في الاهتمام بالشأن العام وقضايا الوطن.
وأكد حسن، أن للإعلام دورًا كبيرًا في تزويد الناس بمصادر العلم والمعرفة، والتأثير على أفراد المجتمع، وفي إحداث أي تغيير في توجهات الرأي العام وترسيخ المبادئ الأساسية للمجتمع والحفاظ على قيمه وعاداته وتقاليده ونشر قيم الولاء والانتماء، وهو بذلك يسهم في رفع الوعي لدى عموم الشعب وتنويرهم بأهمية المشاركة في الحياة السياسية والاجتماعية، وبالتالي فإن للإعلام دور قومي هام في تشكيل الرأي العام وطرح قضايا وموضوعات يلتف حولها جموع المواطنين.
وأشار إلى أن للإعلام دورًا بارزًا في ترسيخ أسس الوحدة الوطنية والتسامح الديني والسلام الاجتماعي، حيث تقوم وسائل الإعلام برفع الوعي للمواطنين بشأن المخاطر الداخلية والخارجية المحيطة بهم والتي تمُس أمننا القومي، وفي مقدمتها خطر الإرهاب الأسود الذي يستند إلى فكر تكفيري هدَّام يستبيح أرواح الأبرياء، وكذلك إبراز ما تزهو به مصر من وحدة وطنية وسلام اجتماعي، وعلاقات محبة وإخاء واحترام متبادل بين نسيج الوطن الواحد، تلك اللُّحمة التي صارت بمثابة الصخرة التي تحطمت عليها سائر المؤامرات.
وحذر حسن، من الانجراف وراء الشائعات والأكاذيب أو التشكيك في الإنجازات الضخمة للدولة المصرية، والتأكيد على ضرورة الاصطفاف الوطني حول قائد مصر وجيشها العظيم وشرطتها الباسلة والذين كان لهم الدور البارز في الحفاظ على كيان الدولة، كما دعا إلى ضرورة الحرص على الحصول على الأخبار من مصادرها المسئولة.
من جانبه أكد محمد نوار رئيس قطاع الإذاعة بالهيئة الوطنية للإعلام أن ما يقوم به الرئيس عبد الفتاح السيسي، إنجاز غير مسبوق، وأن وزير الأوقاف استطاع أن يُصحح صورة ومهمة رجال الدين في المجتمع، كما غيَّر صورة رجل الدين التقليدي في مصر .
ولفت نوار، إلى أن صناعة الاستقرار من أهم الصناعات في الوقت الراهن، والإعلام له دور مهم جدًا في صناعة الاستقرار، مؤكدًا أن الإعلام صناعة ثقيلة تحتاج إلى خبرات كبيرة ، وأن وسائل الإعلام ينبغي أن تسابق الزمن في حماية الأمن القومي، وهذا ما يعمل عليه الرئيس، مؤكدًا أن الدولة تستعيد مكانتها بأسرع مما يُتصور وستواجه هذه التحديات الراهنة.
ونوه بأن للإعلام دورًا هامًا في إبراز هذه الصورة الإيجابية، وأن تطوير الخطاب الديني فيه دور كبير يقع على عاتق إذاعة القرآن الكريم.
وقال وزير الأوقاف محمد مختار جمعة، إن مفهوم الأمن القومي مفهوم شديد الاتساع، وليس ينحصر في مجرد أمن الحدود المباشرة بين الدول، بل يتسع ليشمل كل ما يحدث في العالم، وله صلة وطيدة بالأمن القومي.