استشهاد جعفر بن أبى طالب فى “مؤتة”.. ما يقوله التراث الإسلامى
يحتاج الصحابى الجليل جعفر بن أبى طالب إلى وقفة فى التاريخ الإسلامي، لقد استشهد وهو فى الثالثة والثلاثين من عمره “يوم مؤتة” وتحول إلى رمز فى التراث الإسلامى، فما الذى يقوله التراث عن يوم استشهاده؟
يواصل كتاب البداية والنهاية للحافظ ابن كثير حديثه عن أحداث غزوة مؤتة:
قال ابن هشام: حدثنى من أثق به من أهل العلم أن جعفر بن أبى طالب، أخذ اللواء بيمينه فقطعت، فأخذه بشماله فقطعت، فاحتضنه بعضديه حتى قتل، وهو ابن ثلاث وثلاثين سنة فأثابه الله بذلك جناحين فى الجنة يطير بهما حيث يشاء.
ويقال: إن رجلا من الروم ضربه يومئذ ضربة فقطعه نصفين.
قال ابن إسحاق: وحدثنى يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير، عن أبيه عباد قال: حدثنى أبى الذى أرضعنى وكان أحد بنى مرة بن عوف قال: فلما قتل جعفر أخذ عبد الله بن رواحة الراية ثم تقدم بها وهو على فرسه، فجعل يستنزل نفسه ويتردد بعض التردد ويقول:
أقسمت يا نفس لتنزلنه * لتنزلن أو لتكرهنه
إن أجلب الناس وشدوا الرنة * مالى أراك تكرهين الجنة
قد طال ما قد كنت مطمئنة * هل أنت إلا نطفة فى شنة
وقال أيضا:
يا نفس إن لا تقتلى تموتى * هذا حمام الموت قد صليت
وما تمنيت فقد أعطيت * إن تفعلى فعلهما هديت
يريد صاحبيه زيدا وجعفرا، ثم نزل.
فلما نزل أتاه ابن عم له بعرق من لحم فقال: شد بهذا صلبك فإنك قد لقيت فى أيامك هذه ما لقيت، فأخذه من يده فانتهس منه نهسة، ثم سمع الحطمة فى ناحية الناس فقال: وأنت فى الدنيا، ثم ألقاه من يده، ثم أخذ سيفه، ثم تقدم فقاتل حتى قتل رضى الله عنه.