مستثمرون: السياحة الداخلية الملاذ الوحيد لمساندة القطاع في زمن كورونا
وبحسب بيان سابق لوزارة السياحة، فإن القرار يشترط الالتزام بنسبة الـ50% من الطاقة الاستيعابية للفنادق، وفقا لضوابط التشغيل المقررة والتأكيد على ضرورة الالتزام بجميع الإجراءات الاحترازية وضوابط السلامة الصحية بكل المطارات والمتاحف والمواقع الأثرية والمطاعم والكافيتريات والفنادق والأتوبيسات السياحية.
وأكد المستثمرون أن الفنادق المصرية مستعدة للمشاركة فى أى مبادرات لتنشيط السياحة الداخلية خلال الفترة القادمة، خاصة أنه مع التراجع الكبير فى الحركة السياحية الوافدة لمصر حاليا فإن السياحة الداخلية باتت الحل الوحيد لاستمرار عمل الفنادق خلال الفترة الحالية، مشيرين إلى أن الأزمات التى تعرضت لها السياحة خلال السنوات الأخيرة أثبتت أن المصريين قادرون على تعويض غياب السياح الأجانب، وأنه لولا تداعيات فيروس كورونا المستجد لوصلت نسبة إشغالات بعض الفنادق لـ90% خلال إجازة نصف العام.
وأرجع عاطف عبداللطيف، رئيس جمعية مسافرون للسياحة والسفر، قرار مد العمل بالمبادرة لعدة أسباب، أهمها أن كل المؤشرات تؤكد تراجع الإصابات بفيروس كورونا خلال شهر مارس وإبريل المقبلين، ما يتيح فرصة أكبر للمواطنين المصريين للسفر إلى المدن السياحية، إضافة إلى وجود رغبة قوية من العاملين بالقطاع السياحى، فى مد المبادرة نظرا للتراجع الكبير فى الحركة السياحية الوافدة من الخارج خلال الربع الأول من العام الحالى.
وأضاف أن السياحة الداخلية هى الملاذ الوحيد حاليا لقطاع السياحة بمصر فى ظل أجواء كورونا، وما تسبب فيه الفيروس من توقف شبه تام فى حركة السياحة العالمية بشكل عام والمصرية بشكل خاص، داعيا إلى ضرورة قيام الدولة بالترويج للسياحة الداخلية بهدف رفع نسب الإشغالات بالفنادق التى تعانى منذ مارس الماضى من توقف شبه تام.
وأشار عبداللطيف، إلى أنه فى ظل تراجع الإشغالات الفندقية عن معدلاتها الطبيعية يجب التوسع فى نشر ثقافة السياحة الداخلية والترويج لها بشكل كبير، واستثمار مبادرة «شتى فى مصر» من خلال التسويق لها بمختلف المصالح والجهات الحكومية، وكذلك القطاع الخاص والبنوك لتنظيم رحلات سياحية للعاملين بهذه الجهات، حتى يتم إحداث حركة نشطة فى قطاع السياحة تساعده على الخروج بأقل الخسائر من أزمة كورونا.
من جانبه قال هشام الشاعر، عضو مجلس إدارة غرفة المنشآت الفندقية، إن الفنادق المصرية مستعدة للمشاركة فى أى مبادرة لتنشيط السياحة الداخلية خلال الفترة الحالية، وبأسعار مخفضة، إذا ما ظلت معدلات الحركة السياحية الوافدة لمصر منخفضة، مثلما هو الحال حاليا، مضيفا أن المواطنين المصريين ساهموا فى ارتفاع نسب إشغالات فنادق الغردقة وشرم الشيخ والأقصر وأسوان خلال إجازات منتصف العام.
وأوضح أن الفترة الأولى لمبادرة «شتى فى مصر» حققت المستهدف من تدشينها حيث منحت الفرصة للمواطنين المصريين لزيارة المدن السياحية المصرية بأسعار مدعمة، كما ساهمت فى إحداث انتعاشة فى حركة البيع والشراء فى المدن السياحية المشاركة بالمبادرة.
من جهته قال محمد عثمان، رئيس لجنة تسويق السياحة الثقافية، إن المبادرة نجحت فى مساعدة العاملين بالقطاع السياحى بالأقصر الذين يمثلون نحو 70% من عدد سكان المحافظة، وتوقف عملهم بصورة شبه تامة لفترة قاربت على العام، موضحا أن العاملين بالأقصر وأسوان كانوا الأكثر تضررا من تراجع الحركة السياحية الوافدة لمصر خلال الشهور الماضية وبحالة الركود السياحى التى أصابت المدن السياحية بالصعيد، موضحا أن أعداد المصريين بالأقصر ليست بالكبيرة إلا أنها نجحت فى تحريك المياه الراكدة وأعادت الحياة للشارع السياحى هناك.
وأكد عثمان أن السياحة الداخلية ساهمت بشكل كبير فى إحداث انتعاشة ببعض القطاعات كقطاع الفنادق العائمة والبالون الطائر، التى شهدت إقبالا كبيرا من المواطنين عليهما، لافتا إلى أن أكثر من 90% من السياح المصريين المتواجدين بالأقصر حاليا زاروها من خلال الرحلات النيلية «نايل كروز» عبر الفنادق العائمة العاملة بين الأقصر وأسوان.
ويرى علاء عاقل، عضو غرفة المنشآت الفندقية أن مبادرة «شتى فى مصر»، مثلت دعاية إيجابية للسياحة المصرية، حيث إن استمرار الفنادق فى العمل واستقبال نزلاء بأعداد معقولة فى ظل جائحة كورونا يعطى مؤشرا للعالم على أن المنشآت الفندقية والسياحية المصرية «آمنة صحيا»، وتطبق جميع الإجراءات الاحترازية والوقائية ما يجعلها وجهة مميزة لاستقبال السياح من مختلف دول العالم.
وأشار إلى أن الأجانب المقيمين بمصر استفادوا جنبا إلى جنب مع المصريين من أسعار الفنادق وتذاكر الطيران المقدمة خلال المبادرة، مشيرا إلى أن فنادق الاقصر وأسوان والغردقة وشرم الشيخ المشاركة فى المبادرة كانوا الأكثر إشغالا، مؤكدا أن زيارة المصريين للمدن السياحية يسهم فى استمرار الفنادق فى العمل ويساعدها على دفع رواتب العاملين بها، كما يعوض إلى حد ما، التراجع الكبير فى الحركة السياحية الوافدة لمصر من الخارج خلال الفترة الحالية.
وتهدف المبادرة إلى تخفيض أسعار الطيران الداخلى لربط المدن السياحية بمصر من خلال تنظيم رحلات من القاهرة إلى كل من الأقصر وأسوان وشرم الشيخ وطابا والغردقة ومرسى علم، ومن الإسكندرية إلى الأقصر وأسوان.
وتقرر استمرار تثبيت أسعار تذاكر الطيران للمصريين والأجانب بسعر موحد، شامل الضرائب للذهاب والعودة من القاهرة والإسكندرية إلى الأقصر ١٥٠٠ جنيه وإلى أسوان ١٨٠٠ جنيه، ومن القاهرة أو الإسكندرية إلى شرم الشيخ والغردقة و طابا ١٨٠٠ جنيه، وإلى مرسى علم ٢٠٠٠ جنيه.