أخبار مصر

رجائي عطية للمحامين الجدد: تزودوا بالعلم والأخلاق

عقدت نقابة المحامين، اليوم السبت، ثاني جلسات حلف اليمين القانونية للمحامين الجدد لشهر مارس الجاري، برئاسة نقيب المحامين رجائي عطية، وحضور أعضاء مجلس النقابة (حسين الجمال، محمود الداخلي، محمد الكسار، ماجد حنا، محمد نجيب، ومحمد راضي مسعود)، وذلك لنقابات: (جنوب الجيزة – شمال الجيزة – جنوب القليوبية – شمال القليوبية – حلوان).

واستهل نقيب المحامين كلمته قائلا: «لو كان الأمر بيدي حين وضعت صيغة هذا اليمين، لاستبدلت تعبير مهنة المحاماة بتعبير رسالة المحاماة، وحينما أقول رسالة وقد أخترت ذلك عنوانًا للكتاب الذي ألفته عنها لم أكن متحيزًا للمحاماة وإنما كنت أتحدث ولا أزال عن واقع المحاماة، فالمحاماة رسالة والمحامون والمحاميات يقومون بوظيفة أشبه بوظيفة أصحاب الرسالات».

وأضاف: «عندما نعقد مقارنة بسيطة نجد أن مقدمة المحاماة أنها تخصيص كل القوة التي يمتلكها المحامي ليدافع عن غيره، ويدرأ الشر عن غيره، ويحقق الحق والعدل لغيره، ويضحي بكل شيء في سبيل قيامه بهذا الواجب، وكيما ينهض به لا بد أن يكون متميزًا، وأقولها بدون غرور وشتان بين الغرور والتكبر وبين الثقة والاعتداد بالنفس، ينبغي للمحامي والمحامية هذه الثقة وذلك الاعتداد بالنفس لأن كل منهما يقوم برسالة هي من وظائف الأنبياء والرسل».

ووجه نقيب المحامين حديثه للأعضاء الجدد قائلا: «أنتم تدخلون إلى القضاة وأنتم محملون بحمل ثقيل، متهم برئ ينشد براءة، متهم كان في حالة دفاع شرعي ويلتمس أن يتخذ بهذا، صاحب حق ضائع، وأنت تحمل كل هذا على كتفيك وتذهب به إلى القاضي ومهمتك هي الإقناع، ولن يملك أحدنا الإقناع ما لم تتوفر له وسائله وحججه وبراهينه وأولها دراسة القضية، فكلما قرأت القضية تخرج منها بتحليل، فإذا عاودت قراءتها تخرج بما لم تخرج به في القراء الأولى، وكان عباس العقاد -رحمه الله- يقول إن قراءة كتاب 3 مرات أجدى عليّ من قراءة 7 كتب».

وأكد عطية: «مهما كنت مفوها وصاحب علم وخبرة لن يجدي هذا إذا لم تقرأ القضية قراءة جيدة، وحينما تقرأ هذه القراءة تتفتح أمامكم مغاليق الدعوى وتتضح لك الصورة المثلى للدفاع كيف يكون، فالدفاع خطة وإذا قيل فيها جزء قبل جزء لا يحدث الأثر المطلوب، فيجب أن يكون لديك تصور يجعلك تحسن الحديث وعرض الحجة وإيصالها إلى وجدان القاضي، وهذه معايشة لا تأتي من فراغ، ولذلك أقول دائمًا أن المحامي قيمة خاصة يغرد دائما خارج السرب».

وأوضح نقيب المحامين، أن سلاح المحامي الوحيد هو ما يبذله من جهد قوامه ما نحصله من معارف وعلوم وخبرات وهذه المهمة ليست مهمة يسيره فلابد أن تخوضوا في بحور العلم والمعرفة دون إسقاط التقاليد والأخلاق كي تكون متميزًا.

وأضاف: «القاضي الجيد حينما يقرأ القضية يكون فكرة وهذا أمر طبيعي، ولكن القاضي غير الجيد يكون عقيدة من الصعب أن تغيرها ما لم تكون مالكًا لنواصيك ولديك العلم والمعرفة ودراستك للقضية وبيانك ولغتك حضورك وإلقاءك، وكيف يتأتى لك هذا إن لم تكن عاشقا لرسالة المحاماة، وأن تبذل كل لحظة من عمرك لتكون إضافة حقيقة لك ولعمرك الرمزي، فهناك من يستغرقون في حياتهم الواحدة أعمار رجال، لأنهم مضوا في الحياة بهذه الأشواق إلى المعرفة وبهذه الرغبة الواسعة في الأخذ بكل ما يتعلق بالعلوم والمعرفة، ونحن نتميز عن السابقين بأن العلم صار في متناولنا».

ونصح نقيب المحامين، شباب المهنة، بأن يتزودوا بالعلم والأخلاق فهما خير زاد في المحاماة، متابعا: «حينما تصلون إلى هذا سوف تحركون الجبال، وسوف تفرضون احترامكم على الكافة، ويكون المحامي محلًا للاحترام».

ودعا نقيب المحامين، الأعضاء الجدد، إلى أن يتخذوا من اليوم خطًا جيدًا لسباق لابد أن يدركوا أنكم تدخلون إليه من هذه اللحظة فأمس كان من حقك الخطأ لأنه كان مردود إليكم، لكن من هذه اللحظة لم يعد من حقك أن تخطأ لأن الخطأ مردود على غيرك، متمنيًا أن يتحقق على أيديهم ما يتمناه للمحاماة بعد أن هانت في عين بعض أبنائها، متابعا: «الأمل ينعقد عليكم فأنتم عدة الغد ومستقبل المحاماة».

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *