افتراضيا .. النسخة الرابعة من “القمة الثقافية” تنطلق في أبوظبي اليوم
هيفاء الأمين -أبوظبي
انطلقت صباح الأثنين بأبوظبي في 8 مارس2021 انطلقت اليوم فعاليات النسخة الرابعة من ” القمّة الثقافية – أبوظبي ” عبر المنصّات الافتراضية تحت شعار ” الثقافة ودورها في دفع النمو الاقتصادي ” وتستمر حتى 10 مارس الجاري، شهد اليوم الأول من القمة مشاركة نخبة من الخبراء من قطاعات مختلفة تتضمن التراث والفنون والإعلام والسياسات الثقافية والتصميم والتكنولوجيا ضمن سلسلة من الحوارات والجلسات النقاشية ودراسات الحالة والحوارات الفنية وعروض الأداء، بهدف تحديد الطرق التي تتيح للثقافة القيام بدور محوري في المجتمعات حول العالم.
وانعقدت القمة بتنظيم من دائرة الثقافة والسياحة– أبوظبي بالتعاون مع كوكبة من الشركاء الدوليين والمحليين، هم منظمة اليونيسكو، ومؤسسة سولومون آر. جوجنهايم، وذي إيكونوميست إيفنتس، وجوجل، ومؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (أونكتاد)، ومتحف لندن للتصميم. وستقدم القمة سلسلة من النقاشات وعروض الأداء ودراسات الحالة لتسليط الضوء على أفكار حول دور الثقافة في تحسين عالمنا.
ورحب معالي محمد خليفة المبارك رئيس دائرة الثقافة والسياحة بأبوظبي بالحضور خلال كلمته الافتتاحية للقمة، مؤكدا أن الثقافة تمثل ركيزة أساسية لازدهار أي مجتمع ويجب أن تكون في مقدمة القضايا التي تشغل صناع القرار والسياسات وأن تكون حاضرة وجزءا أساسيا في منظومة الحياة بأكملها، من المراحل التعليمية المبكرة، إلى التعليم الثانوي وتفاصيل الحياة اليومية.
وتساءل المبارك : ” كيف نضمن أن يكون جميع صناع القرار وصناع السياسات، وجميع الحكومات والمؤسسات المشاركة، مدركين تماماً لأهمية وضع الأجندة الثقافية على رأس أولوياتهم؟ كيف تتحول الثقافة إلى جزء جوهري من المناهج التعليمية وأن نتحدث عن النشاط الثقافي كما نتحدث عن الخدمة الاجتماعية الاساسية .. لتحقيق ذلك يجب أن يبتكر القطاع الثقافي مصادر دخل جديدة للمؤسسات الثقافية وللعاملين في القطاعات الثقافية.” وقال : ” ندرك جميعاً أن الثقافة تمثل طوق نجاة الإنسانية وخصوصاً وسط هذه الظروف الاستثنائية التي نمر بها، فقد لمسنا عن كثب التأثير السلبي الهائل لأزمة ” كوفيد-19 ” على الصحة النفسية ومع التوقعات باستمرار تداعياته لفترة طويلة، فإن الثقافة تمثل ملجأنا الأمثل”.
وأضاف : ” بعدما نفهم أهمية الدور المحوري الذي تلعبه الثقافة في نمو المجتمعات، هل بإمكاننا العمل معاً لصياغة طرح وعرض قيمة جديدة لهذا القطاع المهم والاستجابة لواقعنا الجديد؟ إذ نجحنا بتحقيق ذلك، ستصبح الثقافة محوراً أساسياً عند وضع أي ميزانية أو سياسة”.
وقال:” حان الوقت لإرساء الأسس، والتفكير بمصلحة الأجيال المستقبلية وسبل استفادتها من السياسات والإستراتيجيات والأفكار التي نطرحها الآن وتطويرها بما يضمن لهم عدم مواجهة نفس المشاكل والتحديات التي واجهتنا.. هذه هي مهمتنا الرئيسية، وكلي ثقة بقدراتنا الجماعية، إذ يتعيّن علينا تخصيص الوقت والجهد للعمل بشكل حثيث على إيجاد هذه الحلول”.
من جانبها قالت أودري أزولاي، المديرة العامة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والتعليم والثقافة “يونسكو” إن التعافي الثقافي يمثل ضرورة للسلام لأن الثقافة تقرب الناس من بعضهم البعض ببناء الجسور وخلق المعنى.، وأضافت أن الجمعية العامة للأمم المتحدة أعلنت عام 2021 السنة الدولية للاقتصاد الإبداعي من أجل التنمية المستدامة وهذا أيضًا هو طموح القمة الثقافية في أبوظبي لتعكس بشكل وثيق العمل مشترك.
وقالت:” قررنا إطلاق دراسة عالمية مع دائرة الثقافة والسياحة بأبوظبي حول تأثير جائحة كوفيد -19 على الاقتصاد الثقافي يسعدني أن أنضم إلى معالي محمد خليفة المبارك رئيس الدائرة للإعلان رسميًا عن هذه الدراسة اليوم .. وأضافت أنه لكي نفهم نحتاج إلى أرقام لكننا لا نحتاج فقط إلى الأرقام .. نحتاج أيضًا إلى خبرات ورؤى المحترفين”.
وأشارت إلى أن اليونسكو أطلقت منذ ما يقرب من عام مناقشات في ذروة جائحة “كوفيد 19” من خلال 240 مناظرة في أكثر من 110 دول حيث قمنا بجمع الفنانين والمهنيين من جميع القارات للتفكير في الأزمة ولكن أيضًا للتحضير لإعادة بناء القطاعات الثقافية .. من خلال هذه المناقشات توصلنا إلى توصيات ملموسة في دليل “الثقافة في أزمة” والتي أدعو لقراءتها ومشاركتها إذ يسلطون الضوء على ثلاث قضايا رئيسية”.
ونوهت إلى أن الاقتصاد الرقمي وتوسعه المذهل يمثل التحدي الأول حيث تولد التكنولوجيا الرقمية العديد من الفرص في كل من الإبداع والتوزيع ولكنها تحتاج أيضًا إلى حماية التنوع الثقافي وتعزيزه بشكل أفضل مضيفة أنه في حالة عدم وجود لوائح مناسبة يمكن أن تؤدي التكنولوجيا الرقمية إلى مخاطر أكثر من فرص الإبداع والتنوع الثقافي.
ولفتت إلى أن التحدي الثاني مرتبط بالأول فهو اقتصادي اجتماعي حيث إنه ينطوي على ضمان أن المبدعين يمكنهم العيش بشكل لائق من نشاطهم لذلك ليس من الملح التفكير فقط في أجرهم ولكن أيضًا في سلاسل القيمة والدفاع عن المبدعين بشكل أفضل ومنحهم مكانة مهنية أكثر وقائية.
وأشارت إلى أن التحدي الثالث هو السلام الذي تساعد الثقافة على بنائه حيث أن الثقافة هي اللغة العالمية للموسيقيين والفنانين والمبدعين من جميع الأنواع لغة يفهمها الجميع، وربما تكون هذه القوة الموحدة هي التي يتردد صداها بقوة في الشرقين الأدنى والأوسط والتي وضعتها اليونسكو موضع التطبيق في الماضي القريب، مشيرة إلى أنه في بيروت أو في الموصل نركز على إعادة تأهيل التراث وإحياء الحياة الثقافية لإرساء أسس السلام.
ويسلّط البرنامج العام للقمة الثقافية أبوظبي الضوء على التحديات وفرص تضافر الجهود للعمل معاً على تطوير وبناء منظومات إبداعية مرنة وتعاونية، كما سيتطرق إلى المكتسبات الاجتماعية والاقتصادية التي يحققها القطاع الإبداعي والثقافي في جميع أنحاء العالم مع التركيز بصفة خاصة على أهمية تبادل المعارف والأفكار الملهمة وتطوير الآليات والسياسات الفاعلة.
وتبني القمة هذا العام على النقاشات الرئيسية التي بدأتها نسخة 2019 والتي تناولت الدعم المالي والاستدامة في قطاع الثقافة في مواجهة التغييرات المجتمعية والاقتصادية السريعة، حيث ستبحث القمة فرص تجديد القطاعات الثقافية والإبداعية في عالم ما بعد «كوفيد-19» والوقوف على قدرة الاقتصاد الإبداعي في خلق أثر إيجابي ملموس على مستوى المجتمعات والمنظومات الاقتصادية.
ويستهل برنامج القمة بكلمة ترحيبية من محمد خليفة المبارك، رئيس دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي، كما ستتخلل البرنامج العام للقمّة كلمات رئيسية لكل من نورة الكعبي، وزيرة الثقافة والشباب، وأودري أزولاي، المديرة العامة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والتعليم والثقافة (اليونيسكو)؛ و أشيل مبيمبي، الفيلسوف والمفكر العام المتخصص في العلوم السياسية؛ وحوار للسير ديفيد شيبرفيلد، المهندس المعماري، والسير أنتوني جورملي، النحّات البريطاني الحائز على وسام رتبة الإمبراطورية البريطانية مع تيم مارلو، الرئيس التنفيذي ومدير متحف التصميم الحائز على وسام رتبة الإمبراطورية البريطانية؛ وروجر براون، رئيس كلية بيركلي للموسيقى، وأندرس سزانتو، عالم الاجتماع؛ وتشارلي بوث، مغنّ، ومؤلف ومنتج الأغاني الأمريكي.
وينضم إلى البرنامج العام للقمة نخبة من الخبراء، من ضمنهم الشيخة حور القاسمي، رئيسة مؤسسة الشارقة للفنون؛ وبيكي أندرسون، مديرة التحرير ومذيعة «سي إن إن» أبوظبي ومقدمة برنامج «كونيكت ذا وورلد»؛ وريتشارد أرمسترونج، مدير مؤسسة ومتحف سولومون آر جوجنهايم؛ وإرنستو أتون راميريز، مساعد المدير العام للثقافة في منظمة اليونيسكو، وهادلي جامبل، المذيعة والمراسلة الدولية لدى شبكة قنوات «سي إن بي سي»؛ ولوران جافو، رئيس المختبرات لدى مؤسسة «جوجل للفنون والثقافة»؛ وماريسا هندرسون، رئيسة برنامج الاقتصاد الإبداعي في مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (أونكتاد)؛ ولازار إلوندو أسومو، مدير الثقافة والتدخلات السريعة في «اليونيسكو»؛ وإس ديفلن، الفنانة والمصممة الحائزة على وسام رتبة الإمبراطورية البريطانية؛ وألكسندرا مونرو، كبير المنسقين ومديرة الشؤون الفنية لدى متحف سولومون آر جوجنهايم؛ وفياميتا روكو، محررة ومراسلة الشؤون الثقافية، مجلة «ذي إيكونوميست» ومجلة «1843» المملكة المتحدة؛ ودان روزجارد، مؤسس «استديو روزجارد»؛ وإرثلينج إد،، متحدث ومعلّم حول شؤون النباتيين؛ وسامح وهبة، المدير العالمي للممارسات العالمية الاجتماعية والريفية والحضرية والمرونة.
وتخللت القمّة الثقافية سلسلة من الجلسات النقاشية والحوارات البنّاءة التي تتطرّق إلى تعافي وتطور القطاع بعد جائحة كوفيد-19 من خلال إرساء أسس بيئة ثقافية جديدة تتمتع بمستويات أعلى من المرونة والتأقلم بما يضمن قدرتها على مواجهة التحديات المستقبلية.
كما تتناول القمّة الثقافية مبادرة “السنة الدولية للاقتصاد الإبداعي من أجل التنمية المستدامة” 2021 التابعة لمنظمة “اليونسكو” بهدف استعراض إمكانات الاقتصاد الإبداعي ودوره في تحقيق أهداف التنمية المستدامة التي وضعتها الأمم المتحدة ضمن مجالات التعليم والاقتصاد والابتكار والبنية التحتية والمساواة والمدن والمجتمعات المستدامة.