مؤتمر الأوقاف يدعو لإنشاء لجنة علمية دولية للحوار البناء
دعا المشاركون في مؤتمر “حوار الاديان والثقافات” الى انشاء لجنة علمية دولية للحوار البناء للعمل على منع نشوب الصراعات المسلحة وحل القضايا العالمية والتعايش السلمي مع الآخر.
جاء ذلك في الجلسة الاولى للمؤتمر الدولي “حوار الأديان والثقافات” الذي ينظمه المجلس الأعلى للشئون الإسلامية على مدى يومي 13 ـ 14 مارس الجاري تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي ، وبرئاسة وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة، ويشارك فيه 35 دولة و75 شخصية عالمية دينية وسياسية واقتصادية واجتماعية ، حيث شارك فيها العميد السابق لكلية أصول الدين بالقاهرة الدكتور بكر زكي إبراهيم عوض، والكاتب الصحفي هاني لبيب عضو المجلس القومي لمكافحة الارهاب، وجان أجاه توري رئيس مجلس إدارة التحالف المسيحي بالنرويج، المدير العام للإعلام والنشر بموريتانيا الوالي محمد المصطفى طه.
في البداية أكد الدكتور بكر عوض أن الغرب عمل على إعلاء قيمة العقل على النص ورفضه جملة وتفصيلا ومن أعمل عقله فأنتج ما يخالف النص حكم عليه بالحرق مثل “نيوتن وكوبر نيكوس وجاليليو”. ثم كان التغلب للعقل فجأة فأحدث ثورة في عالم اكتشاف السنن الإلهية دون أن ينسب هذه السنن إلى من سنها بل رآها في كثير من الأحيان قوانين طبيعية.
وأضاف أن العقلانية عن المسلمين هي كلمة مستحدثة تعني التفكير العلمي المنضبط بضوابط الشرع ولما كان العقل وعاءً للنص فقد جعله الله قيدًا للتكليف، ومن غاب عقله سقط تكليفه وتتفاوت الأحكام الشرعية بتفاوت حال العقل.
وأشار إلى أن فيما يتعلق بعقلانية الحوار بين المسلم وغيره في الماضي، فالحوار هو أساس الإقناع في الدعوة وطرق الإقناع كثيرة: الجدل– الحوار- المناظرة- الأمثال وغيرها
وليس الإكراه، اما في العصر الحاضر اتخذ الحوار الرسمي أو بين المؤسسات صورًا جديدة خلت من قضايا الاعتقاد الديني واتجهت إلى قضايا الاعتقاد العام دون تناول مفردات العقيدة.
وحول ضرورة الحوار العقلي من أجل التجديد في الفكر الإسلامي والخطاب الديني، قال إن القضية محل التناول بالبيان الآن إما أن يكون لها أصل في تراثنا أو لا أصل لها، ونحن نتكلف لنستنبط لها أصلاً، أو بدا التكليف مرفوضا فأصبحنا أمام وقائع جديدة لا سابق لها في تراثنا الفكري.
ومن جانبه، دعا الكاتب الصحفي هاني لبيب عضو المجلس القومي لمكافحة الارهاب إلى تفعيل ثقافة المشاركة والتفاعل الإيجابي بين المواطنين من خلال نشر ثقافة التنوع التي تقوم على احترام الاختلاف البنَّاء، مؤكدا أن التشكيك الوطني والعقائدي الذي يختزل كل أشكال الهوية في الهوية الدينية، يسهم في خلق صورة ذهنية سلبية حول الطرف الديني الثاني ويعد أهم تحديات الحوار.
وقال لبيب إن المستقبل يحتم علينا احترام الخصوصيات العقائدية، والعمل على فتح أبواب التعاون المثمر بين أتباع الأديان عامة والأديان السماوية خاصة.
وأوضح لبيب أن من قواعد الحوار فهم كل طرف للطرف الثاني فهمًا صحيحًا، والحفاظ على الاحترام المتبادل بين جميع أطراف الحوار، واعتراف كل طرف بخصوصية الأطراف الأخرى، وحق كل طرف قبول أو رفض أي فكرة أو أي رأي، دون ازدراء أو سخرية أو تهكم، إضافة إلى المساواة في العلاقات بين المواطنين دون أدنى تمييز.
ولفت إلى أن التزام أتباع الأديان بقواعد الحوار ينقلنا إلى حالة الحوار الحقيقية، مضيفا إلى أن الحوار بينهم أصبح من أكثر القضايا الخلافية جدلاً، لعدة أسـباب، منها: رفض البعض الاعتراف بالحوار، لتصور أحد الأطراف المسبق أنه سيؤدي إلى تنازل أحد الطرفين عن ثوابته، في مقابل تأكيد ثوابت الطرف الثاني، بينما يخاف منه البعض الآخر، لاعتقادهم أنه مؤامرة تهدف إلى تذويب الفوارق بين الأديان.
وبدوره، قال جان أجاه توري، إن مصر دول جاذبة للسلام ولها دور تاريخي رائد في السعي نحو إقرار السلام في منطقة الشرق الأوسط مؤكدا على ضرورة تعزيز ثقافة احترام الآخر داخل المجتمعات.
واضاف توري، أنه يجب أن تكون هناك أرضية مشتركة بين الأديان حتى يعم السلام في العالم مشيرا إلى أنه داخل أسرته هناك اختلاف في الأفكار والمعتقدات ولكن رغم ذلك يحترم رغبتهم في التعبير عن أفكارهم.
وأشار إلى أن جميع الأديان أكدت على أهمية المرأة في المجتمع ويجب المساواة بينها وبين الرجل في كل المجتمعات كما أنه يجب تعزيز ثقافة الحوار والتسامح بين جميع أفراد المجتمع لان الحب هو جوهر الأديان وأشاد بفعاليات المؤتمر الدولي الـ31 للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية «حوار الأديان والثقافات»، تحت رعاية الرئيس السيسي مؤكدا أن المؤتمر يضم خبرات عميقة ومتنوعة.
وفي سياق متصل، ثمن المدير العام للإعلام والنشر بموريتانيا الوالي محمد المصطفى طه العلاقات الودية بين مصر وموريتانيا، مؤكدا أنها ممتدة منذ قديم الأزل، فكلا البلدين يزخران بالعديد من علماء الدين والأدباء والمفكرين، مشيرا إلى وجود عدد من الفقهاء المصريين في بلاده الذين يقدمون علمهم بكل محبة للموريتانيين.
وقال طه إن هناك بعض المفاهيم التي يجب أن تكون ركيزة مهمة للحوار بين المسلمين لتكون قاعدة أساسية ينطلقوا منها إلى الحوار مع باقي الديانات، مضيفا أن الانفتاح بين المسلمين من أهم ركائز الحوار الجيد، فالدين جاء رحمة للعالمين وليس للمسلمين فقط.
وأشار إلى أن الدين الإسلامي دعا إلى الإنصاف بين المسلمين، فهو يشكل أرضية وثيقة للانطلاق نحو الحوار مع الآخر ، مؤكدا أن القرآن الكريم كرم الإنسان ودعاه إلى احترام الآخر، ومن هنا يجب أن نتعايش في وئام وسلام ونحترم الآخر حتى نستطيع نشر المحبة بين البشر.
وأكد أن احترام المنهج القرآني يعد أهم ركائز الحوار الجيد، فالدعوة لهذا منهج تتلخص في الحكمة والموعظة الحسنة والجمال، فلا يمكن أن نأخذ بموعظة مجردة، موضحا أن هناك بعض الواعظين الدينيين يتحاورون بصورة غير صحيحة، وأن صاحب الموعظة السيئة لا يمت للإسلام بصلة لأن لا يقدم الإسلام كما ينبغي وكما أمرنا الله عز وجل، فهو بذلك ينفر المتحاور معه من الدعوة.
ودعا إلى معالجة الصورة النمطية للإسلام، قائلا إن الجمال عند الله كل شي وإنه يجب علينا تقديم الدين في ثوب جميل ومحبيه للناس، مضيفا أن رجل الدين يجب أن يقدم الدين بفطرته وأن يخلع ثوب الملائكية المزيفة؛ حتى نتحاور من منطلق قوي وفعال ونصل للآخر بسهولة ويسر.
جاء ذلك في الجلسة الاولى للمؤتمر الدولي “حوار الأديان والثقافات” الذي ينظمه المجلس الأعلى للشئون الإسلامية على مدى يومي 13 ـ 14 مارس الجاري تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي ، وبرئاسة وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة، ويشارك فيه 35 دولة و75 شخصية عالمية دينية وسياسية واقتصادية واجتماعية ، حيث شارك فيها العميد السابق لكلية أصول الدين بالقاهرة الدكتور بكر زكي إبراهيم عوض، والكاتب الصحفي هاني لبيب عضو المجلس القومي لمكافحة الارهاب، وجان أجاه توري رئيس مجلس إدارة التحالف المسيحي بالنرويج، المدير العام للإعلام والنشر بموريتانيا الوالي محمد المصطفى طه.