مدبولي: ملتزمون بالحفاظ على مناطق القاهرة التاريخية واستعادة رونقها
وتفقد مدبولي، يرافقه الدكتور خالد العناني وزير السياحة والآثار، واللواء خالد عبدالعال محافظ القاهرة، ومصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، وعدد كبير من الأثريين، شارع الخيامية ووكالة “رضوان بك”.
وأكد مدبولي -في بدء جولته- التزام الدولة، قيادة وحكومة، بالحفاظ على كل مناطق القاهرة التاريخية، التي تمثل كنزاً حضاريا للدولة المصرية بما تزخر به من تراث معماري وثقافي كان شاهدا على مختلف العصور التاريخية التي مرت بها الدولة.
وقال مدبولي إن الهدف من تنفيذ المشروعات المقترحة للتطوير هو استعادة دور القاهرة كونها مدينة حية للتراث والسكن والثقافة، وهي في حاجة لاستعادة أفضل ما في تاريخها لتعود مركزا للإشعاع الحضاريّ والتاريخيّ والثقافيّ، ومقصدا سياحيا تاريخيا، إلى جانب استعادة دورها كمركز للحرف والصناعات التقليدية.
وخلال جولته في المنطقة، ترّجل مدبولي بشوارع منطقة “الخيامية” ووكالة “رضوان بك”، وأجرى حوارا مع العديد من أصحاب الحرف اليدوية، حيث أكد أحد العاملين في صناعة الجلود الطبيعية أن هناك إقبال كبير على هذه المنتجات المصرية من جانب السائحين والمصريين، إلا أن الشباب أصبحوا لا يقبلون عليها بشكل كبير، وهو ما قد يؤثر على هذه المهن الحرفية مستقبلا.
كما استمع مدبولي باهتمام لأصحاب الحرف اليدوية الأخرى التي تشتهر بها هذه المنطقة، حيث تحدث أصحاب هذه الحرف عن مشكلة عدم توافر الأيدي العاملة في هذه الصناعات اليدوية، وعلق رئيس الوزراء بقوله إن قيمة هذا المكان تنبع من تواجدكم به ومن مختلف المنتجات الحرفية التي لها قيمة عالية ونحن نقدرها، ونسعى للحفاظ على استمراريتها في إطار الحفاظ على القيمة التاريخية لهذه المنطقة، وفي ظل سعي الدولة لإحياء كل مناطق القاهرة التاريخية، والحفاظ على ما تتميز به كسوق لهذه المنتجات الحرفية اليدوية بارعة الصنع، وهو ما سيكون له صدى إيجابيا كبيرا في إعادة جذب السائحين إليها وجعلها مقصدا سياحيا مرة أخرى على خريطة السياحة التاريخية.
كما تفقد مدبولي، ومرافقوه، عددا من ورش صناعة الأخشاب بالمنطقة، في إطار تفقد الأنشطة المتواجدة بالمنطقة، والوقوف على مدى جودتها وسبل الحفاظ عليها وتطويرها، وخلال جولته في شارع الخيامية، التقى مدبولي بأصحاب الورش، وأدار حوارا معهم حول مخطط الدولة لتطوير المنطقة، مؤكدا خلال حديثه مع الصناع أن الدولة تستهدف تطوير المنطقة للحفاظ على ما بها من تراث معماري، وكذا ما بها من حرف يدوية تشتهر بها المنطقة.
والتف أهالي المنطقة حول مدبولي خلال جولته، مرحبين بهذه الجولة التي تعد زيارة غير مسبوقة تعكس حرص الدولة واهتمامها بهذه المناطق التاريخية، مرددين هتافات “تحيا مصر”، وخلال ذلك ناشد أحد كبار السن في المنطقة رئيس الوزراء الاستماع إلى مشكلة تخصه، وهو ما استجاب له على الفور واستمع إلى تفاصيلها وكلف بدراستها، كما استجاب مدبولي لطلب أحد أصحاب الورش بضرورة منع سير عربات “التوكتوك” في المنطقة، ووجه الدكتور مدبولي محافظ القاهرة بمنع سيرها في المنطقة.
واستمع مدبولي، خلال جولته بالمنطقة، إلى شرح من المهندس أسامة طلعت رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية، حول تاريخ المنطقة، مستعرضا في هذا الصدد مراحل تطوير القاهرة التاريخية والتي تضم شارع المعز، ووكالة الغورية، وشارع الخيامية.
وأكد رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية الدكتور أسامة طلعت، أن المخطط المقترح لتطوير المنطقة يتضمن إعداد برامج تدريبية للحرفيين للعمل على رفع جودة المنتجات الحرفية، إلى جانب السعي لإعداد أجيال جديدة للحرف اليدوية المختلفة، وفي الوقت نفسه، توفير ورش تدريب لتلاميذ المدارس وطلبة الجامعات على الفنون والحرف اليدوية، وإنشاء مركز لتطوير التصميمات، يسهم في اقتراح تصميمات واستخدامات معاصرة لمنتجات الخيامية.