مؤتمر «الفارابي» يوصي بإحياء الجوانب المثمرة من التراث الإسلامي لخدمة الإنسانية
كما أوصى المؤتمر، بضرورة إعادة طرح الإسهامات العلمية والفلسفية والكلامية لعلماء الإسلام ومتكلميه وفلاسفته بصورة تأصيلية، وبلغة تجديدية تناسب العصر الذي نعيش فيه بصورة أكثر مرونة ووضوحا، حتى يستطيع باحثو العصر ومثقفوه من الاطلاع عليها ومطالعتها بيسر وسهولة.
كما دعا المؤتمر، المفكرين والمختصين بتوجيه النظر البحثي والعملي لفكر المعلم الثاني أبي نصر الفارابي، واستثمار ما حوته مؤلفاته من كنوز في شتى مجالات المعرفة النظرية والعملية، مع إلقاء الضوء على أثر فكر الإمام الفارابي في الحضارة الغربية، لا سيما عصر النهضة وما تلاه حتى الفلسفة الحديثة حيث وجود التشابه – وربما التطابق – بين ما جاء في فلسفة الإمام الفارابي وبين ما صرح به نماذج من فلاسفة الغرب من أمثال “جان جاك روسو” في كتابه “العقد الاجتماعي” و”هوبز” في “سلطة الحاكم” و “هيجل” في مفهومه للدولة، و”لالالند” في تعريفه المنهج والفلسفة المنهجية.
وأوصى المؤتمر، بتوجيه الباحثين إلى دراسات علمية جديدة تبرز دوره، وتعطيه حقه ومكانته، كرائد اجتماعي وفيلسوف ومفكر سبق عصره خصوصا في الجوانب الاجتماعية وقضايا المرأة والعلاقة بين النقل والعقل، والجوانب الفيزيائية والفلكية، مع التأكيد على أهمية المنهج التوفيقي بين القضايا العقلية والأصول العقدية والشرعية، الذي يجمع ما فرقته الاختلافات الفرعية، مع ضرورة العمل على تصحيح ما يستدركه بعضهم – دون وعي- على تراث الإمام الفارابي وفلسفته، خصوصا فيما يتعلق بالجوانب العقدية (النبوة وقضاياها)، ويكون ذلك في دراسات متعددة تبين مبادئه ورؤيته الصحيحة لتلك الموضوعات.
كما أوصى المؤتمر، بضرورة الاستفادة من المساهمة التي قدمها الإمام الفارابي للفكر السياسي، من خلال ربطه المتفرد بين السياسة المدنية وبين تحقيق المقاصد الدينية والإنسانية، وذلك ببيانه المنهجي الدقيق لمعالم المدينة الفاضلة.
وأوصى المؤتمر، بضرورة عقد الاتفاقيات والبروتوكولات واللقاءات الحوارية المتعددة بين المؤسسات العلمية والبحثية تكون مهمتها التركيز على تراث المعلم الثاني (أبي نصر الفارابي)؛ وذلك بغية توجيه الباحثين إليه من ناحية، وتجليته للأجيال من ناحية أخرى، وبيان إسهاماته الحضارية في الفكر الإنساني من ناحية ثالثة.