مفتى ماليزيا: الأزهر منبر الوسطية.. مصر تمد يدها إلى الجميع (حوار)
مؤتمر «حوار الأديان والثقافات» جاء فى التوقيت المناسب لمواجهة خطر التطرف.. ومشاركة 35 دولة أعطى مساحة أكبر لتبادل الرؤى والحلول.. ولدينا 10 آلاف طالب بالأزهر يلقون جميع سبل الدعم
الوضع الوبائى فى ماليزيا تحسن.. ونسمح بأداء الشعائر الدينية بتطبيق الإجراءات الاحترازية
نستهدف التعاون مع الإفتاء المصرية فى مجال تدريب المفتيين.. ونعتمد كثيرًا على ما تصدره من فتاوى
> حدثنا فى البداية عن مشاركتكم فى مؤتمر «حوار الأديان والثقافات»؟
ــ أرى أن توقيت عقد المؤتمر يأتى فى وقت مناسب نظرا لوجود العديد من القضايا التى نواجهها وعلى رأسها مواجهة الأفكار المتطرفة والعنف الذى يتم ممارسته من قِبَل بعض الجماعات التى تتخذ من الإسلام صورة ظاهرية لها، وهو ما يحتم علينا التعاون والحوار وطرح العديد من الرؤى لمواجهة مثل هذه الظواهر.
> وكيف ترى مشاركة نحو 35 دولة فى المؤتمر؟
ــ مشاركة هذا العدد من الدول وممثليها من الوزراء والمسئولين يمنح الفرصة لوضع الحلول لما نواجهه من مشكلات والأفكار المغلوطة ليس فقط ولكن عن الأديان السماوية ورسالتها السامية، ويعطى مساحة كبيرة لتبادل وجهات النظر نظرا للتنوع بين المشاركين على اختلاف ثقافاتهم، ومناقشتها على مستوى رفيع من مختلف الجهات كان عنوان المؤتمر موفق ليتناول حوار الآديان والثقافات.
> كيف ترى توصيات المؤتمر وإطلاق وثيقة القاهرة للحوار؟
ــ أرى أن وثيقة القاهرة للحوار، وتوصيات المؤتمر التى تضمنت إعلاء قيمة الحوار وترسيخُ مبدأ الرأى والرأى الآخر، وإصدار ميثاق دولى يجرم الإساءة للمقدسات والرموز الدينية ويتصدى لخطاب الكراهية والعنصرية؛ يؤسس لبنية راسخة وخطوة مهمة فى مواجهة سبل التطرف والقضايا التى تعانى منها جميع الدول فى الوقت الحالى، وهى نتاج للحوار البناء والإدارة الحقيقية لمواجهة تلك الظواهر، وهنا يجب أن نشيد بدور وزارة الأوقاف المصرية وحرصها على تواجد هذا الجمع للخروج بهذه النتيجة، بل وسعيها الدائم لنشر الوعى والفكر المعتدل والقضاء على الأفكار المتطرفة وتجفيف منابعها.
> هل ترى أنه يمكن حل قضايا التطرف والأفكار المغلوطة عن الإسلام بالحوار فقط؟
ــ لا بالتأكيد.. الحوار جزء رئيسى فى حل هذه القضايا والمشكلات، لكن لابد من العمل الدائم على تصحيح الصور المسيئة للإسلام، فالأزمة تكمن فى الجهل بصحيح الدين واستغلال البعض لقلة علم الآخرين فى تصدير صور للدين على خلاف الحقيقة، فالعمل المشترك والتعاون بين مختلف المؤسسات وعلى رأسها المؤسسات الإعلامية للتوعية وتصدير الصورة الصحيحة للدين، هو أيضا من الركائز الأساسية لحل مشكلات وقضايا التطرف، فالإسلام هو منهج مستقيم صالح لكل زمان ومكان، والتطرف هو أمر خارج عن الدين يحتاج إلى جهد كبير لمواجهته.
> وما تقييمكم للجهود المبذولة حاليا لمواجهة هذه الأفكار المغلوطة؟
ــ أرى أنه يتم حاليا بذل جهود كبيرة لمواجهة تلك القضايا بمختلف الدول، لكننا ما زلنا نحتاج لمزيد من التعاون والحوار المشترك بين الأفراد والشعوب والدول، وتعظيم دور وسائل الإعلام الموجودة لدينا فى توعية المواطنين وتصحيح أى أفكار غير حقيقية بشأن الدين، ولذلك تأتى أهمية مؤتمر حوار الأديان والثقافات.
> ما جهود الإفتاء الماليزية لمواجهة الجماعات المتطرفة؟
ــ أصدرنا كثيرًا من الفتاوى، لتحصين ومنع الماليزيين من الأفكار المتطرفة، وتعمل دار الإفتاء بشكل كبير ومتواصل من أجل حماية أبناء الشعب الماليزى، من خلال السير على نهج الأزهر الشريف فى تبنى المنهج الوسطى المعتدل بما يخدم الإسلام والمسلمين.
> وكيف ترون دور الأزهر الشريف فى مثل هذه القضايا؟
ــ الأزهر الشريف هو منبر الوسطية والاعتدال والبعد عن التطرف، وله دور كبير فى نشر العلوم والثقافة، ويلعب بدور كبير فى مواجهة جميع الأفكار المغلوطة والمتطرفة، ونحن فى ماليزيا نُسير جميع مناهج معاهدنا الدينية على مقررات الأزهر الشريف، وأجد أن العالم أجمع وليس فى ماليزيا فقط يستمدون من الأزهر أساليب التعليم والتربية الدينية الصحيحة، فأنا دائما ما أفخر بكونى أحد أبناء الأزهر.
> وماذا حول التعاون بينكم وبين دار الإقتاء المصرية؟
ــ دار الإفتاء المصرية تؤدى دورا وجهودا كبيرة فى نشر صحيح الفتاوى ومواجهة التطرف والإرهاب، ونحن فى ماليزيا نعتمد كثيرًا على فتاوى دار الإفتاء المصرية ونستفيد من خبرتها الكبيرة فى مجال الإفتاء، ونحرص على العمل والتعاون المشترك معها فى مجال تدريب المفتين وكذلك الإصدارات والأبحاث العملية فى مجال الإفتاء.
> وكيف ترى التعاون على الصعيد الدولى بين مصر وماليزيا؟
ــ تربطنا مع مصر روابط قوية على جميع الأصعدة والمجالات، ونسعى لزيادة هذا التعاون المشترك خلال الفترة المقبلة، فمصر دائما ما تمد يد المحبة وأواصر الألفة والمساعدة ليس إلى إخوانها من البلدان العربية فقط بل إلى العالم أجمع.
> كم يبلغ عدد الطلاب الماليزيين فى مصر؟
ــ لدينا نحو 10 آلاف طالب فى مصر يدرسون الأصول والشريعة وجميع العلوم بالأزهر الشريف، وأيضا عدد كبير من الطلاب يدرسون بمختلف الجامعات المصرية، وهم يتلقون جميع أساليب الدعم وحسن المعاملة فى مصر.
> حدثنا عن تأثير فيروس كورونا على أداء الشعائر الدينية بدور العبادة فى ماليزيا؟
ــ فيروس كورونا المستجد أثر بالتأكيد على أداء الشعائر الدينية بدور العبادة خاصة فى العام الماضى وفى ظل الانتشار الكبير للفيروس، لكن حاليا المساجد مفتوحة ويتم أداء جميع الشعائر بها، لكن فى ظل وجود الضوابط والإجراءات الاحترازية، وعلى رأسها ارتداء الكمامات الطبية، والتباعد بين المصلين بوجود مسافات مناسبة للوقاية من انتشار الفيروس، مع وجود مصلى شخصى لرواد المساجد.