أخبار مصر

محمد طه: اتخاذ قرار في العلاقة وفق كلام مكتوب أو محاضرة أو فيديو أمر غير حكيم

قال الدكتور محمد طه إن الشخص الذي يبدأ في التغيير لا بد أن يقابل بمواجهه ممن حوله من الذين بلحظون تغيره، وأن عليه رفض الابتزاز النفسي الذي يتعرض له، وعدم الشعور بالذنب عن ذلك، وقول «لأ» ولكن بصورة صحيحة تجعل الآخر يدرك حجم التغيير وصحته.

وأضاف خلال حفل توقيع ومناقشة «ذكر شرقي منقرض» اليوم بمكتبة ديوان في مصر الجديدة، أن التغيير يبدأ مع زيادة الوعي، وهو أمر صحي، رغم أنه قد يتسبب في أحيان كثيرة بصدام مع من حولنا، خاصة إذا كان التغيير بصورة كبيرة، وأن على الإنسان أن يتعامل مع الأخرين بحكمة ويلتمس لهم العذر خاصة أن كان هؤلاء من الأشخاص المقربين، فهم يتعاملون وفق مفاهيمهم القديمة.

وأكد طه خلال حديثه على ضرورة عدم اتخاذ قرار مفصلي في أي علاقة وفق كلام مكتوب أو تأثرًا بحديث ما في محاضرة أو مشاهدة فيديو، فهذا أمر غير حكيم. مشيرًا إلى أنه يحرص عند إعطاء نصيحة لأحد أن يسمع وجهة نظر الطرفين، وأذا تعثر ذلك فأنه يحكم وفق ما لديه من معلومات متاحة، وأن بعض الأمور تكون واضحة بحجم الأذى الذي يكون أكبر من السكوت عنه.

وتابع صاحب «ذكر شرقي منقرض»، أن نجاح العلاقات يتوقف على احترام الطرفين لبعضهما، لافتًا إلى أن أغلب المشاكل الزوجية تكون نتيجة للطرفين وليس واحد منهم فقط.

هذا الكتاب ليس عن «الرجل الشرقي»، الذي سمعنا عنه وعرفناہ قديمًا، بل هو عن «الذَّكَر الشرقي» الذي تسلل إلينا مؤخرًا، وعاش بيننا بديلًا عنه، تلك النسخة الباهتة في ألوانها، والمُشوَّهة في ملامحها.

فيه فرق كبير بين الرجولة والذُّكورة، الذُّكورة هى النوع، الرجولة هي الفِكر، الذُّكورة هى الجنس، الرجولة هي السلوك، الذُّكورة هي البيولوجيا، الرجولة هي الموقف.

«الذُّكورية الشرقية» – بهذا الشكل وذلك السلوك – مرض صعب جدًّا، مش بس مرض، دي مُتلازمة مَرضية كاملة، تبدأ من تربية الآباء والأمهات لأبنائهم وبناتهم، وتنتهي نهايات مأساوية مُجحِفة للجميع.

الكتاب دہ هيحاول يقرب ويستعرض ويحلِّل ويفهم أعراض وأنواع وأسباب ومُضاعفات «الذُّكورية الشرقية»، ويقدم رؤى واقعية لتغيير وعلاج هذہ المُتلازمة المَرضية المستعصية. والحقيقة إن هذا التغيير، لو مابدأش يحصل من الآن فتأكدوا إن هذا الديناصور البشري الضخم لو لم يُدرِك ويفهم ويتطورويقوم بتفكيك وإعادة تركيب نفسه من جديد فلن يكون له أي مكان، سوى ركن بعيد مُختَفٍ، في أحد متاحف العالم، تحته لافتة صغيرة مكتوب عليها بخط غير واضح: «ذكر شرقي منقرض».

الدكتور محمد طه، أستاذ مساعد الطب النفسي بكلية الطب جامعة المنيا، ونائب رئيس الجمعية المصرية للعلاج النفسي الجمعى سابقا، وعضو الجمعية العالمية للعلاج النفسي الجمعى.

مؤلف الكتب الأكثر مبيعا خلال السنوات الخمس السابقة (الخروج عن النص- علاقات خطرة- لا بطعم الفلامنكو).

محمد طه

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *