أخبار مصر

عام على الحظر.. «الشروق» ترصد تجارب مصريين لم يصابوا بكورونا منذ بداية الجائحة

في 24 مارس من العام الماضي 2020، فرضت الحكومة المصرية حظر التجوال الجزئي؛ تنفيذا لقرار رئيس الوزراء مصطفي مدبولي، كإجراءات إحترازية للتصدي لفيروس كورونا المستجد.

لم يعلم المصريون أن الفيروس الذي قتل حتى الآن أكثر من مليوني شخص، وأصاب فوق 117 مليون آخرين حول العالم، وخلف وراءه في أرض النيل، ما يقرب من 186 ألف مصاب وقرب 11 ألف وفاة، سيصبح واقعا تتعايش معه البشرية حتى تعثر على لقاح أو حتى يختفى من تلقاء نفسه!.

وسط كآبة أجواء الجائحة، استطاعت نماذج مصرية حماية نفسها من الإصابة بالفيروس، منذ دخوله لمصر حتى الآن.

“الشروق” تواصلت مع بعض المصريين الذين لم يصابوا بالفيروس حتى الآن؛ لمعرفة تفاصيل أكثر عن كيفية تجنب العدوى، والروتين اليومي المتبع للتعقيم.

* إيمان وأسرتها يتجنبون الإصابة بالفيروس
تقول إيمان على، (30 عاما) من القاهرة، إنها لم تصب بالفيروس حتى الآن، هي وأسرتها المكونة من 3 أفراد؛ لحرصها الشديد على التعقيم، وتقول: “نتبع جميعا نظاما معينا في التعقيم لم ولن نحيد عنه، فأرتدي الكمامة خاصة الطبية خارج المنزل، وربما أزيحها عن وجهي قليلا لكن في الهواء الطلق، كما أمتنع عن تناول أي شيء بيدي خارج المنزل حتى اعقمها”.

وتضيف إيمان ل”الشروق”: “عندما أشتري منتجات من السوبر ماركت، ألقي بجميع الأكياس في القمامة، وأغسل أي منتج بالماء والصابون، وما لا يصلح غسله أفرغه في أطباق بلاستيكية نظيفة للطعام أو أعقمه جيدا جدا بالكحول”.

ورغم خلوها من الإصابة الجسدية، إلا أن الجائحة تركت بداخلها آثارا نفسية بالغة، نتيجة أوقات الرعب التي عاشتها خلال الحجر في منزلها؛ خوفا على أسرتها ومعارفها وأصدقائها من الإصابة التي كانت تحقق الوفاة الفعلية وقتها، رغم عملها من المنزل وعدم اختلاطها بالعامة كثيرا.

أصبحت إيمان أكثر تحسسا من الإصابة، فتهرب من الأماكن المزدحمة الضيقة، ليس ذلك فقط بل كلما زادت الإعداد أصابها ذلك بتوتر شديد: “كلما حلت ذروة جديدة للجائحة أشعر وكأنني سأفقد من حولي بسهولة، وأدخل في حالة رعب وتعلو أنفاسي لكن أطمئن نفسي بأن كل شيء سيكون جيدا حتى تأتي زروة جديدة وأعيد الكرة، المهم أنني أستطيع التغلب على هذا الخوف البشع الذي لم أجربه في حياتي من قبل”.

ولم تمنع الإجراءات الاحترازية إيمان من عيش حياتها الطبيعية، فكانت تذهب لأعراس صديقاتها وشراء الملابس، لكن تحافظ على ارتداء الكمامة، وتعقيم يديها جيدا بالكحول.

* موظفة وأسرتها يتجنبون الإصابة
مثال آخر.. لكن هذه المرة لسيدة تخرج لعملها يوميا كموظفة إدارية في إحد مصانع حلوان بالقاهرة، استطاعت أن تحافظ على صحتها، ولم تصب بالفيروس حتى الآن.

تقول سامية أكرم ل”الشروق”: “منذ أن بدأت الجائجة اتخذت إجراءات وقائية بارتداء الكمامة في أي مكان حتى عند شراء كيس ملح من البقال، كما أنني قللت الاختلاط الاجتماعي وزيارات العائلة”.

وأضافت: “كنت أذهب بمفردي لزيارة أخي في منزله برفقة زوجته وأبنائه الإثنين بدون أحضان أو سلام؛ خشية انتقال العدوى”.

وتذكر: “علمت من منظمة الصحة العالمية في بداية اننشار الفيروس أنه مفترس، ويودي بحياة الأصحاء، ولأنني بطبيعة الحال أعاني من ضعف المناعة.. قررت الحفاظ على الإجراءات بشدة، أتذكر شهرا قضيته في المنزل برفقة زوجي والأبناء دون خروج سوى لجلب الطعام فقط بعدما بلغت الجائحة ذروتها وتوقف العمل العام لفترة”.

ولم تختلف سامية عن إيمان في اتباع الإجراءات الاحترازية خارج المنزل أو داخله، فاعتادت ارتداء الكمامة الطبية وتعقيم يديها طوال الوقت، وكل الأشياء التي تدخل المنزل لأول مرة، أو إلقاء أكياس المشتريات داخل القمامة.

وليس ذلك فقط بل زادت الاحتياطات التي تتخذها سامية، لتقرر تعقيم مكتبها، وغسل ملابسها يوميا، عقب رجوعها من مكتب عملها الإداري الذي يتوارد عليه يوميا أعداد كبيرة من العاملين في الشركة، على حد قولها: “بمجرد دخولي للمنزل أخلع ملابسي، وأضعها في المرحاض مع القليل من المنظف، وأتركها ساعة أو أضعها فورا على المنشر لتجف، هذا في حال كان اليوم مكتظا بخدمة العديد من الأفراد”.

ووتضيف: “أما في أيام العمل الخفيفة فلست ملزمة بفعل ذلك بل أكتفي بتطهير هاتفي وحقيبة يدي عند الدخول للمنزل، أنا أخرج وأمارس حياتي الطبيعية لكن بحدود وبدون الدخول في تجمعات كبيرة مرات عديدة، وقد نجح الأمر”.

* طالب جامعي ينجو وأسرته من الجائحة
حالة واعية أخرى هي لطالب كلية العلوم بجامعة القاهرة، محمد أحمد، الذي تمسك باتباع بعض الإجراءات المشددة التي ابعدته وأسرته عن الإصابة بالفيروس حتى الان، يقول: “أصبت بالرعب أنا وأسرتي منذ سماع انتشار الفيروس في العام الماضي، وربما أصبحت أكثر ثباتا واعتيادا على الأمر بعد مرور فترة طويلة من الجائحة، لكني الحمد لله لم أفقد التزامي بالإجراءات الاحترازية حتى اليوم”.

يقول محمد إنه لا يزال يرتدي الكمامة الطبية عند ذهابه لممارسة الرياضة في النادي أو في الجامعة وجلوسه في المدرجات وسط زملائه.

وأضاف:”فور خروجي من المنزل لأي غرض أخرج حاملا الكحول في جيبي، وارتدي الكمامة، وإذا أردت استنشاق بعض الهواء فإنني ابتعد بمسافة كبيرة عن الجميع في مكان مفتوح داخل الجامعة وأزيل الكمامة عن وجهي عدة دقائق، ثم أعيد وضعها عند الدخول المحاضرات أو ركوب المواصلات العامة، وكذلك الأمر خلال الامتحانات”.

ولفت محمد إلى التزامه بارتداء بالكمامة طيلة تواجده في النادي، ويتخلى عنها عند لعب الرياضة فقط عندما يكون بمفرده في الملعب، كما يمتنع عن تناول أي شيء في الخارج دون غسل يديه.

منذ أشهر، اتبع محمد خطوة هامة ينصح بها الأطباء، حيث عزل نفسه في غرفته، عندما علم أن صديقه المخالط له أصيب بالفيروس، فلم يغادر محمد غرفته إلا بعد مرور أسبوع لم تظهر خلاله أية أعراض تثبت إصابته بالفيروس.

* المغازي:” الكمامات الطبية أكثر فعالية من القماشية”
وفي تصريحات خاصة ل”الشروق”، عن الطرق المثلى لتجب الإصابة بالفيروس، نصح الدكتور عصام المغازي، رئيس جمعية مكافحة التدخين والدرن وأمراض الصدر بالقاهرة بضرورة الالتزام باتباع الإجراءات الاحترازية وقواعد التباعد الاجتماعي لتجنب الإصابة.

وحذر المغازي من استمرار استخدام الكمامات القماشية المستهلكة، سواء الكمامات التموينية التي تعرضت للغسل أكثر من مرة، أو الكمامات القماشية الموجودة في المحال التجارية الخاصة وتعرضت للغسل بكثرة.

وأوضح المغازي أن هذه الكمامات القماشية المستهلكة قد تقل فعالياتها في حماية أصحابها من خطر الإصابة بالفيروس، الذي ينتشر بشكل سريع ومفاجيء للأشخاص.

ونصح قائلا: “الكمامات القديمة تعتبر حاجز فعاليته قليلة أمام الفيروس ومن الأفضل شراء كمامة جديدة أو استلام واحدة من التموين، فالأمر غير مكلف بالمرة في مقابل الحماية من الإصابة”.

كما أشار المغازي إلى أن الكمامات الطبية المباعة في الصيدليات تعتبر أكثر فعالية من الكمامات القماشية، ناصحا بضرورة ارتدائها في الأماكن العامة شديدة الزحام.

* التغيرات الموسمية.. كيف نتحقق من الإصابة بالكورونا؟
وعن التغيرات الموسمية وكيفية التفرقة بين أعراض الفيروس، وأعراض الأنفلونزا الموسمية أو نزلات البرد، ينصح المغازي بضرورة العزل في غرفة منزلية مع التغذية السليمة حال الشعور بأي تعب، حتى يتسنى التأكد من عدم الإصابة بالفيروس، قائلا: “لا يمكننا التأكد من إصابة شخص بكورونا إلا مع تطور الأعراض”.

ووجه المغازي رسالة للمواطنين، بضرورة الحفاظ على ارتداء الكمامة وغسل اليدين، موجها بالاتصال على رقم “105”، التابع لوزارة الصحة، في حال وجود أية حالات مصابة بالفيروس.

المصريين والكورونا - ارشيفية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *