أبو الغيط: المنافسة بين القوى الكبرى ستكون لها انعكاساتها على المنطقة العربية
جاء ذلك خلال محاضرة ألقاها أبو الغيط اليوم الثلاثاء، عبر فيديو كونفرانس، على منتسبي كلية الدفاع الوطني بسلطنة عمان تحت عنوان “نظرة على المستقبل العالمي والعربي”.
وقال الأمين العام للجامعة العربية إنه لن تكون منطقة أو إقليمٌ بمنأى عن هذه المنافسة الشرسة، وستحتاج القوى المتوسطة والصغرى إلى استراتيجيات مختلفة ومبتكرة للتعامل مع واقع عالمي يختلف كثيرًا عما عهدناه خلال السنوات الثلاثين الماضية، مؤكدًا أن بناء القوة الذاتية العربية، وتعزيزها بالتحالفات وعلاقات الصداقة تظل السبيل الأكثر نجاعةً لتعزيز الأمن القومي العربي في زمن يتسم بالسيولة الشديدة على الساحة الدولية.
وتناول أبو الغيط خلال المحاضرة مُشكلات رسم السيناريوهات المستقبلية، خاصة فيما يتعلق بالأحداث نادرة الوقوع التي يكون لها تأثير عميق وممتد على التفاعلات الدولية، مثل جائحة كورونا، مشيراً إلى أن تجربة العالم مع الجائحة تُثبت أهمية إعطاء وزن أكبر لاحتمالية وقوع هذه الأحداث، بل وأهمية تعزيز مناعة المجتمعات في مواجهتها في المستقبل.
ولفت أبو الغيط خلال المحاضرة إلى الأبعاد المختلفة للمنافسة الصينية – الأمريكية على جميع الأصعدة، الاقتصادية والتكنولوجية والأيديولوجية، موضحًا أن كل طرفٍ يسعى لرسم صورة ذهنية عن نظامه السياسي والاقتصادي باعتباره الأفضل.
وأشار إلى أن الجائحة أعطت فرصة للصين لإظهار قدراتها في تنظيم المجتمع في مواجهة هذا الخطر، في حين كشفت أحداث اقتحام الكونجرس في 6 يناير عن نقاط ضعف في الديمقراطية الأمريكية.
وأوضح الأمين العام للجامعة العربية في محاضرته أنه لا ينبغي استبعاد احتمال تطور المنافسة إلى صراع عسكري بين القطبين الصيني والأمريكي، لافتًا إلى أهمية وضعية روسيا في هذه المنافسة الثلاثية على قمة النظام الدولي، ومشيرًا إلى أن المستقبل سيكشف عما إذا كان طرفان في المعادلة سيلجأن للتحالف ضد الثالث.