مصدر سوداني لـالشروق: الكونغو تسعى لاستئناف مفاوضات سد النهضة نهاية الشهر الجاري
وأضاف المصدر الذي فضل عدم ذكر اسمه، في تصريحات لـ”الشروق” أن الرئيس الكونغولي فيليكس تشيسيكيدي، يسعى لاستئناف مسار التفاوض بشأن السد والذي توقف في 10 يناير الماضي، لبدء الفرق التفاوضية بالدول الثلاثة “مصر، السودان، وإثيوبيا” من حيث انتهت المفاوضات.
وأشار إلى انعقاد الاجتماع في الأسبوع الأخير من شهر مارس الجاري، مضيفاً أن وفدا من دولة الكونغو الديمقراطية زار إثيوبيا خلال الأيام الماضية لإقناع إديس أبابا بالعودة إلى المفاوضات حيث التقى الوفد بنائب رئيس الوزراء ووزير الري الإثيوبيين.
وأكد المصدر أن الموقفين المصري والسوداني متطابقان تماماً وهناك تلاقً في الرؤي وتفاهمات وتنسيق عالي المستوى بين البلدين بشأن ملف سد النهضة، مشدداً على أن الخرطوم والقاهرة أكدتا على الرفض التام لأي إجراءات آحادية من جانب إثيوبيا لاسيما ما يتعلق بالملء الثاني للسد في يوليو المقبل، قائلاً: “من حقنا الدفاع عن أمن السودان القومى”.
وبشأن تشكيل آلية رباعية دولية للوساطة في مفاوضات سد النهضة والتي قد اقترحها السودان مطلع فبراير الماضي، قال المصدر السوداني إن “الوساطة الرباعية اشترطت قبول الدول الثلاث، ولذلك دعا وزير الرى السوداني ياسر عباس، أمس، إثيوبيا للقبول بالوساطة الرباعية للوصول إلى اتفاق قانونى وعادل ومُلزم يلبي متطلبات الدول المعنية لحل ملف سد النهضة”.
وتضم الآلية الرباعية “الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبى والاتحاد الإفريقى والولايات المتحدة” وهو المقترح الذي رحبت به مصر، ورفضته إثيوبيا عدة مرات، وأصرت فقط على الوساطة الإفريقية فقط.
في الوقت نفسه، أعلن رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، أن الملء الثاني لسد النهضة في موعده عند موسم الفيضان في يوليو المقبل، موضحاً أن بلاده لا يمكنها تفويت موسم الأمطار المقبل لأن ذلك يكلفها خسارة نحو مليار دولار.
وأضاف أحمد في كلمة له أمام البرلمان أمس، لا نرغب بالإضرار بمصالح مصر والسودان المائية مؤكداً أن أديس أبابا تستهدف من سد النهضة توليد الكهرباء، مجدداً مطالبة بلاده بوساطة الاتحاد الأفريقي في التفاوض”.
وتابع أنه بالرغم من مساهمة إثيوبيا بأكثر من 80% من مياه النيل إلا أنها تسعى إلى تخزين 5% فقط من وارد الأمطار وليس من النيل الرئيسي، على حد قوله. كما أكد أن سد النهضة لا يمكن أن يمنع انسياب المياه الطبيعي عن مصر والسودان.
إلي ذلك، وصفت وزارة الخارجية الإثيوبية، الطلب المقدم من السودان بشأن توسيع الوساطة في مفاوضات سد النهضة “غير مجدٍ”.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإثيوبية، السفير دينا مفتي خلال مؤتمر صحفي أسبوعى للوزارة، أمس، إن إثيوبيا تعتقد أن الحوار الذي يقوده الاتحاد الأفريقي بشأن سد النهضة سيبدأ قريبًا تحت قيادة جمهورية الكونغو الديمقراطية”، مضيفا أن بلاده “لا تزال واثقة من أن المفاوضات التي يقودها الاتحاد الأفريقي بشأن سد النهضة هي عملية مستمرة ستوفر حلولًا مربحة للاطراف المتفاوضة”، على حد تعبيره.
وتابع: “يجب الانتهاء من المفاوضات التي يقودها الاتحاد الأفريقي قبل اتباع أي خيار آخر لحل القضايا العالقة بين الأطراف الثلاثة بشأن سد النهضة”.