ننشر النص الكامل لكلمة الرئيس السيسي خلال لقائه نظيره البوروندي
أخي العزيز الرئيس/ إيفاريست ندايشيمي.. رئيس جمهورية بوروندي الشقيقة
السيدات والسادة..
إنه لمن دواعي سروري البالغ أن أرحب بأخي فخامة الرئيس ندايشيمي والوفد المرافق لسيادته في بلده الثاني مصر، وذلك في أول زيارة له إلى القاهرة، متمنياً له وللوفد المرافق إقامة طيبة ومثمرة.
وأنتهز هذه المناسبة لأعرب عن تقديرنا البالغ للعلاقات التاريخية التي تجمع مصر مع جمهورية بوروندي الشقيقة، من خلال روابط أزلية وتاريخية مشتركة، تعكس عمق العلاقات بين البلدين والشعبين الشقيقين.
لقد أجريت مع أخي الرئيس مباحثات مكثفة، سادتها روح التفاهم والتنسيق حيال عدد كبير من الموضوعات الثنائية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك بين البلدين، حيث توافقت إرادتنا السياسية نحو تدشين مرحلة جديدة من علاقة الشراكة التي تجمعنا والارتقاء بالعلاقات الثنائية إلى آفاق أرحب، وقد أكدتُ حرص مصر على تطوير وتعميق كافة أشكال التعاون القائمة بين البلدين والتي شهدت في السنوات الأخيرة الكثير من التطورات الإيجابية، وذلك تحقيقاً لمصالح الشعبين الشقيقين.
وقد عكست مداولاتنا مدى التقارب في وجهات النظر بين البلدين حيال مجمل القضايا، وهو أمر ليس بالجديد بين مصر وبوروندى، بل يعد سمة مميزة للعلاقات الوطيدة التي تجمع بلدينا.
كما حظيت جهود تعزيز التعاون في المجالات الاقتصادية بين البلدين باهتمام خاص في مباحثاتنا اليوم، وأكدت من جانبي استعداد مصر لتطوير هذا التعاون الذي يحقق أهداف التنمية في البلدين، سواء على مستوى التبادل التجاري أو الاستثماري، والذي نأمل في أن يشهد المزيد من النمو ليرتقي لمستوى العلاقات السياسية بين البلدين.
وبحثنا كذلك سبل تيسير عمل الشركات المصرية الساعية إلى النفاذ للسوق البوروندي، وهو ما يأتي في إطار ثقتنا بما لدى الرئيس البوروندي من أجندة تنموية طموحة يسعى من خلالها لتعزيز الازدهار في بلده الشقيقة.
اتفقنا كذلك على تكثيف التعاون في مجال نقل الخبرات المصرية وتوفير الدعم الفني وبناء قدرات الكوادر الوطنية في بوروندي، وذلك من خلال مواصلة البرامج التدريبية التي تقدمها الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية في مختلف القطاعات.
وأنتهز هذه الفرصة لأؤكد لسيادة الرئيس أن مصر ستظل شريكاً رئيسياً لكم في جهودكم من أجل تحقيق التقدم، وستقدم كل ما يمكنها من العون والمساندة لجمهورية بوروندي الشقيقة لإنجاز أهداف وخطط التنمية التي تعملون وحكومتكم من أجلها.
كما ناقشنا اليوم سبل تعزيز التعاون القائم بين البلدين في مجال الموارد المائية والري وجهودنا المشتركة لتعظيم الاستفادة المستدامة من موارد نهر النيل، وأكدنا على رؤيتنا لجعل نهر النيل مصدراً للتعاون والتنمية كشريان حياة لجميع شعوب دول حوض النيل.
كما استعرضنا التطورات الخاصة بقضية سد النهضة كقضية وجودية تؤثر على حياة الملايين من المصريين، وأكدتُ ضرورة السعي للتوصل في أقرب وقت ممكن إلى اتفاق قانوني ملزم ينظم عملية ملء وتشغيل سد النهضة، بعيداً عن أي منهج أحادي يسعى إلى فرض الأمر الواقع وتجاهل الحقوق الأساسية للشعوب.
الرئيس/ ايفاريست ندايشيمي..
أسعدني لقاؤكم اليوم، وإنني أتطلع لمزيد من التعاون فيما بين بلدينا بشكل وثيق لما فيه المصلحة المشتركة لنا ولقارتنا الأفريقية، وأتمنى لبوروندي كل الخير والاستقرار والرفاهية، وأجدد ترحيبي بكم والوفد المرافق لفخامتكم في بلدكم الثاني مصر..